الصدارة للزعيم    هبوط طائرة اضطرارياً بسبب فأر    بلدية محافظة صبيا تستعد للاحتفال باليوم الوطني ال٩٤    الهلال يُمنع عوار من رقم قياسي    هيَّا بنا إلى جدة    معزّي.. عز وعزوة    أوكرانيا وروسيا.. هجمات وإسقاط مسيرات    «مدل بيست» تكشف عن «ساوندستورم 2024» وتقيم حفلاً موسيقياً للوطن    معرض الرياض الدولي للكتاب.. يفتح أبوابه الخميس المقبل    ترمب: الوقت لا يسمح بإجراء مناظرة ثانية مع هاريس    الفرس "لاسي ديس فاليتيز" تُتوّج بكأس الملك فيصل للخيل العربية    شرطة الشرقية: واقعة الاعتداء على شخص مما أدى إلى وفاته تمت مباشرتها في حينه    مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن أفضل المستشفيات الذكية عالميًا    بونو: أنا سعيد مع الهلال.. وعودة نيمار اقتربت    السعودية تتصدر G20 في نمو السياح الدوليين خلال 2024    افتتاح تطوير شعيب غذوانة بعد تأهيله    قصف إسرائيلي على جنوب لبنان.. وميقاتي: لن أتوجه إلى نيويورك    قصف في إسرائيل وسقوط الضحايا بلبنان        بلادنا مضرب المثل في الريادة على مستوى العالم في مختلف المجالات    تعزية البحرين وتهنئة أرمينيا ومالطا وبيليز    الرياض يحقق فوزاً قاتلاً على الرائد بهدفين لهدف    عرض جوي يزين سماء الرياض بمناسبة اليوم الوطني ال 94    لقاح على هيئة بخاخ ضد الإنفلونزا    بشرى سارة لمرضى ألزهايمر    "اليوم الوطني".. لمن؟    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بعد اتهامه بالتحرش.. النيابة المصرية تخلي سبيل مسؤول «الطريقة التيجانية» بكفالة 50 ألفاً    تفريغ «الكاميرات» للتأكد من اعتداء نجل محمد رمضان على طالب    الفلاسفة الجدد    حصن العربية ودرعها    بلدية الخبر تحتفل باليوم الوطني ب 16 فعالية تعزز السياحة الداخلية    أبناؤنا يربونا    كلية الملك فهد الأمنية الشرف والعطاء    الشرقية: عروض عسكرية للقوات البحرية احتفاءً بيوم الوطن    زاهر الغافري يرحلُ مُتخففاً من «الجملة المُثقلة بالظلام»    شكر وتقدير لإذاعتي جدة والرياض    "البريك": ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الإنتماء وتجدد الولاء    مآقي الذاكرة    "تشينغداو الصينية" تنظم مؤتمر التبادل الاقتصادي والتجاري بالرياض.. 25 الجاري    اختفاء «مورد» أجهزة ال«بيجر»!    مصر: تحقيق عاجل بعد فيديو اختناق ركاب «الطائرة»    الشورى: مضامين الخطاب الملكي خطة عمل لمواصلة الدور الرقابي والتشريعي للمجلس    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على القصيم والرياض    فلكية جدة: اليوم آخر أيام فصل الصيف.. فلكياً    انخفاض سعر الدولار وارتفاع اليورو واليوان مقابل الروبل    2.5 % مساهمة صناعة الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    بيع جميع تذاكر نزال Riyadh Season Card Wembley Edition الاستثنائي في عالم الملاكمة    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    قراءة في الخطاب الملكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. نصيف: لا أستحق جائزة الملك فيصل.. والتربية عندنا «صفْر»..!!

لن أدع للعرف الصّحفي أنْ يسيطر عليّ أثناء التّقديم لهذه الزِّيارة الخاصّة، وهي تحاول أن تستجلي شيئًا من ذاكرة ضيفنا، وتبحث عن المكنون فيها، كي تمسح عنها غبار الزّمن وما علق فيها من أتربة الماضي، مع ما فيه من عبق حلو الرائحة، فإذا ذُكِر الماضي أَسْبلت العين بالدموع السّواجي؛ فهناك الطّفولة البريئة، وهناك الضّرب للطيف، وهناك المعلمون والشيوخ، وهناك النّجاح والإخفاق، وهناك رفاق الدّرب ممّن قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومنهم من تقطّعت بهم سُبل الحياة إلى حيث الّنسيان أو الّتذكر .. فكلُّ شيء في الذاكرة يحضر بقوة: رائحة التّراب.. الأرض.. المسكن.. الأصحاب.. الكتب.. وقبل هذا وذاك رائحة الآباء والأمهات والأجداد والجدات.. يالله كم هو الماضي يُسعد أناس ويضيق بآخرين.. فإلى زيارتنا الأولى نستصحبكم فيها مع ضيف ليس بغريب عن مشهدنا؛ إنّه معالي الدكتور عبدالله نصيف صاحب المناصب والشارات وعموم الخيرات.. سجّلنا زيارتنا له بعفوية، وأفعمنا بلقائه بأكثر منّا عفويّة وأريحية.
لا شك أن للعوامل الاجتماعية والتربوية الكثير من الأثر في المستقبل.. هلا أكرمتمونا بالحديث عن أبرز العوامل المؤثرة في حياة معالي الدكتور عبد الله؟
- المجتمع السعودي كان أقل والترابط الاجتماعي كان قوياً والأسر ممتدة، وكان الفرد يعيش مع كل أفراد العائلة والجيران. مقياس التطور في المدينة كما يقولون هو الإنسان وليس السيارة. الشوارع لم تكن ضيقة؛ ولكنها معقولة حسب عدد السكان ومستوى معيشتهم وتلاصق العائلات مع بعضها البعض. الترابط الاجتماعي كان قوياً جداً. لكن الآن ومع التطور الذي حدث تبعثرت العائلات وتبعثرت المدن وأصبح مقياس الرسم السيارة. لذلك نفتقد الحياة الاجتماعية المترابطة ونتمنى أن تعود مرة ثانية؛ ولكن هذه سنة الحياة والتطور الذى يحدث هو سنتها.
ومن حسن حظى قد نشأت فى منزل الشيخ محمد نصيف الذى كان عبارة عن رابطة عالم إسلامي - إن صح التعبير- كانت بها مكتبة كبيرة يرتادها رواد القراءة ومن يعدون رسائل الماجستير أو الدكتوراه. كان الضيوف جزءا أساسيا من النسيج الاجتماعى والمنزل كان عبارة عن سكن للأسرة ودارا للضيافة ومكتبة ومكانا للمناسبات الاجتماعية التى تخص المواطنين. كان يشتمل على كل ذلك في وقت واحد. لا أستطيع أن أصف لك الوضع بدقة، ومن الصعب على شباب اليوم تخيل تلك البيئة التي كان بها علماء رواد في كل المجالات والمحاضرات والقراءة. كان المجتمع ناضجاً، وكنت وإخوتي نساعد جدى على توزيع الكتب وترتيبها وطباعتها، وكذلك استقبال الضيوف. كانت لدينا ما يمكن تسميتها بثقافة الضيافة وهي ثقافة غير موجودة الآن للأسف. كنا نستقبل الضيف بسعة صدر وبشاشة، وبعضهم كان يبقى لأيام وليالى قد تصل إلى شهر أو شهرين وكان مطلوباً منا أن نخدمهم دون تضجر أو إبداء أي ملاحظات سلبية...
التقليد الأعمى
معذرة معالي الدكتور عبد الله.. إذا كان الماضى بهذه الصورة الجميلة فإلام تعزو هذا الانتكاس فى الحياة؟
- للتطور العمرانى السريع والتقليد الأعمى. تطورت المدن كما ذكرت على مقياس السيارات فتباعدت البيوت وأصبحت الاسر لا تستطيع أن تجتمع فى مكان واحد. كل واحد اتخذ له بيتاً لوحده، أو استقل في شقة خاصة ومن ثم تباعدوا. ولا ننسى أن الانسان بطبيعة الحال كسول عندما يجد نفسه فى سعة من أمره يتقاعس عن التواصل المجتمعي حتى اقتصرت بعض الزيارات على مرة واحدة في الأسبوع وأحيانا في الشهر، والبعض لا يأتي إلا مرة فى العيد وهذا ما يؤسف له.
ولكن؛ كيف تستطيعون دكتور عبد الله معايشة هذا الواقع؟
- أحاول أن أجمع أولادي مرة في الأسبوع، ونتبادل الزيارات على الاقل كل يوم. محمد نصيف كان يجمع كل العائلة. الأعمام وأبناء العمومة كانوا يسكنون في بيت واحد، ولا أظن أن ذلك يمكن أن يتكرر إلا اذا أعدنا تصميم المنازل كما كانت. هذا ليس صعباً إذا تضافرت الجهود، واقتنعنا بإنشاء دار تضم الجميع. مازالت هناك بعض العائلات التي تعيش في بيت مركزي يضم الوالدين والأبناء في ذات الوقت.
تعهد القرآن الكريم
لكل طالب أساتذة لا تزال الذاكرة تحملها.. من هم الأستاذة الذين كان لهم أبرز الأثر في حياة د.عبد الله؟
- كل أساتذتنا الذين درسونا بدون استثناء يتركون انطباعاً مهماً. معلم القرآن اسمه حسن مفتى -رحمة الله عليه- كان يعلمنا الإتقان في قراءة القرآن، فلا يمكن أن نمر بآية قبل أن نتعهدها وكان يحرص على أن نتقن التجويد. كذلك الحال مع أستاذ الاجتماعيات فهو يعلمنا كيف نكتب الخطابات أو نلقى الخطب ونحفظ الشعر. عندما تأتي حصة المطالعة أو حصة الثقافة العامة كان يركز على الجوانب التى تنمى نفسية الشخص لذا من الصعب أن أذكر أسماءً محددة فالأسماء ما شاء الله كثيرة جداً.
لو سلمنا بأن هنالك أساتذة فضلاء قاموا بجهد مشكور بتربية جيل كامل. كيف تقرأون واقع التعليم فى الحاضر؟
- هناك تعليم حالياً لكن لا توجد تربية. التربية تكاد تكون دون الصفر. الأساتذة يهتمون فقط بالتعليم، أما سلوك الطلاب وأخلاقهم وحرصهم على أداء الصلاة وسائر العبادات فذلك لا يجد أهمية.
قلتم إن التربية في تعليمنا «صفر» وما هو السبب؟
- السبب أن التعليم أصبح وسيلة وليس رسالة، كانت هنالك رسالة يحملها كل انسان يعمل فى سلك التعليم فهو مرب قبل أن يكون معلماً ويهتم بالشباب حتى يستقيموا ويتأكد أنهم سيكونون أسوياء وأقوياء ويكون لهم تأثير فى المجتمع مستقبلاً.
مرحلة الطفولة تحمل بين طياتها الكثير من المواقف التي لا تنسى. هلا حدثتمونا عن طفولتكم. وأين تضعون نفسكم وأنتم تستحضرون تلك المرحلة؟
- طفولتى كانت ناضجة رغم انشغالنا بالكتب والضيوف وترتيب المحاضرات التى كانت تتم فى البيت من قبل كبار العلماء في العالم الاسلامى. فجدى كان يعودنا على الرجولة، كنت مثلاً أرافقه للسلام على الملك عبد العزيز - رحمه الله- وأنا في الثامنة من عمري. عودنا على التواصل مع بقية الملوك حتى بعد رحيلهم- رحمه الله-. كان دائماً يقول لنا إن مخاطبة الملوك تحتاج الى ثقافة والى أدب. ولا شك أن ذلك كان له أكبر الأثر في طفولتي.
اعذرني على هذا التطفل.. هل كان جدكم أو والدكم يدفعكم الى هذه المسائل دفعاً أم أنها كانت صادرة عن رغبة منكم؟
- كانت عن رغبة منا، فنحن نحب أن نخدم جدنا، فإذا عزم على السفر أو الذهاب لا بد أن نكون معه، في الأسفار – مثلاً - كان يأخذ أحد أحفاده كي يخدمه ويساعده، خاصة في الرحلات الخارجية، كان كثيراً ما يأمرنا بالذهاب إلى بعض أصدقائه أو إلى دور النشر، وفى المساء نقوم بخدمة العلماء الذين يأتون من لبنان أو سوريا أو اسطنبول.
وهل كانت تلك السفريات بغرض التجارة.. أم أنها كانت تنم عن نفس علمية؟
- كانت بهدف نشر الدعوة، ونشر التعليم والثقافة وتوزيع الكتب مجاناً. كان لدى جدي مجموعة من البيوت، وبدون مبالغة كان يبيع بيتاً كاملاً لطباعة كتاب او اثنين. كانت هذه هواية، والاستضافة هواية، والكتب وتوزيعها هواية أخرى وهذه الهوايات تستغرق كل حياته.
الغربة كربة
دعني أنتقل بكم إلى مرحلة الماجستير والدكتوراه التي بين أمريكا وانجلترا.. ماذا علق فيها؟ وما أبرز الصعوبات التي واجهتكم فيها؟
- كانت الغربة كربة كما يقولون. كان الواحد منا يحس بغربة حقيقية فوسائل الاتصال معدومة والتلفونات قليلة جداً. كانت الرسائل هى الوسيلة الوحيدة للاتصال. الإنسان في هذه الحالة يصاب بمرض الحنين الى الوطن. الغربيون يسمونه home sickness وهو ليس مرضاً حقيقياً؛ ولكنه مرض نفسي فيه تشعر أنك فى غربة وعزلة. عندما ذهبت إلى امريكا كنت أخرج للبحث عن أي أحد يتكلم العربية، فعدد العرب في الولايات المتحدة كان محدوداً في تلك الأيام، ومع قلة عددنا إلا أننا كنا نجتمع مع بعضنا البعض في اجتماعات روتينية مرة أو مرتين فى الأسبوع كي نقاوم من مرض الحنين إلى الوطن، إلا أنني أستطيع القول إن هذه الغربة تربى الإنسان وتعوده على التقشف والصبر والاحتساب وتمرين النفس، وقد قال الشاعر:
والنفس كالطفل إن تمهله شب على حب الرضاعة وإن تفطمه ينفطم ففطم النفس عملية ليست سهلة. ربما غيرى مر بهذا لكني أقول إن ما يسلى الانسان أنه نشأت جمعيات اسلامية فى معظم جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا.
هل قلتم إن هناك جمعيات إسلامية في تلكم الفترة؟
- نعم؛ وانتمى إليها الشباب. كانوا يأتون للمحاضرات فى المساء. كنا نعقد لقاءات اجتماعية في شكل عشاء أو نزهة أو رحلة برية. هذه الأنشطة كانت تربطنا جيداً. أذكر أننا فى الجمعية أنشأنا أول سوق شعبية فى نادى الطلاب. كانت في أمريكا جمعية للموسيقى، وجمعية للسيارات، فبادرنا نحن بإنشاء جمعية إسلامية، حتى الشواذ جنسياً كانت لهم جمعية، لذلك أنشأنا الجمعية الاسلامية العربية.
هل لكم أن تقدروا كم كان عدد المبتعثين فى تلك الفترة..أقصد إحصاء السعوديين المبتعثين؟
- لم يكونوا كثيرين. كنا 3 طلاب فى الجامعة. إجمالي عدد المبتعثين في كل جامعات بريطانيا كان في حدود 80 طالباً تقريباً.
نظرية الضرب
قلتم سابقا إن والدكم - رحمه الله – كان لديه نظرية في التربية تقوم على الضرب، هل طالكم ذلك الضرب؟ ولماذا؟
- شخصياً لم يحدث أن ضُربت لأني لم أكن أضع نفسي في مواقف تستحق الضرب. وكنت أتقي هذا الأمر. لكن أخى عبد الرحمن وبقية إخواني كانوا يضربون. شخصياً لم يحدث لي ذلك وأكثر عقوبة تعرضت لها هي الخصومة فقط.
ما رأيك فيمن يجرب الضرب هذه الأيام فى المدارس؟
- أعتقد أنه يؤدي إلى عكس المطلوب منه لأن المجتمع صار مختلفاً في الوقت الحالي.
هل سرت على نظرية والدكم - رحمه الله- فى نظرية الضرب في أولادكم؟
- نادراً ما أميل إلى أسلوب الضرب. حدث ذلك لكن في مرات قليلة جداً.
عبَّرتم مرة عن فشلكم مع اولادكم بالقول «....
فشلت فى اقناع أولادى فى أهمية التبكير للحياة فى صبيحة كل يوم اغتناماً لما وعد به النبى عليه الصلاة والسلام بقوله «بارك الله لأمتى في بكورها» ألا تعتقدون أن المسألة تغيرت الآن فى الصحو المبكر والنوم المبكر وهكذا وذلك تبعا للظروف الحياتية والمعيشية؟
- هم لا ينقطعون عن صلاة الفجر ويحرصون عليها حرصاً شديداً حتى لو لم أكن موجوداً. لكني أرى أن الإفطار المبكر والخروج المبكر ضروري. المجتمع تغير. أصبح الإنسان مجبراً على بعض الأشياء من أكبر العلل والأمراض التي أصابت مجتمعنا السهر الكثير والنوم فى النهار وعدم تحصيل البركة التى تكمن في التبكير فى النوم والتبكير فى الاستيقاظ. الاستيقاظ في الفجر متعة حرم منها الكثيرون أنفسهم وهي متعة عظيمة لا تقدر بثمن. ينبغي أن نستمتع بوقت الفجر لإنجاز الأعمال ومذاكرة الدروس، وإذا نام الإنسان في النهار ساعة أو اثنتين فلا بأس.
ولذلك يعايرونكم بالنوم المبكر. متى تنامون في العادة؟
- لا أتجاوز العاشرة كحد أقصى.
هل أستطيع الزعم بأنها عادة تعززت منذ الطفولة؟
- اعتدت على ذلك طوال عمري وفعلته إيماناً واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن السهر فى الحديث بعد العشاء إلا فى سبع، منها مداعبة الزوجة أو طلب العلم. أما السهر في ما لا طائل من ورائه فلم أكن أفعله. عندما دخلت جامعة الملك سعود كان زملائى يعايروننى بذلك فكنت أتركهم وأخرج للنوم فى البلكونة حتى لا أزعجهم أو يزعجوننى. لم أتنازل عن تلك العادة إلا سنة واحدة فقط أقنعونى فيها أن أكون مثلهم وهذه هي السنة الوحيدة التي لم أنل فيها تقدير «ممتاز» حيث كان تقديري»جيد جداً» لأني كنت أسهر إلى الفجر.
إدارة الوقت
الآن وفى ظل المهام الموجودة والقائمة على عاتقكم.. كيف تستطيعون التوفيق بين النوم المبكر والاستيقاظ المبكر مع ما يتخلل ذلك من لقاءات واجتماعات وزيارات؟
- من نعم الله علي أنني أستطيع تنظيم وقتي بصورة جيدة. اكتسبت مهارة إدارة الوقت. من ضمن الذين يظلهم الله بظله رجل معلق قلبه بالمساجد. أوقات الصلاة أصبحت تدخل في برامج الكمبيوتر. في بعض الأحيان قد أضطر للسهر ولا توجد مشكلة في ذلك. عندما كنت عضواً بفريق الكشافة كانت تأتيني نوبات حراسة بالليل، وكنت أسهر لأن ذلك واجب. أيام الوقوف بعرفة والمرور بمزدلفة والمبيت بمنى لا بد للإنسان أن يسهر ويمكنه أن يقوم ليصلي ويتهجد.
اتفاقا مع ما سبق.. هلا أعطيتمونا فكرة عن جدولكم اليومي، خاصة أنكم معروفون بصرامتكم مع الوقت؟
- أنام في تمام العاشرة مساءً وأصحو قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة. أصلي الفجر وأعود لأقرأ بعضاً من القرآن أو كتاب آخر إلى أن تشرق الشمس. بعدها أنام ساعة أو ساعة إلا ربع ثم أخرج للعمل مبكراً. أصل الجامعة حوالي الساعة السابعة صباحاً وأقوم في هذا الوقت بإنجاز الكثير من الأعمال. كثير من الناس يبكرون ومنهم رؤساء دول ووزراء وسفراء. في الصباح الباكر أقوم بالشرح على المعاملات وبعد الساعة الثامنة أبدأ في جولات ميدانية لأنها تساعد على تفهم الوضع وتوجيه الناس والإسهام في تسيير العجلة. الزيارات الميدانية مهمة جداً لأنها تتيح الفرصة لزيارة الأساتذة والطلاب والكليات والإدارات المختلفة.
قراءة الفرق
كيف يقرأ معاليكم الفرق بين الفترة التي كنتم عليها مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز ووقتنا الراهن؟
- الوضع الحالي تغير اجتماعياً بشكل كبير وشامل. ليس فقط في الأسرة؛ بل على المجتمع نفسه وبكل معاييره وبنطاقات العمل المختلفة. لكن الحياة تظل في مسيرها. الطلاب في الوقت الحالي يريدون الحصول على الشهادة بأي طريقة. ويأتون إلى الجامعة لأن هذا مطلب اجتماعي وليس مطلبا علميا. لكن بالمقابل فإن البعض يدرك أن هذه الرسالة سامية وأن الله سبحانه وتعالى سيعطيه الأجر إذا جاء احتساباً ويريد أن يحصِّل العلم وينوي تطوير المجتمع.
قيل إنكم نقلتم في سنوات معدودة رابطة العالم الإسلامي من مؤسسة محلية إلى عالمية حتى أصبحت لها مكاتب منتشرة في معظم أنحاء العالم الخارجي. هذا الأمر تم قبل حوالي 25 سنة تقريباً. كيف ترى دور الرابطة حالياً؟
- الرابطة بحمد الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم غير المحدود من الملك فهد -رحمة الله عليه- الذي كان يؤكد أن المال لا يمكن أن يكون حائلاً. كان يقول لنا المال متوفر المهم أن تجتهدوا. هذه الرابطة مؤسسة عالمية مقرها المملكة العربية السعودية فينبغي ان تكون عالمية. هذه رسالة استطعت أداءها والحمد لله ثم بدعم زملائي الإخوان وكذلك المتطوعين الذين يتطوعون بالوقت وبالمال لخدمة العمل الإسلامي بما فيه الإغاثة والتربية والتعليم وإحياء رسالة المجلس وغيرها من الرسالات.
ألا تعتقد أن دورها قد تراجع في ظل مجموعة من الظروف والمعطيات؟
- أنا لا أستطيع أن أقول هذا الكلام، والناس ترى وتقدِّر الجهود.
تجارب متنوعة
بماذا خرجتم من خلال تجربة مجلس الشورى التي استمرت من عام 1413 إلى عام 1422؟
- استفدت منها عدم التقليل من شأن بقية الآراء الرأي الآخر. أحيانا بعض الناس تتكلم في أمور شخصية. اللجان المتخصصة تدرس الموضوع لمدة شهر ثم تأتي به إلى المجلس لإقراره وتحديد هل هو موائم للنقاش أم يحتاج لدراسة مرة أخرى. بعض الآراء قد توضح للجنة أشياء خافية عليها.
.وماذا عن تجربتكم في مجلس الحوار الوطني؟
- اكتشفنا أن الحوار وسيلة فعالة لتقوية الإيمان وشحذ الهمم وتجميع الآراء وإحياء المواطنة الحقة؛ لأن المواطن ينهمك في الحياة وينسى نفسه فعندما تناقش قضية من القضايا ترى أفكارا مختلفة وآراء تتلاقى حتى نخرج بفكرة واحدة من الجميع وهذا انجاز كبير؛ لأن ثقافة الحوار لا تدرس في المدارس. من الصعب جداً أن تجمع بين أشخاص ذوي مدارس متنوعة وتأتي بهم ليتحاوروا لمدة يومين. هذه الأفكار تساعد وتنمي الترابط بين العلماء وتعود الناس على احترام الرأي الآخر وعدم التشبث بالرأي. كان لدي رأي وفكرة مقتنع بهما ولكن عندما تناقشت حولها مع الأخوان وجدت أن من الواجب أن أتغير وأتكيف معهم واستجيب لآراء أخرى حتى نخرج بفكرة واحدة. الحوار الوطني مثل مجلس الشورى وهما يتشابهان في العمل الجماعي وإعمال الفكر واستخلاص الرأي السديد، وهذا مهم جداً.
أقدر ذلك؛ ولن أخوض في أسئلة متعلقة بالحوار الوطني؛ ولكن البعض يقول إن الحوار الوطني يحادث نفسه بنفسه، وغائب عن قضايا الشباب مما دفع هؤلاء الشباب إلى نشر همومه في وسائل الإعلام الجديدة مثل الفيسبوك وتويتر؟
- على كل حال في المرحلة القادمة من الحوار الوطني ستكون عن الشباب ومع الشباب وبالشباب ومشاركتهم.
عفوا .. أنتم ترغمونني على الحديث حول الحوار الوطني حيث نلاحظ أن بعض القائمين عليه - وأنا كتبت مقالاً في هذا الخصوص تفاعلا مع ما كتبه الزميل الدكتور عبد الرحمن العرابي في هذه النقطة تحديداً - أنهم تقليديون، في مجلس الحوار الوطني الأمر أشبه ما يكون بالمناقشة وليس الحوار؟
- حتى خلال هذا الوقت الضيق أثبتت التجارب أن المتداخلين يخرجون عن الموضوع. ماذا تفعل إذا كان هناك 50 امرأة و50 رجلاً ليتناقشوا في موضوع معين لمدة 3 ساعات فقط؟ الناس لديها أعمالها ومشغولياتها وأتوا خصيصاً حتى يعطوا آراءهم ويذهبوا. ثم إنك تجلس مع كل قطاعات المجتمع، فمنهم المثقف جداً والضعيف جداً والمتطرف جداً والمتمسك جداً.
تتهمون- أيضاً- بتكرار الضيوف والمتحدثين وأن معظمهم أسماء مكرورة ومعادة؟
- هذا غير صحيح.
تغيير عقلية
صرحتم قبل فترة بأنكم فشلتم في تبسيط الإجراءات والتقليل من الروتين والتخلص من الأوراق الزائدة وانشغال الموظفين خصوصاً الكبار منهم. هل تعتقد أن هذا الفشل لا يزال موجوداً في ظل التقنية الآن؟
- لا ننكر أن هناك تحسنا كبيرا حالياً وهنالك معاملات اليكترونية في كثير من الجهات ولكن المواطن السعودي يحتاج لتغيير عقليته ونفسيته وطريقة عمله.
حصل معاليكم على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام عام 1991م؛ كيف تنظر الى الجائزة بعد هذه السنوات؟
- الجائزة مهمة لأنها تعطى الإنسان التقدير الذي يستحقه. أنا طبعاً ذكرت للجنة أنني لا أستحق الحصول على الجائزة ولكنى لا أبخس حق الناس. الجائزة هي وسيلة تدفع الإنسان كي يجتهد ويعمل وينجز. أما نحن فنقوم بأعمالنا ووظائفنا كما هو مطلوب منا.
نلاحظ أنكم من الرعيل الأول للكشافة السعودية وكان التحاقكم بالكشافة عام 1376م؛ ما السر في هذا التعلق؟
- اكتشفت عقب التحاقي بالكشافة أنها الوسيلة الفعالة لتكوين الشخصية المتوازنة التي تجمع الصفات الحميدة وتلتزم بالدين بدون تزمت وتقوم بأداء الواجب احتسابا لوجه الله تعالى. كما أنها تستقطب الناس كي يعملوا مع بعضهم البعض. العمل الجماعي ليس عملاً سهلاً، كما أن العمل الكشفي لا بد أن يكون مخططاً له ومدروسا ولا يتخذ بطريقة عشوائية. البرنامج يكون محدداً بدقة متناهية، حيث نخطط ونحدد العناصر. وبعد الانتهاء يحدث تقييم للعمل. هذا التقييم مهم وهو إجراء لا يوجد فى كل المؤسسات. حبذا لو تعلمت وزارة التربية والتعليم من المدرسة الكشفية لتحسن أداءها.
ترتكز مؤلفات معالي الدكتور عبدالله بعلوم الجيولوجيا، فمن دراسات لصخور طريق القفط؛ القصير بالصحراء الشرقية في مصر، إلى الصخور النارية والمتحولة في منطقة الطائف بغرب المملكة العربية السعودية، إلى الدرع الجرانيتي العربي .. وهكذا؛ علما أن جل أعمالكم الواقعية دعوية وخيرية؟
- للأسف أنا ضعيف جداً في التأليف لأنه يحتاج إلى وقت وأنا أحس أن العمل الإغاثي والخيري يحتاج إلى جهد كبير لتسييره والتغلب على مشكلاته. لو جلست للكتابة فهذا يعني ضياع الوقت. كذلك أعترف أن مقدرتي على الكتابة ضعيفة. لذلك فإن كل ما كتبته لم يتجاوز 10 كتب، ومنذ حوالي 20 سنة تقريباً لم أؤلف كتاباً جديداً.
قلتم ذات مرة إنك فشلت في إتمام المصالحة بين كثير من الفئات المتخاصمة في أوساط المجتمعات الإسلامية؟ لماذا هذا الفشل؟
- قلت إن المرض الموجود لدى المسلمين هو مرض الاختلاف والتفرق وحب الزعامة. مع احترامي لجميع الأفغان لكننا عجزنا عن جمعهم تحت لواء واحد لذلك. في بلاد كثيرة نجحنا والحمد لله في إقناع المتخاصمين والوصول إلى رأي واحد. لكن أقول هذا من سنن الله في المجتمع، والإصلاح بين المتخاصمين يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
محدودة التأثير
قلتم ما فحواه في عالم اليوم لم يعد يعترف بغير قوة السلاح فقط، أو قوة الإيمان فقط وإنما هي القوة التي تجمع بين الأمرين، وهذا هو جوهر تعاليم الإسلام، أين نحن من هذا؟
- من المؤسف القول إن كثيراً منا لا يحسن الظن في الآخر. الثقافة الاسلامية أصبحت محدودة التأثير وكذلك ضيق الافق وعدم القدرة على تصور عظمة هذا الدين وقدرته على إحداث التغيير فى المجتمع. غالبية المسلمين لا يحلمون سوى بالثراء السريع. لذلك تجد أن هناك فسادا بشكل غير عادى وغير مقبول نسأل الله تعالى السلامة. نحن الآن ننادي بالإصلاح وهو يحتاج إلى جهود كبيرة وهذا يمكن عندما يعترف المقصر بتقصيره وأن بإمكانه تغيير نفسه للأفضل ويتبع الطريق الصحيح الذى شرعه الله سبحانه وتعالى.
يشهد العالم الإسلامي في الوقت الراهن فوضى في الفتاوى فما مخاطر ذلك من وجهة نظرك؟ ومن المسؤول عن ذلك؟
- بالطبع فإن وسائل الاعلام هى المسؤولة عن ذلك بسبب البرامج التى تسمى دينية والاتصال المباشر. عندما يتصل رجل او امرأة ويطرح سؤالاً ينبغى على العالم أن يكون أكثر حرصاً ويطلب من المتصل أن يمهله حتى الأسبوع القادم لتلقي الإجابة حتى يجد الوقت الكافي للتفكير. لكن عندما يقدم له الإجابة فوراً فإن جوابه في بعض الأحيان يكون غير موفق. كما أن البعض يطرح نفس السؤال على أكثر من عالم بحثاً عن الرخصة. فهذه فوضى وما دامت وسائل الاعلام بهذا الشكل ستظل المشكلة قائمة. لكن بعد توجيهات الملك عبد الله -حفظه الله- بحصر الفتوى في هيئة كبار العلماء قد يكون الأمر مقبولاً إلى حد ما. ولكن ينبغي عمل تحكّم أكبر في القنوات الفضائية، لا سيما في ظل التقنية الهائلة التي تشهدها في هذا العصر.
أشرتم إلى أهمية تزويد الداعية بالعلوم العصرية التي تعينه على أداء رسالته.. فهل تتم مراعاة ذلك في عملية تكوين الدعاة الجدد حاليا؟
- للأسف فإن ذلك لا يتم في الوقت الراهن وهناك قصور شديد فى اعداد الدعاة وتسليحهم بالعلم الحديث ومواكبتهم للأحداث والظروف الاقتصادية والاجتماعية وإعطائهم فكرة عن العلاقات العامة والعلاقات الدولية والتعايش بين البشر وما إلى ذلك.
حال الدعوة
مع تأسف معاليكم لحال الدعاة.. هل يتابع الدكتور عبدالله الدعاة الجدد الان؟
- أراهم أحياناً على شاشات التلفزيون.
هلا أكرمتني ببعض الأسماء؟
- ( ضاحكا) لا داعى لذكر الأسماء..!!
أكدت الدراسات أن الإغاثة مرتبطة بالتبشير في الدول الفقيرة وغالبيتها من الدول الإسلامية فهل تقوم منظمات الإغاثة الإسلامية بربط المساعدات بإكراه المحتاجين على الإسلام كما تفعل غيرها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؟
- أشغل منصب الامين العام للمجلس الاسلامى العالمى للدعوة والإغاثة وهو هيئة تتولى التنسيق بين الهيئات التى تقوم بهذا العمل وجمعنا بين الدعوة والإغاثة لأن الاغاثة في حد ذاتها دعوة. لذلك فإن البرامج التى تقدمها هذه الهيئات مثل بناء مدارس او اعطاء منح دراسية وما شابه ذلك ليس فيها أى إكراه. كذلك المعاهد التى نشرف عليها فيها عدد من المسيحيين قد تصل نسبتهم إلى حوالي 25% مقارنة بالمسلمين.
هل تتذكرون أعداد الذين دخلوا الإسلام؟
- ليست لدي أرقام محددة؛ لكن ما أراه على أرض الواقع يؤكد أنهم أعداد كبيرة والأرقام ظاهرة وكبيرة. حتى على مستوى مساجد جدة وبقية مدن المملكة تشاهد أعداداً كبيرة من الذين يدخلون في الإسلام ومعظمهم اعتنقوه عن قناعة، كما أن هناك مثقفين أسلموا بطرق علمية كريمة. بعد احداث سبتمبر لم يكن متوقعاً أن تدخل أعداد كبيرة من الناس في دين الله ولكن هذا حدث بشهادة الجميع.
.. ولكن هل تعتقدون أن ما يحدث في الخارج وخاصة في جنوب افريقيا، أن جهودهم أكثر حضوراً من المؤسسات الإسلامية؟، أم أنه لا وجه للمقارنة؟
- أسر معالي الدكتور كلاما حول فحوى السؤال ورغب في عدم نشره.. واكتفى بالقول: لا توجد مقارنة.
قضية متشعبة
حذرت منظمات إسلامية غربية من تصاعد موجة “الإسلاموفوبيا” رغم مرور عشر سنوات على أحداث سبتمبر.. ما مدى خطورة تصاعد موجة “الإسلاموفوبيا وما السبيل للحد من الخوف من الإسلام؟
- هذه قضية متشعبة وتوجد لجان لدراستها ولكن أرى أن نتوكل على الله وننشر ديننا بالطريقة المحببة وطريق الإقناع والسلم. بعض الجهات التي تكره الاسلام عن عمد وليس عن جهل وهذه لا نستطيع أن نواجهها لا بالمال ولا بالعنف، وإنما بطرح الأفكار من خلال الاعمال التى نقوم بها للدعوة ونشر التعليم ونشر القرآن وهذه كلها وسائل لدحض هذا المؤامرة.
دعني أخرج عن الشؤون العامة.. ما هو آخر كتاب قرأه معالي الدكتور عبدالله؟
- كتاب باللغة الانجليزية عن اهمية الغذاء فى الحصول على الشفاء ووصفات غذائية طبيعية لعلاج أمراض منتشرة.
وماذا عن مكتبتكم .. ما أغلب الكتب التي تحتويها؟
- أكثرها كتب حديث وتفسير وثقافة عامة وسيرة ثم تاريخ وتجميعها كان عن طريق الصدفة.
وماذا عن الكتب المتعلقة بتخصصكم؟
- لها ركن لوحدها فى البيت أكثرها مخصص للاستذكار ولدي مكتبة أخرى فى الجامعة أستفيد منها في التحضير للمحاضرات.
هل هناك طقوس محددة للقراءة أم أنها تأتى هكذا عفوية؟
- القراءة إما أن تكون فى الصباح بعد شروق الشمس أو تكون فى وقت الظهر بين الساعة الثانية والثالثة وفي بعض الأحيان تكون بعد صلاة المغرب وكل ذلك يعتمد على حسب الظروف.
كم ساعة تقرأ في اليوم؟
- ساعة أو ساعة ونصف.
ما الخطوط العريضة التي يقضي من خلالها الدكتور عبد الله أسبوعه؟
- أعمالى مستمرة بين الدعوة ومراجعة اعمال الهيئات التى أرأسها وهي حوالى 30 هيئة أتولى رئاستها أو عضويتها منها جامعات ومؤسسات حيث أقوم بالاتصال بهم والتواصل معهم واستقبال أصحاب الحاجات.
أعرف أن الرياضة جزء مهم من تكوين معاليكم .. ألم يختل ميزانكم الزمني بسببها؟
- على الإطلاق وحتى لو كان لدي عمل فإنني أحاول أداء الرياضة فى الفندق أو فى البيت.
*..و كم من الوقت تقضون في ممارسة الرياضة؟
- تقريباً ساعة أو ساعة ونصف.
خارج دائرة الزيارة
أجاب عن أسئلتي المتطفلة وعيناه مكسوة
بالألفة .. وقبلة لأحد أحفاده انهت الزيارة!!
.. وفي زيارتي لبيت معالي الدكتور عبدالله نصيف، لاحظت مقدار البساطة المتناهية في كلّ شيء، فلا شيء يثير فضولك سوى ذلك الأثاث وقد اكتسى بحلّة تراثيّة تستنطق الماضي بعبقه الجميل، لم أحس أثناء التّجوال في منزله العامر بغربة المكان، أو وحشته، ولم أشعر أبداً بضيق في (التنفس) كعادة بعض المنازل، كنت أتأمّل في وجه الدكتور عبدالله، وهو يرد على أسئلتي المتطفّلة وعيناه مكسوة بالألفة،حتى أنّني أشعر بها في داخلي، أخذني إلى مكتبته المحشورة في ركن قصي عن مكان الحوار، مررت بغرفة متوسطة الاتساع، لا تظهر عليها أمارات (الأبهة) أو الجاه، هناك شاب في حدود الخامسة عشرة من عمره يعتكف على جاهز حاسوب، وطفل لا يتجاوز الرابعة من عمره يتابع « توم وجيري» الشّهير، سألته عنهما قال لي إنّهم أحفاده، ثمّ عبرت مدخلاً آخر حيث صادفتني مجموعة من أحفاده، وهم يحيطون به، كان أولهم (عبدالله) سألته وجدهم معنا: ما مقدار حبكم لجدكم، كنت أتفهم الإجابة جيدًا ف(رياء) الأطفال وكذا الكبار يحضر في مثل هذه المواقف، فتصدقه العين أو تكذبه، فانطلقت الإجابة من مدار العيون: نحن نحبه كثيرًا .. ثمّ دفعني فضولي مستعيرًا نظرية والد الدكتور عبدالله المتعلقة بالضّرب، فقلت: هل يضربكم؟، فقال بصوت خافت:لا..!. وجاء آخر- نسيت اسمه -، سألته: تكثر زيارات وسفرياته جدكم الخارجيّة، هل تحزن عليه عندما يسافر؟! فقال: لا..، ثمّ وصف جده بأنّه طيّب..ثمّ قام الدكتور عبدالله باحتضان أحد أحفاده، فخرجت وهو يهم بزرع قبلة في جبينه .. وانتهت الزيارة !!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.