مع المناظرة الأولى للمرشحين الرئاسيين الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، والسيد عمرو موسى، أمين جامعة الدول العربية السابق، وأحد وزراء الخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، تدخل مصر مرحلة جديدة في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير. والمناظرة في اللغة، كما جاء في موسوعة ويكيبيديا، "مأخوذة من النظير أو من النظر بمعنى الإبصار أو الانتظار وفي الاصطلاح هي النظر بالبصيرة من الجانبين المعلل والسائل بغرض إظهار الصواب". وهي تعني منافسة بين طرفين مختلفين يحاول كل طرف التغلب على الطرف الآخر بالحجة والمنطق والإقناع. *** وتعتبر مناظرة كيندي – نيكسون التي جرت بين مرشحي الرئاسة الأمريكية عام 1960، التي شهدها 80 مليون شخص في وقتها حول العالم، المناظرة الرئاسية الأولى المنقولة تلفزيونياً، وواحدة من أشهر المناظرات السياسية التي تقترن بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وقد تفوق جون كنيدي بمظهره الذي يشبه نجوم السينما على ريتشارد نيكسون الذي كان معروفا عنه أنه متحدث لبق، وأوصلت هذه المناظرة، التي تعتبر من أشهر المناظرات الرئاسية حتى الآن، كينيدي إلى البيت الأبيض. *** وإذا كانت ثقافة الحوار .. والمناظرات السياسية بين المرشحين للمناصب الكبرى في بلادنا العربية جديدة على كلا الفريقين المرشحين للرئاسة، والناخبين معاً، فإنها ثقافة عريقة في الديموقراطيات الغربية جعلتها قادرة على إجراء المناظرات بين المتنافسين دون أن تؤثر، في أكثر الأحيان، على أخلاقيات التعامل والاحترام المتبادل بين المتناظرين، حيث يقدم كل مرشح برنامجه الانتخابي وبناءً عليه يختار الشعب من هو أكثر اقناعًا وقدرةً على خدمة الصالح العام. ***وجدير بالذكر أن الحوار هو إحدى أدوات التغيير الرئيسة التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين في سياسته الإصلاحية، وهناك حاجة ماسة أكثر من أي وقت كي تصبح قاعدة يؤخذ بها على كل مستويات العمل من القاعدة وحتى القمة. وإلا أصبح مفهوم الحوار – نفسه – مفهوماً "خالي الدسم" لا يُشبع ولا يُغني من جوع. وما يعيشه العالم العربي الآن من تعددية ورغبة ملحة في تحقيق التحول الديمقراطي هو أنسب وقت لغرس ثقافة الحوار في عقول الشعوب العربية خاصةً في ظل كثرة التيارات الأيديولوجية وحالة الانفتاح الفكري التي يشهدها العالم العربي الآن. وبالتالي فنشر تلك الثقافة أصبح ضرورة حتمية فالمناظرات تغرس في الفرد مجموعة من القيم الأساسية مثل: مهارات التفكير التحليلي، والقدرة على الإقناع، والتسامح، واحترام وقبول الآخر. نافذة صغيرة: نافذتي الصغيرة اليوم تتناول هاش تاج ''تعلمت من المناظرة‘‘ الذي دشنه بعض نشطاء تويتر وكتبوا تعليقات ساخرة، منها: وبعد أن عرفنا من أبو الفتوح أن حزب النور مش حزب ديني والجماعة الإسلامية سلمية .. ثبت بالدليل القاطع ان بن لادن كان كابتن فريق الباليه المائي. تعلمت من المناظرة انك لا تلاعب الفلول ولا تخلي الفلول يلاعبك. تعلمت من المناظرة اننا هنجيب أي حد يحكمنا الأربع سنين وخلاص. تعلمت من المناظرة اني ماتفرجش على مناظرات تاني .. العمر مش بعزقة. [email protected] [email protected]