توافد المئات علي ميدان التحرير أمس وسط انقسام بين القوى السياسية حول المشاركة في «المليونية» بسبب الخلاف بين القوى السياسية حول دوافع تلك المظاهرة، حيث يرى المقاطعون للمليونية أنها لا تخدم أهداف الثورة وهي مجرد تصفية حسابات بين التيار الإسلامي والمجلس العسكري الحاكم، وقالت القوى الليبرالية المقاطعة للمليونية «إن الإخوان أحد الداعين لمليونية الأمس يصفون حساباتهم مع المجلس العسكري على خلفية رفض « العسكري» إقالة حكومة الجنزورى تنفيذًا لرغبة الإخوان»، وهى الأزمة التي تقاطعت مع الخلافات بين الأطراف السياسية حول تشكيل تأسيسية الدستور. وقاطع مليونية الأمس كل من الأحزاب الليبرالية في مقدمتهم الوفد والمصريين الأحرار والتحالف الاشتراكي والحركات القبطية والوطنية للتغيير وبعض التيارات الإسلامية وعلى رأسهم حزب النور السلفي والدعوة السلفية، بينما شارك كل من الإخوان وحملة أبو الفتوح وحملة العوا وبعض الحركات الثورية مثل الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل وكفاية وتحالف ثوار مصر وائتلاف شباب الثورة. ويرى الليبراليون أن تحريض أبو إسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة لأنصاره الموجودين بميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع المصرية منذ السبت الماضي، يعود لقرار استبعاده من انتخابات الرئاسة واتهامه بالتزوير وتقديمه للنيابة على خلفية تزوير محررات رسمية تخص جنسية والدته التي تحمل الجنسية الأمريكية وتقديم توكيلات مزورة. وانعكست الانقسامات بين القوى السياسية على مسميات المليونية والتي حملت عدة مسميات مثل «الزحف» و»النهاية» و»حقن الدماء» ورفضت بعض القوى التحرك إلى محيط وزارة الدفاع بالعباسية إحدى ضواحي العاصمة، واعتصمت في ميدان التحرير في حين تحرك أنصار أبو إسماعيل من التحرير ومن مسجد الفتح بميدان رمسيس إلى العباسية، حيث شهد ميدان التحرير ثلاث منصات هي منصة الإخوان ومنصة أنصار حازم أبو إسماعيل ومنصة ثوار بلا تيار. وانتشرت اللافتات مثل «لن نسمح بتزوير الانتخابات الرئاسية» و»باعوا دم الشهداء وفتحوا المزاد علي الأحياء» و»دمنا خط أحمر»، كما تعالت هتافات «إسلامية إسلامية» من فوق منصة أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل، ورددت منصة ثوار بلا تيار «ياللي بتسأل إحنا مين إحنا شباب 25»، و»يسقط يسقط حكم العسكر» وعند منصة الإخوان قام شبان برفع لافتات «لن نسمح بإقامة دولة البلطجية» و «لن نسمح بالتدخل العسكري في صياغة الدستور». وكثفت قوات الأمن المركزي الانتشار في مداخل ومخارج ميدان العباسية، والمدخل المؤدي إلى شارع الخليفة المأمون وقامت بإغلاق مداخل الميدان ووقف حركة المواصلات، وشكل بعض المتظاهرين دروعًا بشرية أمام وزارة الدفاع لمنع أية احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية التي تؤمن الوزارة.