تقضى نسبة كبيرة من الشباب ساعات طويلة يوميا مع مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتوتير وغيرهما حتى أصبحت تلك المواقع بمثابة «إدمان» يومي للبعض، وفى المقابل يخرج روادها بالغث من الأفكار والمعلومات، وأيضا الثمين، والمفيد منها.. ترى كيف نستفيد من التقنية الحديثة ونحصد فوائدها العظيمة، ونتجنب مساوئها؟ «الرسالة» حاولت استجلاء هذه القضية في ضوء التحقيق التالي: في البداية يوضح الشاب فيصل الشمري أن اهتمامه بالفيس بوك على وجه التحديد يعود لعدة أسباب، منها لكونه موقعا عالميا، وبإمكان الشخص التواصل مع أصدقائه بسهولة و يسر عن طريق الدردشة أو «القروب»، معتبرا أن الأمر جذاب جدا، ومفيد لمن أراد قضاء بعض وقته في التعارف، ومتابعة بعض القضايا المحلية والدولية ، والتعليق عليها. أما الشاب سعد البقمي فأوضح أن تلك المواقع الاجتماعية بهدف التعارف على أناس بنفس المجال ولها فوائدها الجمة، وأيضا أضرارها في نفس الوقت، داعيا الشباب إلى استخدامها بالطريقة المثلى، وبما يعود بالفائدة عليهم. الحرية المنضبطة وعن رؤية بعض الأكاديميين للاستخدامات الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، أوضح أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور حزاب بن سامي الريس أن المواقع الاجتماعية كالفيس بوك والتويتر لا يمكن لأحد التحكم فيها، خاصة في ظل انفتاح العالم، وانه لا بد من منح الشباب الحرية في التعبير، عما في نفسه، وضرب بذلك مثالا للمجتمعات الغربية المتقدمة التي تعطي شبابها حرية واسعة وفق قيمها الخاصة ونتج عنها هذا التطور الكبير. وبين الريس أن هذه المواقع وسيلة للتعبير عما في أنفس الشباب، ولا يمكن الحكم عل يهم بأنهم يستخدمونه استخداما سلبيا أم إيجابيا، ولكن مع مرور الوقت يمكن تقييم التجربة علميا وعمليا ، وبما يضمن تعظيم فوائدها، وتقليص أضرارها. وأشار إلى أن الرقابة والمنع والصرامة تضر بالمجتمع و خاطئة تماما، مطالبا من جميع الشباب استخدام الفيس بالطريقة المثلى، وقال:» لا ننسى أننا مجتمع منغلق والحياة الاجتماعية منخفضة جدا وقد يستخدمه البعض في بداية الأمر بطرق خاطئة ولكن مع مرور الوقت سيكون استخدامهم له بالشكل الأمثل. وأوضح الريس بأن مستخدمي موقع الفيس بوك كبير جدا على مستوى كبير جدا، وأصبحت صفحاته لكل الناس تقريبا، وفي المملكة أصبح المتابعين للانترنت أكثر من 10 ملايين شخص. مراقبة الأبناء وعلى عكس الرؤية السابقة يرى المستشار الاجتماعي الدكتور عبدالله القرني أن على أولياء الأمور مراقبة أبنائهم، وأشار إلى أن المسألة تعود للوالدين ولطريقة تربيتهم لأبنائهم و الثقافة الدينية التي يزرعونها فيهم. وبين القرني أنه لا يمكن إجبار الشباب على أمر لا يرغبونه فالفيس بوك موقع تواصل اجتماعي ، وليست هناك جهة معينة تحكمه، وقال:» الموضوع وما فيه أن هناك ثقافة داخلية للشخص تعرّفه الصحيح من الخاطئ ولا ينجرف خلف الأمور التي تضره «، مبينا أن البعض يهرب لهذه المواقع ربما لأنه ذو شخصية انعزالية، أو شخص خجول، كذلك لا يجد في نفسه الثقة التامة، ولا يفضل المواجهة فيتجه إلى تلك المواقع للتعبير عن نفسه. دراسة: 69.5 % من الشباب على الفيس بوك و 18.5 % لتويتر تصدرت نسبة استخدام شبكة التواصل الاجتماعي «Facebook»، المركز الأول مقارنة من غيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، حيث بلغت نسبتهم (69.5 %)، وجاء بعدها بفارق واضح مستخدمو شبكة التواصل الاجتماعي «Twitter» بنسبة بلغت (18.5 %)، في حين بلغت نسبة مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي (Netlog %7,2) فقط، وأما الشبكات الأخرى فلم تتجاوز مجتمعة (5 %) من إجمالي العينة وفقا لدراسة حديثه للمركز الوطني لأبحاث الشباب، في جامعة الملك سعود، حول « اتجاهات الشباب نحو استخدام شبكات التواصل الاجتماعي». وأشارت الدراسة الى أن «الاطلاع على كل جديد» هو أحد أكثر الدوافع لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، ثم تبادل الأخبار والمعلومات، وتبادل الخبرات مع الآخرين. وقد أدرك المبحوثون أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في نقل ما يدور بسرعة، ودورها في التواصل السريع مع الآخرين ولمعرفة أخبار الناس. وذكرت أن المشاركة في الشبكات الاجتماعية لتبادل الأخبار والمعلومات ارتفعت فيها نسبة الذكورعن الإناث، كذلك في الاطلاع على كل جديد، وتبادل الخبرات مع الآخرين، ولمعرفة ما يدور بسرعة، وللتواصل السريع مع الآخرين.