شيء مؤلم بل ومُبكٍ أن ترى رئيس نظام فاشي يتفقد حي بابا عمرو بعد تدميره من قبل قواته وتهجير سكانه، البعض قضى تحت أنقاضه، ومن سلم يعاني من إعاقات وجروح وغيرها، وكأنه مُحرِّر للجولان بعد احتلال دام قرابة خمسة وأربعين سنة؟!!. أحياء بأكملها تُدمَّر بالطائرات والمدافع والدبابات والصواريخ، وتُهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، ثم يأتي بشار الأسد ليتفقد ما تم تدميره؟!. أمر محزن أن يتفقد رئيس حزب بعث فاشي أحياء بل مدنًا كاملةً أصبحت مدن أشباح وشعبه يتضور جوعًا ويعاني مأساة التشرد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى في تركيا وفي الأردن وفي شمال لبنان وليس جنوبه، لأن عناصر حزب الله في انتظارهم إما لتصفيتهم أو لتسليمهم إلى مقاصل النظام الذي يريد أن يحكم مدن أشباح دون سكان. الرئيس السوري يريد أن يقول للعالم المتحضر إنه انتصر على شعب أعزل يفترض فيه أن يخدمه ويحميه ويأويه ويرعى مصالحه!! يريد إفهام العالم أنه مازال رئيسًا مسيطرًا على الأوضاع وإلى الأبد رغمًا عن أنوفكم، يريد أن يقول لشعبه أنتم عبارة عن قطعان أغنام وأنا الوحيد الذي يجيد فن ذبحكم وسلخكم وتعذيبكم حتى أخضعكم لطاعتي وأوامري. ذلك التبجح من قبل نظام دموي قمعي ما كان ليحصل لولا تقرير الجنرال السوداني المخجل لشعب يذبح. ذلك التبجح من قبل نظام فاقد الشرعية ما كان ليحصل أيضًا لولا الفيتو الصيني والروسي في مجلس الأمن وإحباط أية محاولة لانتقال سلمي للسلطة في ظل نشاط غير مقنع وغير فاعل لجامعة الدول العربية، وها هو وزير خارجية لبنان يستبق الأحداث ويقول: «إن لبنان سوف يرفض أي قرار يضر بسوريا في قمة بغداد»، يُصرِّح هكذا تصريح لكي يدعم نظامًا فاقدًا للشرعية عانى منه بلده لبنان أكثر من أية دولة عربية أخرى. وزير خارجية روسيا يقول: إن إغلاق سفارات دول مجلس التعاون الخليجي في دمشق «أمر غير مفهوم»، ورد عليه معالي أمين المجلس بالقول: إن السبب واضح وهو»الاستخدام الكثيف لآلة القتل ضد شعبه..». مجلس التعاون نجح في نزعِ فتيلِ حربٍ أهليةٍ في اليمن بدعم من جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وكان من المفترض من لافروف أن يطلب من مجلس التعاون الخليجي أن يفعل بسوريا مثلما فعل باليمن، انتقال سلس للسلطة حقنًا للدماء، لا أن يُصرِّح بقوله: «أمر غير مفهوم» على سحب دول المجلس لسفرائها، فدول الخليج يا سعادة وزير الخارجية «لافروف» لا تريد أن تكون شاهدة زور على جرائم يرتكبها نظام وحشي أجرم بحق شعبه.. لافروف متخوّف من إقامة نظام سني في سوريا في حال سقوط النظام الحالي، وتناسى أن روسيا يحكمها نظام شيوعي والصين كذلك، ولا يسمح لأحد بأن يأتي بأحزاب أخرى والانتخابات الروسية الأخيرة المزورة تثبت ذلك. الإخوان المسلمون في أسطنبول ردّوا على تصريحات لافروف، في مؤتمر صحفي، أشاروا فيه «إلى التزامهم بدولة تعددية حديثة، ودستور مدني، والالتزام بدولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بمختلف أديانهم وأعراقهم». فالشعب السوري، بعد سقوط النظام، هو من سوف يقرر عبر صناديق الانتخابات من يحكمه، وليس روسيا، ولكن لن تكون على أية حال على غرار الانتخابات الروسية المزورة. الرئيس الروسي ميدفيديف المنتهية ولايته بالاتفاق مع فلاديمير بوتين يقول: «مهمة عنان قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية في سوريا»، بمعنى آخر يقول للعالم: عليكم بقبول الأمر الواقع، فإما أن تستسلموا للقتلة من نظام البعث السوري أو أن الحرب الأهلية قادمة وسوف ندعمها بالسلاح لتأجيجها، هل هذا منطق رئيس دولة بحجم روسيا. خطوة موفقة من الجيش الحر في إنشاء مجلس عسكري وجعل جميع من يحمل السلاح تحت إشرافه مما يقوي موقفه ويمنع سقوط السلاح بأيدٍ غير الجيش الحر.. وطالما أن هناك قمة عربية فإننا نأمل أن تكون جرائم النظام السوري هي محور القمة، ونأمل أيضًا أن يتم إفراد بند آخر في اتخاذ موقف عربي موحد تجاه الصين وروسيا لبعث رسالة واضحة للنظامين بأن التدخل في الشؤون العربية أمر غير مقبول، وأنه إذا استمر هذا التدخل فإن العرب سيتخذون ما يرونه للحفاظ على مصالحهم وشعوبهم. مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي سوف يُعقد في أسطنبول، ماذا سوف يُقدِّم لشعب يُذبح كل ثانية ودقيقة وساعة؟!! وإذا كان مثل مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس فإن هذا الاجتماع سوف يُولد ميتًا، ولكن لو اتحدت المعارضة في الخارج والداخل تحت قيادة واحدة، فهذا سوف يكون أكبر إنجاز ونجاح للثورة السورية. وأخيرًا: «اللي اختشوا ماتوا».. كما يقول إخواننا المصريون.