يصاب بعض الأزواج بالغيرة الشديدة من زوجاتهن المتفوقات في عملهن، ويؤدى ذلك النجاح في أحيان كثيرة إلى صراعات خفية، وأحيانا ظاهرة داخل الأسرة، وربما ينتهي بالانفصال، حيث يرغب بعضهم أن يمارس «الطاووس» داخل المنزل، وعلى الزوجة أن تمارس دور «النعامة المسكينة».. فترى كيف تحد الزوجة الناجحة من «افتراءات» زوجها الغيور، وكيف يتم الارتقاء بفكر وسلوك الزوج ليرى في نجاح الزوجة نجاحا له و ليس انتقاصا لقوامته، ووقاره بين أفراد الأسرة كرجل البيت. «الرسالة» ناقشت مع المختصين حول أسباب والحلول الكفيلة بعلاجها فإلى ثنايا الموضوع: في البداية أكدت الأكاديمية والناشطة الاجتماعية د. نوف المطيري أن غيرة الزوج من تفوق زوجته نظرا لأن البعض يرى أنه القائد والملهم وأضافت: «من المعروف أن الرجل لا يحب أن يكون في الظل أو ينظر له على أنه زوج السيدة «فلانة» صاحبة المكانة العلمية أو المنصب الكبي، وهذا يرجع لرواسب مجتمعية ترى أن الرجل صاحب اليد العليا، وعلى زوجته تتبع خطواته ودعمه وتوفير سبل الراحة له لينجح ويبدع ويحقق طموحاته». وتشير إلى أن البعض يرى في تلك الهالة التي تحيط بزوجته وإعجاب الناس بها وارتفاع دخلها خطرا يهدد مكانته وموقعه الاجتماعي، ودوره كرجل للبيت والمسئول عن النفقة، كما أن هناك من الرجال قليلي الثقة بأنفسهم أو بسبب غرور زوجته ينفر من تفوقها أو طموحاتها وقد يحاربها أو يحد منها وقد يفتعل المشاكل ويتهم زوجته بالتقصير وإهمال أسرتها حتى تتخلى عن عملها أو طموحاتها، وتبقى في المنزل وتهتم بالعائلة فقط. حالات قليلة ومن جهة أخرى أكدت الكاتبة السعودية ليلى الشهراني أن تفوق المرأة على زوجها من الأمور النسبية، وتشكل حالات قليلة مقارنة بالرجل وأضافت:»ربما يعود السبب لارتباط الزوجة بالبيت والأسرة، وتحملها الكثير من الأعمال التي تصرفها عن تحقيق طموحاتها، وهذا شيء طبيعي يحصل لجميع النساء لكن تختلف كل امرأة عن الأخرى بطاقتها وهمتها وجدها واجتهادها، فتجتهد لتصل إلى مراكز علمية أو قيادية تتفوق فيها على زوجها». وتضيف:» بعض الأزواج يكون شريكا مؤثرا في هذا النجاح، بل أن بعض النساء ينسبن الفضل لأزواجهن لتهيئة الأجواء المناسب، والصبر على بعض الأمور التي تجد إهمالا من الزوجة، كالغياب الكثير عن أجواء المنزل والأطفال للدراسة أو العمل». طبيعة الزوجين حول الآثار المترتبة على تفوق المرأة على زوجها قالت إنها كثيرة وتتحدد بحسب طبيعة الزوج والزوجة، فقد يولد لدى بعض الأزواج محاولات للحد من هذا التفوق، وسبب ذلك أنه يظن أن نجاح الزوجة في ميدان، لم يستطع هو أن يبرز فيه يسقط قوامته عليها، وهذه النظرة للقوامة عند هذا الصنف من الأزواج تقوم على التفوق المطلق في كل شيء، وهذا خطأ ويعقد الأمور أكثر. وأشارت إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كسر هذه القاعدة بزواجه من امرأة غنية ولها تجارتها ومالها الخاص بها، وكانت قد استعملته ليتاجر بمالها، ولم يقل أنني بالأمس كنت أذهب بتجارتها إلى الشام وأعود بل رأينا زواجًا ناجحا بكل المقاييس بالرغم من فارق السن والمال. استثمار سلبي وأوضحت انه يساعد في تكوين هذه النظرة طبيعة بعض النساء في الاستثمار السلبي لهذا التفوق، وذلك بالتقليل من شأن الزوج، وبيان عجزه في ميدان تفوقت هي فيه، فتنقلب الحياة الزوجية إلى حلبة صراع قد لا تنتهي جولاتها إلا بالضربة القاضية وهي الطلاق، فإن كانت صاحبة مال فإنه لا يفتر لسانها عن الحديث عن مالها وعن جاهها وكأنها صاحبة الفضل عليه. وترى أن الحل بيد الرجل والمرأة على حد سواء، فالرجل الذي يفرح بإنجازات زوجته ويدعمها ويشجعها هو رجل عظيم، فكما يقال «وراء كل رجل عظيم امرأة«، كما وراء كل زوجة ناجحة رجل عظيم واستثنائي أيضا. أبجديات للتعامل وبين المستشار الأسري د. مازن الفريح أن هناك بعض الأزواج من يحس بالنقص فيعوض هذا النقص بالتفوق العضلي، وقد يشعر بالنقص فينسحب إلى أصحابه. وأشار إلى أن الزوجة تحتاج على الأقل ستة أشهر للتوافق مع زوجها، ويقول: «توقفي عن الحوارات التي تكشف تفوقك على زوجك حجة ومنطقا، أظهري إعجابك به وبمواقفه يوميًا وبأسلوب مناسب، أكثري من الثناء عليه، عززي ثقته بنفسه ورددي عبارة «أنا افتخر بأنك زوجي وأنت حياتي ومن غيرك ليس لحياتي معنى« ونحوها من العبارات التي يشعر بها أنك بحاجة إليه.اسأليه عن نجاحاته، إذا عرض رأيا أو أمرًا ما، فسارعي لتشجيعه، بدل تصحيحه أو تخطيئه من وجهة نظرك!».