* تأخرت الجامعات السعودية كثيرًا في الاهتمام بالكراسي البحثية، رغم أنّها تمثّل عُرفًا عالميًّا، يُعتبر من أهم الركائز الأكاديمية في الجامعات العريقة منذ مئات السنين؛ لأنّها تستطيع الخروج من ربقة البيروقراطية الرسمية، التي تنتهجها إدارات الجامعات في التعاطي مع المشاريع العلمية، وتمويل البحوث. * لدينا أكثر من 130 كرسيًّا بحثيًّا أُنشئت في جامعاتنا الحكومية خلال الخمس السنوات الأخيرة، وجميعها ذات أهداف واضحة، ومحددة، ويمكن أن تكون إضافة مجدية لخدمة برامج التنمية، وتطوير المجتمع. لكنّ واقع الحال لا ينبئ عن وجود مخرّجات تتناسب مع أعداد تلك الكراسي، وحجم التمويل المقدّم للكثير منها؛ ممّا قد ينعكس سلبًا على ثقة المموّلين فيها. * وبما أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تستضيف اليوم ندوة خاصة عن الكراسي البحثية في الجامعات السعودية، فإنني أتمنّى أن يخرج عن الندوة توصيات منطقية، تحدد ملامح المرحلة المقبلة، وما ينبغي أن تقوم به الجامعات لحل المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، وفتح آفاق جديدة تواكب العصر ومتغيراته؛ باعتبار أن البحث العلمي هو الأساس لرسم الخطط والبرامج التنموية، بدلاً من التدافع في إنشاء الكراسي للمنافسة، والاستعراض، والحصول على تمويل من المتبرعين، دون أن ينعكس الأثر على المخرّجات الموجهة للمجتمع.