« مصير الإخوان .. كيف يكون .. ماذا لو كسب الإخوان الرئاسة إلى جانب أغلبيتهم في البرلمان وتشكيلهم الحكومة القادمة وسيطرتهم على تأسيسية الدستور؟ سؤال بدأ يتردد على ألسنة العامة في الشارع المصري قبل المثقفين .. تزامنًا مع إعلان جماعة الإخوان المسلمين خوض سباق الرئاسة المصرية. يرى الدكتور يحيى ابوالحسن القيادي بحزب الوسط أن الدفع بمرشح رئاسي لن يكون في صالح الإخوان بقدر أنه يصب في مصلحة المتنافسين،مشيرًا إلى أن مصير الإخوان سيكون كمصير الحزب الوطني المنحل ولكن بسيناريو مختلف،حيث الخلافات التي بدأت تدب بالفعل بين أعضائه،خاصة بين أعضاء شورى الإخوان من الذين اعترضوا على الترشيح والدفع بالشاطر للرئاسة،وقال إن القرار سيرسخ صورة ذهنية عن الإخوان في الشارع وهو ما يؤشر على تراجع شعبيتهم. وقال أبوالحسن إن المهندس خيرت الشاطر إذا كسب الانتخابات الرئاسية وهو ما أرى فيه شيئا صعبا جدا،حيث أن الشارع المصري أصبح لديه حس عالٍ بعد الإخفاقات الأخيرة فسيخلق ذلك استقطابا وخلافات حادة في المجتمع قد يصعب تجاوزها،بل ويقسم المجتمع بدلا من أن يوحده في مرحلة دقيقة وحاسمة، وأوضح أن البلاد لا تحتمل أن تستولي أي حركة سياسية واحدة أو حزب واحد مهما بلغت شعبيته على البرلمان والحكومة والرئاسة بل قد يسبب ذلك مشاكل داخلية وخارجية هي في غنى عنها في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة. ويقول الدكتورمحمد أبوالعلا رئيس الحزب الناصري إن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على الحياة السياسية، حيث أن سياسة التكويش ستؤدي إلى نهاية حياة الإخوان السياسية. من جانبه حذر السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية من أن كسب الإخوان الرئاسة إلى جانب أغلبيتهم في البرلمان وتشكيلهم الحكومة القادمة وسيطرتهم على تأسيسية الدستور سيؤدي بمصر إلى عزلة سياسية.ودعا كامل الإخوان إلى مراجعة تصرفاتهم والبدء فورًا في حوار جاد مع كل القوى السياسية قبل دخول البلاد في نفق مظلم من أجل التوافق حول ما تبقى من المرحلة الانتقالية وحتى نقطع الطريق أمام المجلس العسكري للانقضاض على السلطة. المحلل السياسي الدكتوررفعت سيد أحمد يرى أن الإخوان هم الذين سيحكمون البلاد، ولا مجال هنا للحديث عن حزب الحرية والعدالة، فهو لن يكون سوى مجرد مكتب أو لجنة داخل الجماعة وليس حتى ذراع سياسى لها كما يروج، وقال إن أدبيات الجماعة في المجال الاقتصادى، هي ذاتها أدبيات النظام السابق حيث نجدها توافق على الاقتراض من صندوق النقد الدولي رمز التبعية والهيمنة العالمية المعاصرة، وتوافق على علاقات دافئة مع واشنطن والغرب، وتوقع أن الجماعة ستوافق في بداية حكمها على الحريات السياسية المشروطة والمحكومة بإطار فضفاض اسمه أحكام الشريعة ثم تدريجيًا، قد تدخل في صدام مع القوى السياسية اليسارية والقومية والليبرالية التي شكلت روح ثورة يناير المجيدة، خاصة عندما يحاولون إعادة إنتاج نظام حسنى مبارك، ويسعون إلى المشاركة الفعالة في إنشاء الشرق الأوسط الأمريكى - الإسرائيلي الجديد ولكن بقشرة إسلامية، أو بلحية إخوانية، وقال إن برنامج ولقاءات وتصريحات الإخوان بعد الثورة يؤكد ذلك. ويشير الدكتورجمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس إلى أن ترشيح الشاطر بالرغم من تضاؤل فرص نجاحه، له آثاره السلبية أكثر بكثير من الآثار الإيجابية على الجماعة أولا،ثم على المشهد السياسي حيث سيؤدي إلى عملية ارتباك جديدة ولعب بالنار وسيدخل البلاد في دوامة من العنف،لافتا إلى أن القرار في حد ذاته محفوف بالمخاطر والمجازفة لأنه يأتي في وقت تناقصت فيه شعبية الجماعة والإخوان بسبب تداعيات تشكيل الجمعية التأسسية للدستور،والأمر ليس في صالحهم في كل الأحوال.