فضيحة صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) أو (أخبار العالم) بالعربية الفصحى، عبرت كل الحدود في كل الاتجاهات لتجعل من العاصمة البريطانية بؤرة الحدث المشين. إنها قضايا التجسس والتنصت ضد آلاف الأشخاص من الذين استهدفتهم الصحيفة طمعاً في سبق صحفي أو خبر طازج يبزون به الصحف المنافسة. ولحقت بالصحيفة أخوات إعلامية منها قناة (سكاي نيوز) الفضائية المملوكة في نهاية المطاف للشخص نفسه.. (جيمس مردوخ) صاحب الجنسيات المتعددة والأموال الطائلة والإمبراطورية الإعلامية الهائلة. سكاي نيوز تواجه تهمتي تنصت على صحيفتين جديدتين زاعمة أنها فعلت ذلك من أجل المصلحة العامة!!! وللذين لا يعلمون، فإن قناة (فوكس) الإخبارية الأمريكية هي جزء من المنظومة الكبيرة التي يملكها مردوخ. وللذين لا يعلمون أيضًا، فإن قناة (فوكس) ذات خط إعلامي واضح لا لبس فيه، بل هي تفاخر به وتعتز بالانتماء إليه. إنها محطة يمينية متطرفة بكل المقاييس.. هي صوت الحزب الجمهوري الأمريكي في كل مناسبة، وحتى بدون مناسبة. كانت صوت جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني، وكل (الشلة) اليمينية الأشد تطرفاً في تاريخ الولاياتالمتحدة! كانت قناة (فوكس) وقودًا للحرب التي شنها ديك شيني ودونالد رامسفيلد على العراق ثم على أفغانستان. وكانت فوكس ولا تزال صوتًا لكل ناعق صهيوني أو متطرف يهودي، وهي تلجأ لكل الوسائل القذرة وغير القذرة، وبلا هوادة ولا كلل ولا ملل. كانت فوكس من المؤيدين لكل السياسات التي اتخذها بوش الابن للحد من الحريات والتنصت على وسائل الاتصالات الشخصية في الولاياتالمتحدة، تحت غطاء من قانون (الوطنية) الزائف. باختصار تُعد إمبراطورية جيمس مردوخ الإعلامية غير ذات أخلاق، فلا شيء يحد تصرفاتها لبلوغ غايتها. وكذلك حال كثير من وسائل الإعلام اليوم، ومن مؤسساته الكبيرة تحديدًا، إذ تندرج تحت قول الحق تبارك وتعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون). إنه الكذب (المزركش)! وهو يظل كذبًا في النهاية، إعلام يزيف الحقائق، ويتنصت على الحركات والأقوال، وينحاز إلى الباطل علانية، وهو بلا شك (رزق) هائل عظيم، لكنه من الكذب، فبئس المال المتواري خلف الزيف والكذب والضلال.