دعا مسؤول فلسطيني بارز إلى لعب دور كبير في المفاوضات مع اسرائيل أمس السبت الى اعادة التفكير في طرح حل الدولة الواحدة للفلسطينيين والاسرائيليين بدلا من حل الدولتين بعد 21 سنة من انطلاق عملية السلام في مدريد. وقال احمد قريع (ابو علاء) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «قد يكون حل الدولة الواحدة رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها واحدا من الحلول التي يحسن بنا إثراءه في إطار حوار داخلي رصين وعرضه من ثمة تحت ضوء النهار على رأي عام فلسطيني مترع بالإحباط قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار». واضاف في مقال مطول نشره على صدر صحيفة «القدس» المحلية: «بعد مرور نحو ربع قرن على قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في الجزائر بالإعلان عن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على خط الرابع من حزيران 1967 وعودة اللاجئين وبعد 21 عاما على مدريد و19 على أوسلو وبعد انقضاء عشر سنوات على أول اعتماد دولي لمصطلح دولتين لشعبين فلقد فَقَدَ هذا المشروع الذي لم ير النور بتاتا قوة اندفاعه الأولى وذوى تدريجيا.» ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن في اكثر من مناسبة انه ضد فكرة الدولة الواحدة اضافة الى رفضه الى فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وقال انه يسعى الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية عبر المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي «كخيار أول وثانٍ وثالث.» ويوضح ابو علاء في مقاله ان «الممارسات الإسرائيلية التي عملت على نحو منهجي منظم دون نقل مشروع حل الدولتين من الحيز النظري المجرد إلى أرض الواقع العملي سواء أكان ذلك في عهد شارون أو في عهد خلفه ايهود أولمرت أو في أيام بنيامين نتنياهو (رؤساء وزراء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة).» ويضيف: «فقد ظل حل الدولتين متداولا في السوق السياسي قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التي كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع في تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع وتقضي عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى... وغير ذلك من الانتهاكات والمظاهر والشواهد الدالة بصورة لا تخطئها العين على تحلل إسرائيل تماما من مشروع حلّ الدولتين دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن.» وشهدت الاراضي الفلسطينية مؤخرا نشر عدد من الملصقات الكبيرة لمجموعة اطلقت على نفسها (تكامل) التي دعت الى قيام دولة واحدة ولكن سرعان ما تم ازالتها من المدن الفلسطينية. ويصف قريع «حل الدولتين في المحصلة الأخيرة وبعد كل هذه السلسلة الرهيبة من الانتهاكات الإسرائيلية أقرب ما يكون إلى حرث في البحر إن لم أقل ملهاة سياسية طويلة.» ويضيف «تمكنت إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من قطع رأسه (حل الدولتين) في القدس قبل أن تشرع في تمزيق أوصاله في الضفة الغربية وفي إبقاء الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.» ويتهم قريع في مقاله الغرب بالتراجع عن وعوده للفلسطينيين قائلا: إن مرارة أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين إثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الامريكي المشين عن الوعود والتعهدات المعلنة وزيادة الفتور الأوروبي واشتداد حالة الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية. «نقول إزاء ذلك كله بدأت بعض القوى والشخصيات الفلسطينية تتحدث عن هذه الحقيقة المريرة 'فشل مشروع حل الدولتين' بصورة أكثر جدية بين أوساط رأي عام بدا أنه كان أعمق إدراكا من نخبته السياسية لمآلات كل هذه التحولات الجارية داخل إسرائيل وفي المشهدين: الإقليمي والدولي.» ويرى قريع ان فشل حل الدولتين يقود الى «إعادة طرح خيار الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها وهو الخيار الذي كان رائجا لعدة عقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين.» ويختلف قريع المفاوض السإلى ذلك، يعتزم آلاف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، من جميع أقطار العالم، تنظيم مسيرة عالمية من أجل القدس « في الثلاثين من الجاري، تزامناً مع ذكرى يوم الأرض، الوصول الى أقرب نقطة حدودية إلى القدس، انطلاقاً من لبنان والأردن ومصر وغزة والضفة الغربية وبقية الأراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 1948 ويشارك في المسيرة متضامنون أجانب من جميع قارات العالم ، بعدما يقطعون آلاف الأميال مروراً بعدد من العواصم الآسيوية باتجاه الأردن، التي ستكون نقطة التجمع. وستشهد الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني مسيرات باتجاه القدس، أو أقرب نقطة إليها، بمشاركة الشعب الفلسطيني بفصائله ومؤسساته كافة، كما يشارك متضامنون دوليون يستطيعون الدخول إلى فلسطين، وفي اليوم عينه، سيتوجّه مئات الآلاف من الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى، وفي مسجد قبة الصخرة. وتفيد مصادر إسرائيلية أن استعدادات حثيثة تجري في أوساط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استعدادا لمسيرة القدس العالمية المقررة يوم الثلاثين من الشهر الجاري؛ لمنع أي محاولة لعبور الحدود كما كان عليه الحال العام الماضي في ذكرى النكبة وذكرى العدوان الاسرائيلي على الدول العربية عام.