قال صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إنه لا يستبعد أبدا أن تقف أصابع خارجية لا تريد الخير للسعودية ولا لمصر ولا للأمة جمعاء وراء أي تعكير في صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين المملكة ومصرولا.يمكننا مطلقاً أن نأخذ الأبرياء بجريرة أي مذنب ، إذ « لا تزر وازرة وزر أخرى» وقال سموه لدى استقباله مساء امس في قصر المؤتمرات بالرياض وفدا رفيع المستوى من مصر العربية برئاسة رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي في كلمة له: «نحن واثقون كل الثقة أن العقلاء من الطرفين قادرون على تجاوز الصغائر وإدراك ضخامة القواسم المشتركة بيننا والتي تدفعنا دوماً للسعي نحو المزيد من التقارب والتعاون والتحالف ، ولو كره الكارهون ؛ وعودة العلاقات الرفيعة ومستواها الراقي المعهود». وأضاف: «نعمل على تجنيب هذه العلاقة أسباب الأذى أياً كانت. وسيجد كل من يحاول الإساءة أو التطاول على أي من البلدين وقفة صارمة ترد كيدهم في نحورهم وما وجودكم هنا بيننا إلا دليل قاطع على ذلك».واضاف سموه « كما أننا لم ولن نتخذ من الأخوة والمحبة والصداقة ستاراً لتبرير التدخل في شؤونهم أو فرض وصاية عليهم ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، والشعب المصري العظيم أدرى بمصالحه من أي جهة خارجية ، ومنطلقنا في المملكة أن الأخوة والمحبة والصداقة لن تكون صادقة إلا حين تلتزم بالاحترام المتبادل ، ومن هنا فإننا لا ندعم لنتدخل في شؤون الآخرين ، ولا نتبع دعمنا بالمنّ والأذى ، وفيما يلي نص كلمة وزير الخارجية: معالي الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب معالي الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى السادة رؤساء الأحزاب وممثلي القوى السياسية والنيابية أصحاب الفضيلة ممثلي مشيخة الأزهر ودار الإفتاء السادة ممثلي الكنيسة الأرثوذكسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، وباسم الشعب السعودي أن أرحب بقدومكم الكريم إلى بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية ، وهي بادرة مقدرة ، لكنها غير مستغربة على الشعب المصري العظيم والعريق ، ولا شك أنها تجسد بكل وضوح عمق ومتانة أواصر المحبة والأخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين.واسمحوا لي أن أختصر حديثي معكم في نقاط ثلاث :أولاً : إننا نرحب دوماً وأبداً بأشقائنا المصريين في المملكة ، وقد كان وجود مئات الألوف منهم لدينا خير عون لنا في تحقيق ما نصبو إليه من نماء ورفاه وتقدم ، ومن الثابت إحصائياً أن الجالية المصرية الكريمة في المملكة من أكثر الجاليات رقياً في السلوك والتزاماً بالقوانين وتحلياً بمكارم الأخلاق وكريم التعامل ، وهذا مجدداً ليس بمستغرب أبداً. ثانياً : إننا في المملكة العربية السعودية ننظر لأشقائنا نظرة الأخ والصديق والمحب ، نسعد لأفراحهم، ونحزن لأحزانهم ، ونتمنى لهم كل الخير في كل الأوقات، ولا يمكننا مطلقاً أن نأخذ الأبرياء بجريرة أي مذنب، إذ « لا تزر وازرة وزر أخرى» ، كما أننا لم ولن نتخذ من الأخوة والمحبة والصداقة ستاراً لتبرير التدخل في شؤونهم أو فرض وصاية عليهم ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، والشعب المصري العظيم أدرى بمصالحه من أي جهة خارجية ، ومنطلقنا في المملكة أن الأخوة والمحبة والصداقة لن تكون صادقة إلا حين تلتزم بالاحترام المتبادل ، ومن هنا فإننا لا ندعم لنتدخل في شؤون الآخرين ، ولا نتبع دعمنا بالمنّ والأذى ، بل ندعم الأشقاء لأن مصيرنا مشترك وأهدافنا مشتركة ومصالحنا مشتركة . ثالثاً ، لقد أثبت التاريخ ، مراراً وتكراراً ، أن أي تلاقٍ وتقارب وتعاون بين بلدينا الشقيقين كان دوماً يحقق المصلحة العليا للأمة العربية والأمة الإسلامية ، علاوة على تحقيقه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين العربي السعودي والعربي المصري ولذلك فإننا لا نستبعد أبداً أن تقف أصابع خارجية لا تريد الخير لنا ولا لمصر ولا للأمة جمعاء وراء أي تعكير في صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين بلدينا وشعبينا ، ونحن واثقون كل الثقة أن العقلاء من الطرفين قادرون على تجاوز الصغائر وإدراك ضخامة القواسم المشتركة بيننا والتي تدفعنا دوماً للسعي نحو المزيد من التقارب والتعاون والتحالف ، ولو كره الكارهون ؛ وعودة العلاقات الرفيعة ومستواها الراقي المعهود ونعمل على تجنيب هذه العلاقة أسباب الأذى أياً كانت. وسيجد كل من يحاول الإساءة أو التطاول على أي من البلدين وقفة صارمة ترد كيدهم في نحورهم وما وجودكم هنا بيننا إلا دليل قاطع على ذلك. ومن هذا المنطلق ، فإننا نرحب بزيارتكم الكريمة ونثمّن خطوتكم المباركة ، ونسأل الله المولى عز وجل أن يحفظ بلدينا وشعبينا الشقيقين من كل مكروه. ثم ألقى رئيس مجلس الشعب المصري كلمة بهذه المناسبة نوه فيها بعمق العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين وأكد أن هذه العلاقة الوطيدة لا يمكن أن تتأثر بحادث فردي هنا أو هناك .وأوضح أن الوفد المصري الذي يمثل كل طوائف الشعب المصري والأحزاب السياسية وشيوخ الأزهر والكنيسة والكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم أتوا جميعا ليعبروا عن تقديرهم للمملكة حكومة وشعبا .وقال» نحن نستشعر أن الشعب المصري والشعب السعودي هما شعب واحد فلن ننسى أبدا المواقف الكريمة للمملكة العربية السعودية إبان حرب أكتوبر والموقف النبيل والكريم للملك فيصل رحمه الله» وأفاد إن مصر والمملكة بلدان وشعبان يجتمعان في الأهداف مذكرا بما يقوله الساسة دائما في تحليلاتهم من أن « مصر والسعودية يمكن أن يقودا المنطقة.وأضاف إن مصر بتاريخها والسعودية بتاريخها وإمكاناتها قادرتان بإذن الله على قيادة المنطقة «.وبين أن مصر بعد الثورة تريد أن تكون علاقاتها مع شقيقتها السعودية أعمق وأكبر وأفضل مما كانت عليه وأن الجالية المصرية في السعودية والسعوديين في مصر كلهم يشعرون أنهم في بلدهم الثاني لافتا النظر إلى أن حجم الاستثمارات المصرية في السعودية والاستثمارات السعودية في مصر تدل على مدى الترابط والتعاون المشترك . وقال « مصر بعد الثورة تحتاج إلى دعم الأشقاء ودعم المملكة العربية السعودية وكل الدول التي تتطلع إلى أن تقف مع مصر».وانتهى إلى القول» جئنا نعبر عن عمق مشاعرنا ولا يمكن لحادث عابر أن يعكر صفو هذه العلاقات.