قال الرئيس محمود عباس إن عقبات تواجه تطبيق «إعلان الدوحة» الذي نص على تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسته تمهيداً لاجراء الانتخابات. ورفض في حديث مع الصحافيين في مقر الرئاسة ليل الجمعة - السبت عقب استقباله رئيس البرلمان الأردني عبدالكريم الدغمي والوفد المرافق له، الخوض في تفاصيل هذه العقبات، لكنه قال انها «صغيرة»، معرباً عن أمله في «أن تزال هذه العقبات لتشكل حكومة التكنوقراط المستقلة والموقتة لأشهر لتجرى الانتخابات». وفي رده على سؤال عن فتوى تحرم زيارة المسلمين لمدينة القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي، قال عباس: «قمنا بالرد على فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في مؤتمر القدس في الدوحة، وقلنا له إن الله سبحانه وتعالى أمر بالتواصل عندما بعث رسوله الكريم ليلة الإسراء والمعراج إلى المسجد الأقصى المبارك». وأضاف: «الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان يأمر بزيارة القدس، وأكد أنه لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد من بينها المسجد الأقصى المبارك». وأضاف: «لكن على الأقل ما نسمعه في كل وسائل الإعلام ومن كل المفكرين العرب والمسلمين أنهم معنا في أنه لا يجوز تحريم زيارة القدس بصرف النظر عن وجودها تحت الاحتلال، بل بالعكس كونها تحت الاحتلال يوجب زيارتها، ولا بد من تقديم الدعم لأهلها حتى يصمدوا، وإن شاء الله إن هذا الرأي هو الذي سيسود». وفي رده على سؤال آخر عن مصير المسيرة السلمية، قال عباس: «الإسرائيليون أوقفوا كل المفاوضات لأنهم لم يقدموا أي شيء ملموس لنتفاوض عليه، ونحن نريد أن يوافقوا على الشرعية الدولية، ونريد أن يوقفوا الاستيطان، وعند ذلك مستعدون أن نجلس معهم». وأضاف: «لكن حتى الآن لم يوافقوا على الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، وبالتالي هم الذين يعطلون المفاوضات». بدوره، دعا رئيس مجلس النواب الأردني الأشقاء العرب لزيارة الأرض الفلسطينية ومدينة القدسالمحتلة، قائلاً: «نشجع كل البرلمانيين العرب والمسؤولين لزيارة الأرض الفلسطينية ليطلعوا عن كثب على معاناة الشعب الفلسطيني، والتي مهما سمعت من وسائل الإعلام لن تستطيع أن تفهمها كما تراها على أرض الواقع». وأضاف: «إنها معاناة كبيرة، والشعب الفلسطيني رغم كل هذه المعاناة يعمل ويجتهد ويستثمر ويقيم البنية التحتية، والسلطة الفلسطينية تقدم خدمات جليلة لشعبها، وهو باق في أرضه حتى تحقيق طموحاته بإقامة دولته المستقلة». قريع الى ذلك (رويترز)، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد قريع (أبو علاء) الذي لعب دوراً كبيراً في المفاوضات مع اسرائيل امس الى اعادة التفكير في طرح حل الدولة الواحدة للفلسطينيين والاسرائيليين بدلاً من حل الدولتين بعد 21 سنة من انطلاق عملية السلام في مدريد. وقال في مقال مطول نشره على صدر صحيفة القدس المحلية: «قد يكون حل الدولة الواحدة، رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها، واحد من الحلول التي يحسن بنا إثراءه في إطار حوار داخلي رصين، وعرضه من ثم تحت ضوء النهار على رأي عام فلسطيني مترع بالإحباط، قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار». واضاف: «بعد مرور نحو ربع قرن على قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في الجزائر بالإعلان عن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على خط الرابع من حزيران 1967 وعودة اللاجئين، وبعد 21 عاماً على مدريد و19 على أوسلو، وبعد انقضاء عشر سنوات على أول اعتماد دولي لمصطلح دولتين لشعبين، فقد هذا المشروع الذي لم ير النور بتاتاً قوة اندفاعه الأولى وذوى تدريجياً». وأوضح ان «الممارسات الإسرائيلية عملت على نحو منهجي منظم من دون نقل مشروع حل الدولتين من الحيز النظري المجرد إلى أرض الواقع العملي، سواء أكان ذلك في عهد (آرييل) شارون أو خلفه ايهود أولمرت أو في أيام بنيامين نتانياهو». وأضاف: «ظل حل الدولتين متداولاً في السوق السياسي قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التي كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع في تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع وتقضي عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى ... وغير ذلك من الانتهاكات والمظاهر والشواهد الدالة بصورة لا تخطئها العين على تحلل إسرائيل تماماً من مشروع حل الدولتين من دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن». وشهدت الاراضي الفلسطينية اخيراً نشر عدد من الملصقات الكبيرة لمجموعة اطلقت على نفسها «تكامل» التي دعت الى قيام دولة واحدة، لكن سرعان ما تمت ازالتها من المدن الفلسطينية. ووصف قريع «حل الدولتين في المحصلة الأخيرة وبعد كل هذه السلسلة الرهيبة من الانتهاكات الإسرائيلية أقرب ما يكون إلى حرث في البحر إن لم أقل ملهاة سياسية طويلة». وأضاف: «تمكنت إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من قطع رأسه حل الدولتين في القدس قبل أن تشرع في تمزيق أوصاله في الضفة الغربية وفي إبقاء الفصل بين الضفة وقطاع غزة». واتهم الغرب بالتراجع عن وعوده للفلسطينيين، قائلاً إن مرارة «أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين إثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الاميركي المشين عن الوعود والتعهدات المعلنة وزيادة الفتور الأوروبي واشتداد حال الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية. نقول إزاء ذلك كله بدأ بعض القوى والشخصيات الفلسطينية يتحدث عن هذه الحقيقة المريرة، فشل مشروع حل الدولتين، بصورة أكثر جدية بين أوساط رأي عام بدا أنه كان أعمق إدراكاً من نخبته السياسية لمآلات كل هذه التحولات الجارية داخل إسرائيل وفي المشهدين: الإقليمي والدولي». ورأى ان فشل حل الدولتين يقود الى «إعادة طرح خيار الدولة الديموقراطية الواحدة لكل مواطنيها، وهو الخيار الذي كان رائجاً لعقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين». وقال ان «المشهد الإقليمي بمتغيراته غير المواتية في المدى المنظور لا يبشر بحدوث تحولات وازنة لصالحنا، الأمر الذي يوجب علينا القيام بإعادة تقويم شاملة وإجراء المراجعات النقدية المعمقة، بما في ذلك نقد خيار حل الدولتين ذاته». ورأى ان الانقسام الفلسطيني المتمثل بوجود حكومتين واحدة في رام الله واخرى في غزة «زاد من بؤس المشهد القائم بؤساً مضاعفاً اشتداد مظاهر الانقسام الداخلي العميق في الساحة الفلسطينية حيث فشلت كل المساعي المبذولة وكل الإعلانات المتلفزة في تحقيق المصالحة الوطنية». وخلص الى القول: «هكذا نجد أنفسنا اليوم بعد مرور كل هذا الوقت وقد وقعنا في حبائل سيناريو عقيم تطرح علينا مطالب تعجيزية ... نواجه انسدادات مضاعفة وتنخفض فيه التوقعات إلى أدنى حدودها الدنيا إزاء إمكان الحل العادل والشامل». واتهم اسرائيل بأنها تعطل المفاوضات، وقال للصحافيين بعد لقائه وفداً برلمانياً أردنياً في مكتبه في رام الله مساء الجمعة: «الإسرائيليون أوقفوا كل المفاوضات بسبب أنهم لم يقدموا أي شيء ملموس لنتفاوض عليه، ونحن نريد أن يوافقوا على الشرعية الدولية ونريد أن يوقفوا الاستيطان، وعند ذلك مستعدون أن نجلس معهم». وأضاف: «لكن حتى الآن لم يوافقوا على الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، وبالتالي هم الذين يعطلون المفاوضات».