وضعت يوم الأربعاء الماضي، عقب سماع خبر زيارة فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة للقدس المُحتلة، سؤالا على صفحتي في موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» طلبت فيه رأي المتابعين في الزيارة، خاصة بعد الجدل الذي أثارته زيارة المفُتي في الأوساط المصرية، واعتبرها أغلبهم خرقاً لكل الأعراف والمواثيق التى أجمعت عليها القوى الوطنية والقومية بعدم زيارة الأراضى المحتلة وعدم التطبيع مع الكيان الصهيونى منذ اتفاقية كامب ديفيد وحتى الآن. *** وسأترك هنا رأي الشرع ومشايخه في زيارة القدس تحريماً أو تحليلاً، وأتحدث عن الجانب السياسي. فقد نأى الشيخ علي جمعه بنفسه أن تكون زيارته «سياسية»، وأكد رفضه لأى شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وأنه يدعو إلى دعم المقدسيين ونصرتهم ضد المخططات الصهيونية. وهو ما يشير إلى إحساسه الشخصي بخطورة التطبيع وخطورة «تسييس» الزيارة. وأكد السياسي الفلسطيني عزمي بشارة، العضو العربي في «الكنيست» الإسرائيلي سابقاً، على «سلبية» زيارة مفتي الديار المصرية .. ولكن «دون تخوين». ورد على من يقول أن مثل هذه الزيارات تساهم في صمود أهل القدس، بإيضاحه التالي: أولاً: أن مثل هذه الزيارات « تكسر الحاجز النفسي الهام في زيارة إسرائيل»، وتفتح الباب لمُدعي النضال والمزايدة. «ومن هنا فإقفال الباب لغير الفلسطينيين أفضل''. ثانياً: إن إسرائيل هي من يتحكم بالكامل «فهي تسمح بها وهي تمنعها متى شاءت»، وسبق وأن منعت زيارة المتضامنين الاجانب (رغم أنهم من دول صديقة لإسرائيل). فلماذا تسمح بزيارة المتضامنين العرب؟ أنها ستسمح فقط لأولئك الذين تفيد من ورائهم «في منح الشرعية للسيادة الاسرائيلية وسوف تمنع أي تدفق جماهيري نضالي؟ فماذا يبقى من هذا كله؟ يبقى التطبيع''. وثالثا واخيراً، في الوقت الذي تسمح إسرائيل بزيارة عرب من الخارج للقدس، تمنع اهالي الضفة الغربية من زيارة القدس بل تمنع أهل القدس من زيارتها بعد ان تسحب هوياتهم؟! إن هناك بلا شك سببا لذلك. «ان من يمنح الإذن يمنع الإذن، ولكن نسينا في خضم التفاصيل اين موقع الصمود في الموضوع هذا كله»؟. *** لقد أطلق إعلامي سعودي يوم الخميس الماضي حملة واسعة في «تويتر»، لم يكتف فيها بالحياد إنتظاراً لرأي رواد الموقع، بل حدد موقفه من البداية في تأييد الزيارة معتبراً ان زيارة القدس هي دعم حقيقي لاهلنا في فلسطين الذين يواجهون سلطات الاحتلال التي تسعى لتهويد المدينة المقدسة. وهو ما ناقضه عزمي بشارة الذي يعرف الداخل الفلسطيني والإسرائيلي جيداً. وأعترف بأنني شخصياً من الجيل «القديم» الذين وصفهم الاعلامي بأنهم «عقول متهالكة». وقد سبق وأن وصفني السفير الإسرائيلي في كندا، عندما قدم لمصافحتي ورفضت مد يدي لمصافحته، بأنني من أولئك الذين لازالت عقولهم متحجرة؟! نافذة صغيرة: [نرفض هذه الزيارة ونعتبرها سقطة من سقطات علي جمعة الذى ينتمى للنظام البائد.] الشيخ صفوت حجازى - رئيس رابطة علماء أهل السنة في مصر