قال الضَمِير المُتَكَلّم : تقوم عَشْرُ فتيات سعوديات في مَايو المقبل بصعود ( قِمْة إفِرِسْت ) ، حيث يقَمْن بمغامَرة الوصول لها على ارتفاع ( 4500 متر فوق سطح البحر ) . وذلك في إطار حملة اسمها ( رحلة نساء جَبَل إيفرست ) ، تنظمها إحدى الجمعيات تحت رعاية من وزارتي التعليم والصحة . أما الهَدف المُعْلَن من تلك الحَملة التّسَلُّقِيّة الثّلجيّة ؛ فهو التوعية بمخاطر سَرطان الثدي . (هذا ما نقلته صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الماضي ). حاولت معرفة العلاقة بين ( قِمة إفِرست ) ، وسَرطان الثدي ؛ فَتّشْتُ في تفاصيل الخبر ، (نَفضْت الصحيفةَ جَيّداً ) ؛ فربما هناك عبارات سقطت تؤكد بأن أولئك السعوديات الشجاعات طبيبات قَد توصّلن لاكتشافٍ ومعجزةٍ طبية تؤكد أن برودة تلك القمة ، وعواصفها الثلجية علاجٌ ناجحٌ لذلك المرض الخبيث !! لكن ظنوني بَدَت متخلفة ؛ فقد كان على عقلي الصغير أن يُدرك أن كلَّ النساء في العَالَم ، ( والسعوديات خصوصاً ) يَعْرِفْن (قِمة إِفِرِسْت ) ، بل ومن أولويات اهتماماتهنّ اليومية متابعة الصَّاعِدين والصَّاعِدَات لها ؛ فكانت أفضل طريقة لتوعيتهنّ بخطورة ذلك المرض هو تُسَلّق المرأة السعودية لتلكم (القِمّة ) . أؤمن بأهمية الحملات التوعوية ، ونُبْل القائمين عليها ؛ لكن لكي تحقق أهدافها الإنسانية ، وتصل للفئات المستهدفة ؛ فلابد أن تكون بأدوات ووسائل مناسبة لهم . وأخيراً ما أتمناه أن لا تُستغل المناسبات النبيلة في فَرْض ثقافات معينة على المجتمع ؛ فالمرأة السعودية ليست بحاجة إلى صعود قمة إفرست لتثبت مكانتها . ( السعودية ) عظيمة وفي القمة بعَفَافها ؛ فكان الأولى والأجدى توجيه تكاليف تلك الرحلة لمساعدة وعلاج مَن يُعانِيْنَ من ذلك المرض !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .