لا يوجد نصب تذكاري للاحتفال بالبقعة التي بدأ فيها الربيع العربي في بلدة سيدي بوزيد المتربة الزراعية وسط تونس. وقال عصام العافي أمام مبنى حكومي محلي في الشارع الرئيسي للبلدة «لقد كان في مكان ما هنا» وهو يشير إلى قطعة ممهدة يسير عليها عدد من من الشاحنات الصغيرة وسيارات الاجرة الصفراء. في ذلك المكان أشعل محمد بوعزيزي، بائع الفاكهة المتجول، في نفسه النار يوم 17 ديسمبر الماضي. وأثارت فعلة بوعزيزي التي كانت نتيجة الاحباط الناجم عن المضايقات التي يتعرض لها من قبل المسئولين والشرطة المحلية لكونه بائعا متجولا، موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد والمنطقة لتسقط أولا الرئيس زين العابدين بن علي ثم رئيسي مصر وليبيا. يشار الى أن العاصمة الفرنسية باريس أطلقت بالفعل اسم بوعزيزي على أحد ميادينها. وفي سيدي بوزيد حيث المال شحيح لاقامة النصب التذكارية، يتفاخر السكان بأعمالهم عن طريق كتابتها على الجدار الابيض الممتد على طول أحد جانبي الشارع الرئيسي. وقام أحدهم باعادة تسمية الشارع حيث كتب بطلاء أحمر «شارع محمد بوعزيزي». وكتب آخر بالفرنسية وبحروف كبيرة زرقاء اللون «المجد للشهداء»، ثم أضاف حاشية سوداء مفادها «إن شباب سيدي بوزيد هم قادة الثورة».