استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق السورية أمس، بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، ياتي ذلك، فيما تعمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على صياغة نص بيان يصدره مجلس الامن الدولي لاخذ النتائج التي توصل اليها الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في سوريا في الاعتبار، بحسب دبلوماسيين. واعلن الناطق باسم انان ان فريقا من الاممالمتحدة سيتوجه الى سوريا في الساعات ال48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين. وسيشكل النص تاكيدا رسميا على موافقة دمشق على سحب قواتها العسكرية قبل العاشر من ابريل وعلى الاستعدادات لبدء نشر مراقبين من الاممالمتحدة في سوريا. ومن المقرر ان يوزع مشروع البيان الذي ليس له قوة القرار الكامل، على الدول الاعضاء في المجلس الثلاثاء بهدف تبنيه الخميس. وصرح احد الدبلوماسيين «نحن نعمل عليه الان», واوضح ان النص «سيعيد التاكيد على مهلة العاشر من ابريل واستعدادات الاممالمتحدة لنشر بعثة مراقبين في حال وقف اطلاق النار وضرورة التوصل الى عملية سياسية» انتقالية في سوريا, ولن يشير البيان الى موعد العاشر من ابريل كتهديد لتفادي اثارة اعتراض روسيا حليفة النظام السوري. ويحدد نص البيان ان «المجلس سيدرس اي اجراء اخر يراه ملائما» في حال لم تحترم دمشق التزاماتها. إلى ذلك، استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق السورية بمشاركة قوات نظامية معززة الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط)، بحسب ناشطين. في مدينة حمص، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان في سقوط قذائف على حي البياضة وثالث في حي دير بعلبة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر. وذكرت تنسيقية الرستن على الارض ان قوات النظام تطوق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين من الجهة الشمالية لمدينة الرستن بأكثر من ثلاثين باصا محملة بعناصر «الامن والشبيحة» وثلاثين دبابة، مشيرة الى «حملة اعتقالات واسعة واحراق دراجات نارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطنان اثر اصابتهما في اطلاق نار وقصف في قرية تفتناز التي تدور فيها منذ الصباح اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل اربعة جنود في ناقلتي جند تم اعطابهما. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي. ووصلت صباحا عشرات الحافلات العسكرية المحملة بعناصر الجيش الى مدينة داعل في محافظة درعا، وتلت ذلك حملة مداهمات اسفرت عن اعتقال 12 شخصا، فيما اقدمت قوات النظام على احراق سبعة منازل في المدينة، بحسب المرصد. وقال ناشط في درعا سيد محمود في اتصال عبر سكايب مع وكالة «فرانس برس» ان «الوضع متوتر جدا في داعل منذ امس»، مؤكدا ارسال التعزيزات. واضاف ان قوات النظام «في اطار سياستها الهادفة الى تجويع الناس، تهاجم المنازل وتدمر المؤن، وتدخل الى الافران وترمي عجين الخبز في الطرق»، مشيرا الى قطع التيار الكهربائي 15 ساعة في اليوم. وكانت اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الاثنين في مدينة انخل في درعا بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة.