السائلة (أنشودة المطر): أيّها المجمعيُّون أفيدوني، يتردّد على مسامعي كلمات أردتُ أن أستوضح إذا ما كانت فصيحة، مثل: (يندب بمعنى: يُرسل)، و(تونِس بمعنى: تشعر)، و(أضنت بمعنى: ولدت)، و(أبَتْ بمعنى: رفضت)، و(كُبَّه بمعنى: اتركه)، و(قامت بقعة، بمعنى: أثار مشكلة)، و(عرب فلان بمعنى: زوجته) ؟ الفتوى 46 : ليس في هذا الألفاظ السَّبعة ما ليس بعربي، بل كل ذلك صحيح. ومنها ما جاء في الكلام الفصيح، وأول ذلك (أبى) على المعنى المذكور، وهو لفظ قرآني، قال تعالى: (إلاّ إبليس أبى)، وقال: (فأبوا أن يضيفوهما). وأمّا (ندب يندب) فلغة حديثية وردت في كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن معاني (ندب) بعث وأرسل، على المعنى المذكور أيضًا، وقال الزّبيديُّ في (التاج): (والمندوب: الرسول بلغة أهل مكة). وأمّا (كبَّه) بمعنى: تركه، فصحيحة أيضًا، وأصل معنى (كبّ) كفأ وقلب. وفي (تكملة المعاجم): (كبَّ: صبّ، وسكب، وأراق. وكبّ القدح: أفرغ ما فيه). وأمّا قولهم: (قامت بقعة)، فلعل أصلها: باقِعَة، والباقعة: هي المصيبة والدّاهية، ويكثر في اللّهجات العامية تسكين ما بعد الألف، ثم حذف الألف بعد ذلك لالتقاء الساكنين. وأمّا (أضنت) بمعنى: ولدت: فصحيحٌ أيضًا، وكتب المعاجم تثبت ذلك بمعان قريبة، ومنها: أضنت المرأة: كثر ولدها، والضُّنى: الولد. وأمّا قولهم: (عرب فلان) بمعنى: زوجته، فهي كناية من الكنايات التي لا يجوز لأحد رفضها، وطالما أكثر العرب لا سيما أهل البادية من الكناية عن المرأة، لأنّ حالها لديهم مبني على الجهالة، ألا ترى أنهم وضعوا للواحدة المشار إليها (ذي، وذه، وتي، وته ...)، ولم يضعوا للمذكر سوى (هذا). ولهم اليوم كنايات عن المرأة، منها: الجماعة، والوزارة. ويحتمل أن يكون المراد بذلك ما جاء في قوله تعالى: (عُربًا أترابًا)، لا سيما على قراءة إسكان الرّاء، وهي قراءة سبعية، وعُرب جمع عروب، وهي المرأة المتحببة إلى زوجها. والمعنى الأول أولى وأطهر. وأمّا (تونس) فأصلها: تؤنس، وأبدلت الهمزة واوًا، وهي: من آنس يؤنس كآمن يؤمن، بمعنى: أحسّ به، وله معان أخرى قريبة من المعنى المصدَّر في السؤال، وهذا جوابه