أغلقت المملكة أمس الأربعاء، سفارتها في سوريا وسحبت كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها، وفقا لما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، حيث أرجع ذلك الإجراء إلى تطور أحداث العنف هناك. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قررت بفبراير الماضي، الطلب من سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها بشكل فوري، وسحب سفرائها من دمشق، قبل أن تعلن المملكة أمس، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب الدبلوماسيين والعاملين فيها. وقال مدير الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي ل «المدينة» إن «الدبلوماسيين والعاملين بالسفارة وعوائلهم غادروا دمشق بالفعل، وعادوا إلى المملكة». إلى ذلك، انتقدت روسيا أمس، الرئيس السوري بشار الاسد؛ بسبب «التأخير الكبير» في تطبيق الاصلاحات لإنهاء الأزمة في بلاده. وفيما أكدت منظمة العفو الدولية أن التعذيب بمراكز الاحتجاز في سوريا يمارس على نطاق واسع ووصل الى «مستويات غير مسبوقة». نسبت السلطات السورية أمس إلى «مجموعات ارهابية مسلحة» القيام ب»مجزرة كرم الزيتون» في حمص والتي اودت بحياة حوالى خمسين امرأة وطفلا، زاعمة إلقائها القبض على مرتكبيها، بيد أن المعارضة رفضت هذه المزاعم، مؤكدة أن المجزرة من «صنع النظام». وتواصل مسلسل العنف في مناطق عدة من البلاد أمس موقعا 37 قتيلا على الاقل. واعلنت الاممالمتحدة ان انان تلقى ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس السوري الاحد الماضي، الا انه لا يزال ينتظر المزيد من الاجابات على اسئلته. وجاء في بيان صادر عن الاممالمتحدة ان «الموفد الخاص الى سوريا كوفي انان تلقى الان ردا من السلطات السورية» مضيفا ان «انان لديه اسئلة وينتظر اجابات (...) ونظرا الى الوضع الخطير والماساوي على الارض، على الكل ان يدرك ان الوقت يضغط». من جهته، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ارسال الرد السوري، موضحا ان سوريا ردت على مقترحات انان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وسيعرض انان غدا الجمعة امام مجلس الامن الدولي اولى نتائج مهمته في سوريا، وذلك عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، بحسب ما ذكر دبلوماسيون. من جهة أخرى، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر الأربعاء أن التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل إلى «مستويات غير مسبوقة» في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ سنة. واعتبرت المنظمة أن «الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلاً إضافياً على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سوريا». وأكدت أن «من وقعوا ضحية لموجة الاعتقالات العارمة التي أعقبت اندلاع الانتفاضة السورية وجدوا أنفسهم رهائن كابوس رهيب في عالم تسوده ممارسات التعذيب المنهجية». وقالت المنظمة «لقد وصل حجم التعذيب وغيره من ضروب الإساءة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنوات، ليعيد ذكريات حقبة مظلمة سادت البلاد خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد. ونقل التقرير الذي يحمل عنوان «لقد أردت الموت: ضحايا التعذيب في سوريا يتحدثون عن محنتهم» والصادر بمناسبة مرور سنة على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، وقد أفاد شهود و ضحايا التقى بهم باحثو المنظمة في الأردن في فبراير الماضي. ويوثق التقرير «31 أسلوبًا من أساليب التعذيب وغيره من ضروب الإساءة المتبعة في سوريا، والتي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة والمعروفة باسم «الشبيحة»، بحسب المنظمة. وروى العديد من الضحايا بحسب التقرير أن الضرب المبرح يبدأ لحظة الاعتقال، ثم «يتكرر الأمر بوحشية، وخاصة باستخدام العصي وأعقاب البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة، لدى وصول المعتقلين إلى مراكز الاعتقال». وأضاف التقرير: «إنه غالبًا ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليتركوا قرابة 24 ساعة في العراء». وتحدث التقرير عن أسلوب ما يعرف «بالدولاب» حيث «يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه أو رفعه مع استمرار ضربه وبخاصة باستخدام الكابلات أو العصي». ولاحظ التقرير «تزايد عدد الروايات والتقارير التي تتحدث عن استخدام أسلوب «الشبح»، حيث يتم تعليق الضحية بخطاف، أو مقبض باب، ورفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض، أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض. ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح».