في مقالي الأسبوع الماضي طرحتُ ما لمسته من آلام الأسر التي انخدع خيرة أبنائها بالشعارات الخادعة البراقة، التي تُنادي بالحرية والمساواة والعدل، مما جعلني أقضي كثيرًا من وقتي أمام مواقع التواصل أتابع هذا الفكر وأحلله، ووقفت على كثير من تغريدات شبابنا وشاباتنا المغرر بهم، فقرأت تغريدات الأخت وداد قبل وبعد توبتها، وكيف عرّت عن وجه «الشبكة الليبرالية الحرة» القبيح. وسأستكمل هذا الأسبوع ما قالته وداد عن تلك الشبكة الليبرالية القبيحة، حيث وصفت زعيمها بأنه صبي جاهل لا يعرف حتى كتابة اسمه، وأن هناك أقلاما معروفة تكتب له، وهو ليس إلا طالب شهرة، وُضع في الواجهة، وهناك من يُحرّكه كالدمية.. وتفضح طبيعة الموضوعات التي يتناولونها في قسم الاستراحة الذي تُطلق عليه بأنه قسم الرذيلة فقط، فالشبكة منظمة رذيلة إلكترونية. وتذكر أن لهذه الشبكة أباطرة وزعماء يجتمعون اجتماعات خاصة، بل يتقابلون خارج المملكة للتشاور، ومثلت ذلك برحلتها إلى بلد عربي مجاور لمقابلة أحد رؤساء التنظيم في أحد الفنادق، وتُشير إلى أخلاقيات أولئك الرؤساء بأنه كان ثملًا ومعه صديقته. وكان من أبرز الخطط التي تمت مناقشتها كيفية الإطاحة ببعض الشخصيات المناهضة لهم. والعمل على دعم صغار الليبراليين بالمال، وفتح صحف إلكترونية لهم، لتسخيرهم في النيل ممن يخالفهم الرأي. وتنوه بأن نشر كُتب عبدالله القصيمي على الشبكة الليبرالية السعودية من أكبر أسباب إلحاد الشباب، وعبدالله القصيمي لمن لا يعرفه هو شخص سعودي، كان في بداية حياته من رجال الدين المتحمسين للدفاع عنه، ناصر الدعوة السلفية وتصدى لأعدائها، ورد على الشيعة، وعلى الملاحدة بمؤلفات عديدة، لكنه ما لبث أن انقلب على عقبيه، وأصبح من ألد أعداء الدين، وألّف كتبا في الإلحاد. إن اختيارهم لهذه الشخصية بالذات لهو المكر والخبث بعينه، فقد هدوا إلى جعلها مرآة تعكس صورة الشباب المتدين، فيرى كل واحد صورته فيها، فيتقمصها، فهذا النموذج الإلحادي من ذات البيئة، ويحمل ذات الخصال في التدين والحماس للدين، وقد اكتشف بعد تلك الرحلة أن هذا الدين لا يصلح أن يكون منهجًا للحياة، واستغلوا قدرة هذا النموذج على الطرح والجدل والتشكيك بأسلوب أدبي جذّاب، ما يجعل الشباب يستصغرون أنفسهم أمام قامته وسيرته الحافلة، فيدب الشك في نفوسهم مع حداثة سنّهم، فيتبعونه.