عندما حطت قدمي في حي الرويس بجدة وتحديدًا في شارع السيد سألت بائعًا إفريقيًا: هل صحيح أننا في جدة؟ ضحك الرجل أو سخر ومضى لحال سبيله..كان كل شيء على الجانب الأيمن من الشارع الممتد من طريق المدينة إلى شارع حائل ينطق بإفريقية المكان والزمان والبضاعة والبشر، فهنا ملابس نيجيرية وبجوارها محل للأكلات التشادية فيما تبرز رائحة العطور القادمة من أدغال القارة السمراء. على الجانب الأيسر كان الحال مختلفًا فهنا محل للأعشاب الماليزية، وبجواره محلات للمأكولات الفلبينية، ومن الأعلى تتدلى الأزياء الأندونيسية، فيما ينادي بائع متجول على غطاءات الرأس الآسيوية، بينما تفوح رائحة الكباب التركي. هذا على جانبي الشارع الرئيس، فإن غاصت قدماك في الحواري الضيقة أو المسدودة فأنت المسؤول عن نفسك! الوجوه الضاحكة في شارع السيد تتحول إلى وجوه مكفهرة يشع منها شرار الهجوم أو الانقضاض.. لا توجد هنا مستشفيات أو مستوصفات!