علي التواتي اعتبر الخبير الاستراتيجي، الدكتور علي التواتي، التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والتي حذر فيها من رغبة بعض دول الجوار السوري إقامة نظام سنّي في سوريا حال سقوط نظام بشار الأسد، دليلاً على أن القضية السورية بيعت وبشكل كامل لموسكو باتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على التكريس لهلال شيعي من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا مشلول وضعيف لا يستطيع تهديد أمن إسرائيل إن لم يحفظ أمنها كما فعل نظام الأسد منذ عقود. وقال «التواتي» ل «الشرق» أن هذا الاتفاق يعني أن تبقى السلطة في سوريا في يد الأقلية العلوية مع عدم السماح للأغلبية الشعبية بالوصول إليها، وأضاف «ترتيبات الاتفاق ستكون على الطريقة العراقية، أن تكون سوريا كيانا ضعيفا يحكمه رأس شيعي، بحيث تحيط بإسرائيل كيانات هزيلة لا قيمة لها». وتابع «الصفقة التي عقدت بين أمريكا وروسيا تتضمن سحب روسيا لكل الأسلحة التي يمكن أن تشكل خطرا على إسرائيل، كالأسلحة البيولوجية والكيماوية، على أن تحتفظ بوجود عسكري في سوريا بدأت طلائعه مع وصول قوات كوماندوز الروسية إلى ميناء طرطوس قبل أيام، في المقابل تساند أمريكا موسكو في إعادة السيطرة على دول الاتحاد السوفييتي السابق وإيقاف المد الإسلامي فيها». واستطرد «روسيا وفق هذا الاتفاق ستتعاون مع الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي على وجود استراتيجي في أفغانستان وخاصة بقواعد الدعم اللوجستي التي ستقدمها لحلف الناتو في منطقة آسيا الوسطى، وهو ما تجلى في تصريح لافروف أمس الأول، في منح تسهيلات روسية لحلف الناتو في بعض القواعد العسكرية في جنوبروسيا التي ستُستَخدم لإمداد قوات حلف الناتو المرابطة في أفغانستان». واعتبر أن كل ما يجري هو محاولة من قِبَل أمريكا وروسيا لمنع وصول القوى الوطنية السورية والعراقية إلى السلطة ولفرض حكم أقليات تكون حارسة لسلامة ووجود إسرائيل، بدول لا يكون تسليحها قتالي يسمح لها بخوض معارك، وإنما يكفي لفرض سلطتها على الأغلبية الشعبية، وبالتالي قيام دول متشرذمة تحت علم واحد، كما في العراق ولبنان. ودعا «التواتي» الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج والمملكة العربية السعودية إلى عدم التسليم بهذا المخطط ودعم المقاومة السورية بكل السبل السياسية والمالية، وحتى بالسلاح إن أمكن، على أسس عروبية وإسلامية وعدم السماح بتكرار ما حدث في العراق بتهجير السنة من مناطقهم ومدنهم، وهو ما يمارسه نظام الأسد اليوم بحق المدن السورية في تدمير وتهجير السكان السنّة من أحيائهم ومدنهم، كما حدث في بابا عمرو وحمص، حيث يتم التهجير إلى لبنان لتثقيل السنة هناك وتحجيم حزب الله. ورأى أن ما يُنفَّذ اليوم هو خطة قديمة لديفيد بن غوريون، أحد مؤسسي دولة إسرائيل، «ومع سقوط سوريا وتحولها إلى دولة كانتونات كالعراق ولبنان تكون الحلقة اكتملت وانتهى إلى الأبد وجود دول قوية على أطراف إسرائيل، وتكون إسرائيل وإيران أحكمتا السيطرة على هذه المنطقة التي تعتبر النافذة الشمالية للجزيرة العربية».