يدور كتاب (الصحافة الإلكترونية...دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع) الذي صدر عن الدار المصرية اللبنانية للدكتور شريف درويش اللبان ويقع في 224 صفحة من الحجم الكبير حول الصحافة الإلكترونية ويدرس مدى فعاليتها وتصميم المواقع الإلكترونية الصحفية كما يعد رؤية استشرافية للصحافة التقليدية ومستقبل الصحافة الالكترونية فهناك ملامح وإرهاصات لهذا الشكل الصحفي الجديد الذي ثبتت أقدامه ورسخت معالمه. يبدأ الكتاب فى الفصل الأول بتقديم نظرة شاملة حول الصحافة الإلكترونية ونشأتها وتطورها، وفى الفصل الثانى يقارن بين الصحافة المطبوعة والالكترونية ويدرس في الفصل الثالث مدى التفاعلية التى يحققها الإنترنت فى مواقع الصحف الإلكترونية، ويقدم فى الفصل الرابع دراسة للجمهور المستفيد فيها، ويخصص الفصل الخامس حول تصميم مواقع الصحف الإلكترونية على الإنترنت ثم يقترح فى الفصل السادس أساليب تقييم مواقع الصحف الإلكترونية،وفى الفصل السابع والأخير يضع تصورا لمستقبل الصحف الإلكترونية حيث ضم في هذا الفصل دراسات مستقبلية عن مستقبل هذه الصحافة وما ينجم عنها من تفاعلات. تأتى مفردات الكتاب سلسة متتابعة تتناول طبيعة الاختلاف بين الصحافتين المطبوعة والإلكترونية ومعايير التفاعلية على الإنترنت ومواقع الصحف الإلكترونية وطبيعة دراسات كل من الجمهور والقائم بالاتصال في هذه النوعية من الصحف .. عارضا فى تحليل دقيق لتقنيات ونماذج تصميم الصحف الإلكترونية بما فيها من نص فائق ووسائط متعددة فالكتاب بتشكيلته هذه يسلط الضوء على ظاهرة صحفية جديدة، تعد مظهرا أساسيا لاستخدام شبكة الإنترنت بخصائصها ومميزاتها ومخاطرها. يشير المؤلف في كتابه إلى أن الجرائد لم تعد مجرد حبر اسود على ورق ابيض كما كانت من قبل بل أصبحت صوتا على التليفون مجموعة من النقاط على شاشة الكمبيوتر أو قرص مدمج CD - ROM حيث أصبح للاتصال الالكتروني أهميته الكبرى في التعرف على الأخبار والمعلومات والآن تمضي الجرائد الأمريكية في طريقها إلى تكنولوجيا الوسائط المتعددة كما تعمل على تطوير نفسها حتى لا تقدم منتجاً واحداً لكل القراء ولكن عددا من المنتجات لجمهور متباين، جمهور من كل الأعمار والأجناس والأديان واللغات والتوجهات العرقية والاهتمامات وربما بتشجيع من نجاح نظام (مينيتل) في فرنسا طورت شركتا (أي بي ام) و(سيرز) شبكة للأخبار والاتصالات تحت اسم (برودجي) وقد توافق بدء هذه الخدمة عام 1987 مع نشوء الحاسب الآلي الشخصي والربط المتزايد بين أجهزة الكمبيوتر وخاصة في المؤسسات البحثية والأكاديمية نظير اشتراك شهري ضئيل للحصول على الأخبار ونظير رسم إضافي يمكن للقارئ الحصول على المواد الرياضية ونتائج المباريات وسباقات الخيل وحلول الكلمات المتقاطعة وقراءة الطالع بشكل أكثر تفصيلا. أوضح اللبان أن عدد هذه المواقع في زيادة مطردة بصفة يومية خاصة مع ما تتيحه من التواصل المباشر بين القراء والمحررين ويركز موضوع هذا الكتاب على رصد وتحليل الاتجاهات العالمية الحديثة في بحوث الصحافة الإلكترونية لكن ما هو الفرق بين الصحيفة الإلكترونية والمطبوعة؟ توجد العديد من الاختلافات بين الجريدة الإلكترونية والجريدة المطبوعة وتعد هذه الاختلافات جوانب ايجابية تُحسب للجريدة الإلكترونية فالصحيفة الإلكترونية تعد حرة من القيود المتعلقة بالمساحة وهو ما يسمح لها بمزيد من التغطية المحلية على سبيل المثال. ويستطيع القارئ أن يبحث في أرشيف الجريدة عن المقالات ذات الصلة والتي يمكن أن تمده بخلفية عن أحداث اليوم كما توجد أشكال من المعلومات التي لا تظهر في الجريدة المطبوعة أيضا الجريدة الإلكترونية تستطيع توفير عناوين البريد الإلكتروني للمحررين والمخبرين، وتستطيع أن تربط القراء بمصادر أخرى للمعلومات بما فيها مقتطفات من الخطب الصوتية والمؤتمرات الصحافية والأحداث. ويشير اللبان إلى انه إذا أرادت جرائد الانترنت جني عائدات، فإنه يجب أولا تحسين المضمون لكي يجذب الجمهور، فإذا لم تكن المعلومات مهمة لكي تُطبع على صفحات الجريدة فما السبب الذي يجعل القراء يدفعون لكي يسترجعوا هذه المعلومات على الإنترنت؟. يؤكد د.درويش أن التحدي الذي يواجه الصحافي ليس الوسيلة ولكنها الرسالة وهو ما يناقض ما اعتقد مارشال ماكلوهان انه الحقيقة فالفوز بجماهير جديدة والإبقاء على الجماهير القديمة من القراء يتطلب أكثر من استخدام وسيلة جديدة لإنجاز المهام نفسها ووفقاً لهذه الرؤية فإن صناعة الصحافة برمتها سوف تتحول للبحث عن أشكال جديدة للوصول إلى القراء.