كشف عبدالغني المهنا رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة تجارة الشرقية عضو اللجنة الوطنية للأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، عن إغلاق 500 ورشة لصيانة وصياغة الذهب بسبب الخسائر وارتفاع الأسعار والتستر و التلاعب وعدم الالتزام بالمواصفات والمقاييس. وأوضح أن 250 ورشة أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع الأسعار العالمية و150 ورشة بسبب سيطرة العمالة الوافدة عليها تحت غطاء التستر، و عدم الالتزام بمعايير الجودة، مما تسبب في مضاربات غير نزيهة لبيع الذهب بتكلفة منخفضة وبجودة متدنية، وأدى ذلك التلاعب إلى تحقيق البعض منها أرباحا بلغت مليون ريال في الشهر مقابل دفع 500 ريال للاسم التجاري للكفيل. وأشار في ذات السياق إلى إغلاق 100 ورشة لصعوبة استخراج أو تجديد ترخيص مزاولة النشاط . وشدد المهنا على أهمية توطين مزاولة تجارة تجزئة الذهب بنسبة 100%، مقترحًا توفير الخبرات من خلال مراكز الخبرة في كل مركز وسوق تجاري تحت مظلة وزارة التجارة، كما يجب أن تكون الورشة تحت إشراف صائغ سعودي يديرها بالكامل لمنع التلاعب. ولفت إلى وجود أكثر من 1500 ورشة لصياغة وصناعة الذهب غير مرخصة على مستوى المملكة من بين 3000 ورشة. وأشار إلى انتشار الورش في السنوات الخمس الأخيرة بعد ارتفاع أسعار الذهب في ظل خضوع المصانع لشروط معقدة ورقابة مكثفة على العكس من الورش التي يمارس بعضها الغش في المنتج والعيارمشيرًا إلى أن مزاولة تجارة وصياغة الذهب في السابق كانت لا تتم إلا بموافقة شيخ الصياغة وبشهادة تاجرين من المهنة، بينما بإمكان أي وافد في الوقت الراهن مزاولة هذا النشاط تحت غطاء التستر. وأوضح شيخ الجواهرجية بجدة جميل محمد علي فارسي أن صياغة وصناعة الذهب تقوم في معظم دول العالم على الورش وهي ما تسمى بالمركز الواحد الذي يحتوي على 12 فنيا، لافتا إلى أن المصانع الكبيرة لا توجد إلا فيما ندر لأن هذه الصنعة حرفية في معظم إنتاجها. وأرجع إغلاق المصانع إلى قلة الطلب وارتفاع أسعار المادة الخام للذهب على مستوى العالم، لافتا إلى تضاعف سعرها خلال السنوات الخمس الأخيرة ثلاث مرات. وأكد إغلاق ورش بمدينة جدة دون أن يحدد العدد، مؤكدًا أن العمالة التي تعمل فيها هي شديدة التخصص، وأن الفرق بين الورش والمصنع هو أن الأخير مرخص من وزارة الصناعة ويفترض أن يكون أكبر من حيث العمالة والإنتاج، ولكن الواقع لا يوجد حد فاصل بكل وضوح بين الاثنين. من جهته أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة بمجلس الغرف السعودية سابقا وعضو اللجنة محمد جميل عزوز وجود أكثر من 3000 ورشة لصياغة وصناعة الذهب على مستوى المملكة نسبة غير المرخص منها أكثر من 50%، ولفت إلى أن أكثر من 500 ورشة على الأقل أوقفت نشاطها مؤخرًا لأسباب مختلفة منها صعوبة شروط التراخيص و من بينها أن تكون الورشة على شارع تجاري وهو مالا يمكن توفيره بسبب ارتفاع الإيجارات، وكذلك عمل جدران من حديد على الورشة و توفير كاميرات فيديو في كافة أنحائها و أجهزة إنذار. وأدى ذلك إلى فتح البعض ورشا خاصة في قصورهم وتشغيلهم عمالة وافدة غير نظامية أو تشغيل السائقين الخاصين في المهنة. ولفت عزوز إلى أن معظم دول العالم كألمانيا وإيطاليا تعتمد على الورش الصغيرة، و ليس لديها مثل هذه الاشتراطات، بالإضافة إلى أن مهنة الصائغ تحتاج إلى خبرة طويلة، مشيرًا إلى أن معظم الذين يعملون في هذه المهنة من العمالة الوافدة، وأن نسبة من الورش تعمل تحت غطاء التستر داخل البيوت وبجودة منخفضة وأسعار متدنية مستغلين ارتفاع الأسعار. وأشار عزوز إلى أن 50% من استهلاك الذهب من الإنتاج المحلي، لافتا إلى دخول كميات من الذهب إلى السوق بشكل غير نظامي.