أحمد الله عز وجل بأنني لم أعش قط أي نوع من أنواع العنف، ولكنني عشت تفاصيله المرعبة من خلال أعين طالبات مبتعثات ما أن يطأن قدما في أرض الإبتعاث إلا ويصبحن ضحية لتحمل جميع أنواع المذلة والمهانة من أقرب الناس إليهن في الغربة.. أزواجهن.. ظنا منه أنه انفرد أخيرا بفريسته. رأيت تلك الفتاة البنفسجية.. نعم بنفسجية.. أدمعت عيني لها.. مع أنه لا تربطني بها أي صلة غير معرفة أيام قليلة في غربة مؤلمة .. استقبلتها عند الباب ومعالم الدهشة تعلو وجهي .. وبحسن نية ظننت بأنها تعرضت لحادث سيارة أو حتى طائرة.. ولكنها انهارت وأفرغت مافي جعبتها لي أنا.. الغريبة عنها.. بأن زوجها هو الحادث الذي تعرضت له وقام بضربها وهي حامل في الأشهر الأخيرة ( بسلك التلفزيون... الحذاء... وبقبضة يده) لا أعلم كيف ولكني وبكل سرعة حصلت على رقم السفارة .. استمعت إليها تحكي قصتها إلى الموظف .. أحاول قصارى جهدي بأن أخفي ألمي لمنظرها البنفسجي . وأخيرا انتهت المحادثة الطويلة مع موظف السفارة .. فقالت لي " مايقدر يسوي شي ولكن يقدر يصرف لنا تذاكر سفر للسعودية " لماذا أحسست وقتها بأن قلبي توقف للحظات .. وبرعشة غريبة كأنني قالب ثلج... وبحرارة وكأن بركانا يأكلني؟ حتى الآن لا اعلم مم أنا غاضبة؟ من الزوج الطاغي الذي استدعى الاسعاف بعد خمس عشرة دقيقة من رفع ثقل خفيف في النادي .. ولكنه كالذئب المفترس مع زوجته؟ أم من سلبية الطالبة التي لم تتمكن من استدعاء الشرطة أو الدفاع عن نفسها؟ أم من موظف السفارة؟أم من سفارة وطني التي ما أن أصل إليها إلا وأشعر بأمان غريب؟ توقعت بأن السفارة هي الفيصل في شأن تلك الفتاة .. وكنت آمل بأن تصدر السفارة تذكرة عودة للزوج فقط. أو ان تردعه بأي طريقة من الطرق وأن تسمح لهذه الطالبة بإكمال دراستها. أتمنى من السفارات والملحقيات أن تنبه الأزواج من هذه الحوادث وتبعث في قلوبهم رجفة وخوفا لكي يحسب ألف حساب قبل أن ينقض على فريسته ويعلم بأنها تركت أبويها في الوطن لتحصل على ألف أب في بلد الغربة. سمعت الكثير من القصص المرعبة وأنا في الغربة من طالبات يتعرضن لشتى أنواع العنف سواء جسدي، عاطفي، نفسي أومعنوي، والسبب هو فارس الأحلام المستبد الذي ترجاه والدها بحفظ الأمانة. تلك الأمانة التي عاشت طوال حياتها معززة مكرمة في بيت أهلها. من منحه تلك القوة والجرأة ليستطيع الاقدام على أبشع الجرائم في حق الانسانية؟ ولماذا لا يخاف من العواقب على استبداده النازي؟ مع الأسف هذه المرأة لم تحصل على فارس أحلامها كقصة سندريلا ولا حتى على الوحش في قصة ( الجميلة والوحش) لأنه كان حنونا عليها على الرغم من ضخامة بنيته الجسدية. هذه الزوجة – مع الأسف – حصلت على هتلر الذي انسلخ من معالم الانسانية ليخفي النقص النفسي ومعرفته بضعفه ويظهر قوته الزائفة لأجمل وأضعف وأقرب الناس إليه. دائما أخبر صديقاتي وأنا أعتصر ألما في الغربة المؤلمة ( الصاحبات في الغربة عزوة) فكيف بالزوج والزوجة ؟ أتمنى من السفارات والملحقيات إعادة النظر وردع أي هتلر من أن يقدم على جريمة كهذه. ومهما خط حبري من كلمات فلن أستطع أن أفي أهمية هذا الأمر حقه ولكن أختم كلامي هذا بقوله جل وعلا " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" . ضحى أبو السعود- طالبة دكتوراه