فن عُرف في منطقة الحجاز «فقط»، فهو تراث متأصل فيهم، وقد انتشر الآن في الآونة الأخيرة في عهدنا المكتظ بالفضائيات فعم المملكة العربية السعودية وتعداها ليصل إلى الخليج بكامله، بل اجتاز حدود الخليج، فكما أشار لنا موقع اليوتيوب أن أكثر من 65 % من المتابعين لهذا الفن أنه من خارج المملكة، فقد وصل لأمريكا بريطانيا وأستراليا وغيرها، وهذا بالطبع يعود الفضل فيه بعد الله إلى الطلبة المبتعثين للدراسات في الخارج وكذلك سفارات المملكة وقنصلياتها في المناسبات الخاصة حيث يقومون بأدائه مباشرة ويستعينون بما هو موجود على اليوتيوب من مقاطع قام القائمون على هذا الفن بنشره، ليحيوا ليالي مناسباتهم الخاصة هناك، ولا يخفى على الجميع ما للفضائيات من دور مهم في نشره، حيث عملت بعض الفضائيات لقاءات قدمت خلالها نماذج عديدة من هذا الفن الأصيل والتي ساهمت بنقلة نوعية لهذا الفن وأصبح يتابعه المشاهدون بكل شغف، وبهذا استطعنا القول بأن هذا الفن اشتهر مؤخرا بعد أن كان «مدفونا» وأصبح لونا متميزا بين كل الفنون بعكس الماضي، فهو فن «المجسات الحجازية». ولكن!! هناك الكثير من المبدعين الحقيقيين في هذا اللون من الفن الحجازي المتميز مغمورون لا يعرفهم إلا المحيطون بهم فقط، وهم أفضل من أصحاب الشهرة أدًاء وإبداعا ولكنهم لم ينالوا حقهم من الشهرة، لم تصل إليهم القنوات الفضائية أو ربما لأنهم متقوقعون وغير مهتمين بنشر هذا التراث الحجازي كما هو الحال معنا، فقد سعينا لنشره وإشهاره حتى لفتنا إليه الأنظار وحببناه لأذواق الناس وأظهرناه للمستمع العربي ككل حيثما كان، بل أديناه بلغة أخرى وهي الإنجليزية ونال إعجاب الأجانب أيضا، والحمد لله أن الجهد أثمر فعرف المجس الحجازي وفرض نفسه في الساحة كتراثٍ أصيلٍ له مميزاته التي ينفرد بها عن كل الألوان الشعبية المعروفة الأخرى، فبكل صراحة كان للإعلام دور كبير جدا في نشر الفنون أو طمرها ودفنها، فبرغم الكم الهائل من المطربين والفنانين عبر الفضائيات نجد أن القليل منهم من يستحق الشهرة فعلا من حيث أن في فنه إبداعا حقيقيا يشق طريقه للنجومية رغم الزحام ويساعده في ذلك الدور الإعلامي فيصبح نجمًا.