أكد المؤلف والمحاضر في جميع أنحاء العالم (تونى بوزان) أن فكرة اعتبار الشعر فنًا خاصًا كالموسيقى والرسم بالنسبة للكثيرين، وامتيازًا مقصورًا على القليل من الموهوبين. بأنها فكرة واعتقاد وهمي وخاطئ بقوله «أنت وشكسبير كلاكما شاعر!». موضحًا كيفية استخدام إطلاق العنان لقدرات الإبداع الشعرية الكامنة واكتشاف أن الشعر بالفطرة، ومن خلال توضيح الأسلوب الذي اكتشفه بنفسه واكتشفه الشاعر الراحل (تيد هوجز) لنظم الكثير من القصائد. حيث ذكر (بوزان) كيفية اقتناعه بالقوة الخلاقة للشعر حيث إنّه كان اهتمامه الرئيسي في ذلك الحين منصبًا على الطبيعة والأجواء، قائلًا:»عندما كنت شابًا في سن المراهقة كنتُ أنا وأصدقائي نزدري الشعر وكنا نعتبره شيئًا مبتذلًا وضعيفًا، وأن من يقرأ الشعر إنما هو واهن العقل وليست له أدنى علاقة بالحياة أو التفوق أو القوة أو النفوذ. وكان مما زاد الأمر سواءً في ذلك الحين معلمة اللغة الإنجليزية التي كانت تقرأ الشعر بطريقة فاترة جدًا وبنغمة رتيبة تبعث على الملل، وكانت تقول لنا إننا جميعًا «همجيون» ويعوزنا تقدير الشعر والإحساس به وأننا غير مثقفين. ويضيف (بوزان): وفي أحد الأيام دخلت الفصل المعلمة تمسك بيديها كتاب شعر، ومما دعا لأن تعم المكان همهمات التبرم واليأس أنها أعلنت أنها ستقرأ قصيدتها المفضلة قائلة: سوف ألقي عليكم قصيدة عن أحد الطيور للشاعر ألفرد لورد تينسون ، فبدأت المعلمة في إلقاء قصيدة النسر: قبض النسر على الصخرة بمخالبه المعقوفة، اقترب من الشمس في الفراغ المهجور، ووقف شامخًا في عالم الزرقة السماوية، وسطح البحر المتموج يزحف تحت ناظريه، وهو يشاهده من أعلى قمم الجبال، وينطلق إلى الأسفل بسرعة البرق... موضحا بأنه في اللحظة التالية مباشرة تغيرت حياته جذريًا حيث أثبتت القصيدة التي كانت تقوم بإلقائها على أسماعهم المعلمة عكس ما كان يعتقد هو وأصدقائه عن الشعر، قائلًا: جلست مذهولًا، وفي تلك اللحظة تحولت من عدو للشعر إلى شخص يبتغي توصيل بكل تلك القوة والفخامة الصور والأفكار والانفعالات التي تجول بخاطري وتحاول جاهدة الخروج منه. على الرغم من أن (بوزان) في ذلك السن لم يكن يعرف أن التقليد إحدى ضروريات الإبداع، إلا أنه قرر كتابة قصيدته الأولى على نمط قصيدة لمثله الأعلى الجديد (تينسون) بعنوان الصيد، فعندما كان يتنزه بمحاذاة جسر يقف عليه مجموعة من الصيادين وبينما كان يسير بجوار أحدهم أخذ يلوح بصنارته بسمكة ذات لون فضي ثم انتزعها على الفور ووضعها على قضبان شبكة أرضية الجسر المعدنية ثم أخذ يضرب بشدة على رأسها حتى خارت قواها، مما دفعه هذا المشهد نحو عالم الكتابة الإبداعية فكتب قصيدة الصيد : «تحدق إليّ النظر بعيون لامعة يتخثر الدم عليها ويجف تلفظ آخر أنفاسها وهي تموت تلك السمكة التي كانت يومًا ما في غاية الجمال ترقد بعد أن سحقت وماتت ودُقت عظامها وغادرت المكان والصياد ينظف قصبة الصنارة». واكد أن الشعر يتضمن ببساطة تطبيق مبادئ: (تدفق الأفكار، والمرونة، والأصالة، والربط الذهني بين الأمور) والعلاقة بهذا العالم. كما طالب بالبحث عن اللحظات الملهمة للشعر في الحياة بالتأمل والنظر والتعبيرات العابرة التي تظهر على وجوه الناس والشمس التي تنفذ عبر السحب مع