«بابا سيعود « بكل براءة قال نواف الفيفي هذه الكلمة وهو لا يدرى كيف حملت يداه الرقيقتان مسدس الموت ليطلق به رصاصة النهاية إلى أغلى الأحباب. لحظات «قدرية» وسيناريو غريب يعجز عن نسجه أصحاب الخيالات.. أب يعود لمنزله حاملا العشاء لأطفاله وبعد وصوله قام بوضع مسدسه الشخصي من نوع «أبو محالة» على القرب منه فكانت «الهفوة القاتلة» التي أودت بحياته حيث قام أحد أبنائه ويدعى نواف باستخراج المسدس وإطلاق رصاصة قاتلة أصابت والده في مقدمة رأسه. صراخ البيت وذكر محمد القيسي أحد سكان العمارة أنه عند حوالى الساعة 8:20 وبعد وصولي إلى المنزل سمعت صراخًا ولم أكن أعلم ما يحصل فنزلت لأرى ماذا يحدث بمنزل مفرح الفيفي دخلت من الباب حيث صدمني المشهد الذي رأيته، فوجئت بوجوده ملقى على الأرض وبعد معاينتي له علمت أنه قد فارق الحياة ولكن لم أعرف السبب وعلى الفور بادرت بإبلاغ الشرطة بالحادثة. قضاء وقدر وبين والد الأب المتوفى علي الفيفي وهو جد الطفل نواف أن ما حصل كان قضاء الله وقدره ولا اعتراض عليه كان يتحدث بنبرة صوت تدل على الحزن الشديد على فراق ولده «مفرح « الذي ترك خلفه عائلة بأكملها دون عائل لهم بعد الله عز وجل، ويضيف جد الطفل نواف «ولدي لديه ثلاث زوجات و13 من الأبناء وإحدى زوجاته حامل بالجنين الذي لن يراه أبدًا، وكان هو العائل الوحيد لهم ومع أنه لم تكن لديه وظيفة إلا أنه كان يعمل جاهداً لتوفير لقمة العيش لعائلته الكبيرة، ذكر الجد لا أعرف ماذا أعمل حيث إن لدي زوجتان ولدي أحد عشر من الأبناء وأعيش على مبلغ زهيد من الضمان الاجتماعي مقداره (2300) ريال فقط، وحالتي المادية صعبة جداً ولا أملك سوى منزل شعبي بسيط والذي لا يتسع لنا جميعًا. لا يملك منزلاً وأضاف الجد كان ولدي لا يمتلك منزلاً من الأصل وكان مستأجراً بمبلغ قدره (1500) ريال، وبما أن منزلي لا يتسع لأن أضيف عائلة أخرى فأنا مضطر لأن ادفع المبلغ المطلوب لسكن عائلة ولدي ولن يتبقى سوى (800) ريال، وأنا الآن العائل الوحيد لعائلتي وعائلة ولدي المتوفى المكونة من سبعه وعشرين فرداً، إضافة إلى أن المستلزمات المالية للأطفال الصغار تثقل كاهلي حيث إني لا أملك سوى هذا المعاش من الضمان الاجتماعي الذي لا يسد جوعنا. سلمان أحد أكبر أبناء المتوفي - الصف السادس الابتدائي وقف حائراً من هول الصدمة وكيفية تحمل المسؤولية التي تركها والده له والتي لا يستطيع تحملها لوحده في الوقت الحالي، إضافة إلى أن والدة الطفل نواف تعاني من حالة نفسية شديدة جراء هذه الفاجعة.