عرضت المملكة أمس مشروعات لبناء وتطوير وتحديث مطارات داخلية ودولية تصل استثماراتها لنحو 75 مليار ريال على نحو 100 شركة عالمية متخصصة في بناء وتجهيز وتطوير المطارات والخدمات اللوجستية. وافتتح الدكتور فيصل الصقير نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المعرض الأول للمطارات والطيران والخدمات اللوجستية في جدة، حيث أكد الصقير ان حجم الاستثمارات الضخمة التي تتبناها المملكة لتشييد مطارات جديدة وتوسعة المطارات القائمة والتي تقدر ما بين 10 إلى 20 مليار دولار ترمي إلى تشييد وتحديث المطارات بحلول عام 2020. واوضح الصقير ان المعرض يعكس قناعة المشاركين في المعرض لقطاع الطيران في الممكلة الذي يحفل بالعديد من الفرص الاستثمارية والذي نحاول ابرازه من خلال هذا المعرض، مشيرا الى ان فرصا كبيرة ومتعددة في مجال الطيران المدني ستتاح للمشاركين في المشاريع التي تنفذها الهيئة في مطارات المملكة. وقال ان الهيئة تمتلكُ وتديرُ شبكةِ مطارات كبيرة تضم 28 مطارا بلغ عدد المسافرين فيها خلال عام 2011 نحو 54.5 مليون مسافر، كما تدير الهيئة واحدا من أهم وأكبر الأقاليم الجوية في العالم بفضل ما تتمتع به المملكة من مساحةٍ كبيرةٍ وموقعٍ جغرافيٍ استراتيجيٍ يتوسطُ أكبرَ قارات العالم، وتشيرُ الإحصائيات الى أن إقليم المملكة الجوي يمر عبره نحو مليون حركة جوية سنويا وهذه الحقائق تعني الكثير بالنسبةِ للمعنيين بصناعة الطيران المدني. وأضاف الصقير إن الهيئة تقوم بتنفيذ مشروعات ضخمة ويتم التخطيط لمشروعات متعددة يقوم المتخصصون بوضعِ مخططاتها للشروعِ في تنفيذِها في المستقبلِ القريبِ إن شاء الله، فعلى سبيلِ المثالِ لا الحصر يسيرُ العملُ على قدمٍ وساقٍ في تنفيذِ مشروعِ مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد ومن المتوقع إنجازه في عام 2014م، وستصبح طاقة المطار الاستيعابية (30) مليون مسافر سنويا بعد انتهاء المرحلة الأولى، أما مطار الملك خالد الدولي فسيشهد إن شاء الله مشروعَ توسعةٍ وتطويرٍ تم إنجاز مرحلة دراستهِ وتصاميمهِ الاولية حيث سيتم إنشاءِ صالةٍ رديفة مع الطرقِ المؤديةِ إليها علاوةً على توسعة وتطوير الصالتين (3 و 4) لتصبح طاقة المطار الاستيعابية (25) مليون مسافر سنويا بعد انتهاء المرحلة الأولى في عام 2015م. وفيما يخصُ المطارات الداخلية أوضح الصقير انه تم مؤخرا الانتهاء من مشروع إنشاء مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في منطقة العلا وهو مطار جديد بالكامل، ومشروع مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك ومشروع مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع ومشروع مطار نجران ومشروع مطار بيشة, كما تقوم الهيئة بتجهيز مشاريع لبناءِ مطاراتٍ جديدةٍ بدلاً من السابقةِ مثلَ مشروع مطار الملك عبدالله بجازان ومطار ابها علاوة على مشاريعٍ تطويريةٍ لأغلبِ المطارات الداخلية الأخرى. من جانبه قال مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم خلال المؤتمر انه رغم الصعوبات التي تواجهها صناعة النقل الجوي من حيث ارتفاع إيرادات التشغيل وازدياد المنافسة وازدياد السياحة العالمية وكذلك التأثر المباشر بالصراعات الا ان الخبراء يتوقعون ان تشهد هذه الصناعة نموا كبيرا خلال السنوات القادمة حيث انه من المتوقع زيادة الطلب على الطائرات حتى عام 2030م الى 33500 طائرة وذلك طبقا لتقرير شركة بوينج لصناعة الطائرات، وإضافات هذه الصناعة تكتسب أهمية بالغة وسمات خاصة عند الحديث فنحن أمام قارة مترامية الأطراف ونهضة اقتصادية أخرى وزيادة سكانية بمعدلات عالية وارتفاع في مستوى المعيشة بفضل ثمار التنمية الاقتصادية مع محدودية وسائل المواصلات الأخرى حيث نسعى بتوجيه سمو رئيس الهيئة الى زيادة عدد الرحلات واستغلال إمكانيات الأسطول الجديد كما تتوسع الخطوط السعودية في استخدام التقنية بما يخفف الضغط على مرافق المطار. ويشارك في المعرض قرابة 100 شركة عارضة محلية ودولية تعرض أهم منتجاتها وخدماتها في هذا المجال ويوفر المعرض منصة استراتيجية تفتح آفاقا لكل من يتطلع إلى الاستفادة والاستثمار في قطاعات الطيران والمطارات والخدمات اللوجستية بالمطارات حيث يعقد هذا المؤتمر المتخصص لأول مرة في المملكة التي تُعدّ واحدة من أسرع البلدان نموا بالمنطقة وأضخم كيان اقتصادي في العالم العربي، ويشهد المعرض اهتمام عدد كبير من العاملين في هذا القطاع، حيث تم حجز 95% من المساحات المخصصة للعرض. وسيقام على هامش معرض «خدمات الطيران والدعم اللوجستي بالمطارات» مؤتمر متخصص بمشاركة نخبة من صناع القرار من الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأبرز المسؤولين العاملين في هذا القطاع كمتحدثين رسميين في المؤتمر، وسيتم تقديم عروض توضيحية وتحليلات مفصلّة حول المشاريع المتخصصة بصناعة النقل الجوي، والجوانب الفنية لهذه المشروعات، والمنتجات والحلول الذكية، وخيارات الشراكة، وغيرها من الموضوعات الأخرى، بحضور عدد كبير من الوفود المشاركة من مختلف الدول.