يبدو أن لاعب برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي لن ينافس بعد اليوم لاعبا آخر بقدر ما سينافس نفسه. الأرقام التي حققها ميسي يصعب كسرها من قبل أي لاعب آخر ولو بعد مائة عام. يكفي أن ميسي الذي يبلغ 24 عاما من العمر فقط، قد أصبح بعد مباراة فريقه الأخيرة في مسابقة الدوري الهداف التاريخي لفريق برشلونة. وعندما نقول برشلونة فهذا يعني أننا نتحدث عن فريق حقق بطولة الدوري الإسباني أكثر من عشرين مرة، وحقق بطولة دوري الأبطال أربع مرات. والأخطر أن فريق برشلونة هذا سبق وأن لعب له عدد من عظماء اللعبة، فهناك البرازيليون روماريو ورنالدينيو ورونالد وريفالدو، وهناك الهولندي يوهان كرويف، والبلغاري ستويشكوف، والفرنسي تيري هنري، وطبعا أسطورة كرة القدم التي لن تتكرر الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا. ليونيل ميسي هو اللاعب الذي يسجل عبر الموسم الواحد عددا من الأهداف يفوق عدد المباريات التي لعبها. ميسي سجل حتى الآن 46 هدفا فقط في مسابقتي الدوري ودوري الأبطال. وهذه نسبة تفوق الخيال. نحن نعيش زمنا اصبح تسجيل معدل 0,7 هدف خلال كل مباراة يلعبها اللاعب، رقما خرافيا، أما أن يسجل اللاعب أهدافا أكثر من المباريات التي يشارك فيها، فهذا ما لا يخطر على بال أي مدير فني أو ناقد رياضي أو متابع للعبة كرة القدم. صحيح ان ميسي يلعب ضمن فريق يجمع العديد من خبراء اللعبة على أنه أقوى فريق ظهر في تاريخ اللعبة، لكن هذا لا يعني ان برشلونة بإمكانه أن يلعب بدون ميسي. برشلونة له فضل على ميسي بدون شك، ووجود اللاعب في صفوفه منحه الفرصة في تحطيم كل الأرقام القياسية، لكن برشلونة مدين لميسي أكثر مما يدين ميسي لبرشلونة. تصور حالة الفريق الجبار لو غاب ميسي لمدة شهرين أو ثلاثة، ولن أقول لمدة نصف موسم أو لموسم كامل. هل تعتقد ان الفريق سيكون قادرا على تحقيق البطولات؟ في رأيي ورغم كل ما ذكرت آنفا أن مارادونا هو أفضل لاعب ظهر في تاريخ اللعبة، والكلام في هذا الأمر يطول ويحتاج إلى مقالات عديدة ومطولة. لكن ميسي هو اللاعب الوحيد حسب وجهة نظري، الذي يمكن أن نقول بأنه ينتمي إلى نفس عينة مواطنه مارادونا. هذه النوعية من اللاعبين العباقرة لم يسبق لي أن شاهدتها، رغم أنني عاصرت العديد والعديد من اللاعبين خارقي الموهبة. ميسي ما زال يبلغ من العمر 24 عاما. تصوروا!