بالأمس القريب وقد كنت على مقاعد الجامعة الفارهة , أستمع لأستاذتي تحكي عن أثر دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين في التعليم.كنت أفكر :هل هذه خطوة ناجحة ولها عوائدها النافعة؟ كيف سيتقبل الأهالي هذا التغيير ؟ يدخل يوم في يوم وتساؤلاتي تتخذ مساحة أكبر , أناقش «السلبيات» وأتشبث بطرف من إيجابية كطفلة تقبض عباءة أمها خوف ضياعها في «الزحام «. تعديت الكثير من المستويات الدراسية ومعها وبها أتعدى الاحباطات الملتصقة بفكرة الدمج , وفكرة أن (الآخر) وصل لمراحل متقدمة ونحن في أول الطريق ! و اليوم .. وأنا على أعتاب التخرج وفي تدريبي الميداني , شهدت واقع دمج ذوات الإعاقة السمعية وأتتني الأجوبة على غير كرّاس قصصي أو مقطع فيديو أجنبي . بل كان واقعًا حيًا بث بي حياة و تطلعًا أفضل لمستقبل التربية الخاصة في مدينتنا المنورة ,شاهدت غرف المصادر الثلاثة ورفعة تجهيزاتها , رُقي المعاملة , توفير التعليم الناجع والترفيه المنظم الذي يصقل قدراتهن ومواهبهن .. لمست أرواحهن في الرسومات المهداة لمديرتهن , سمعت سعادتهن تجري بين أروقة المدرسة و فصولها,حضرت تبادل حكاواهن الصباحية مع رفيقاتهن في زاوية الطابور ؛لأشعر بتضاؤل تلك المشاهد التي أنجبتها مخيلتي الضيقة : «إنطواء يطمس ملامح براءتهن , عدوان يكتسي أفعالهن , فشلٌ يربك قلوب أمهاتهن, عائقٌ يسوّس جمال مستقبلهن « و تَفتت معها كل تلك الهزائم التي كانت تُلاحقني , و تزرع داخلي : أن عالمنا ( نامٍ ناءٍ ) شُكرًا لهذا التوفيق يا الله شُكرًا أ. صفية الجهني شُكرًا الابتدائية 62 رقية محمد العمرو-المدينة المنورة