يحتضن حيّ المعابدة أحد أقدم الأحياء في مكةالمكرمة قصر «السقاف التاريخي» والذي وافق خادم الحرمين الشريفين على تسليمه إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار للمحافظة عليه والبدء في ترميمه والعناية بتطويره. ولا يزال القصر والذي يقع بجوار مبنى وزارة المالية ومقابل مبنى شرطة العاصمة المقدسة محافظا على طرازه المعماري القديم والذي يشكل معلما تاريخيا شهد أحداثا هامة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود . وشهد القصر عدة ترميمات كان أبرزها في عام 1419ه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية. ويقول الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف على إدارة المتاحف بجامعة أم القرى وأستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية ل «المدينة» : إن مبنى قصر السقاف يتكون من مجموعة من القصور والوحدات السكنية ومباني الخدمات الخاصة بالقصر والعديد من القاعات ويعتبر القسم الجنوبي الأقدم تاريخيا إذ بنيت فيه معظم القصور الملكية بما في ذلك قاعات استقبال كبار ضيوف مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - من سفراء وقناصل الدول العربية والإسلامية ورؤساء بعثات الحج وكبار الحجاج والمواطنين مشيرا الى أن المباني الواقعة في الجزء الأوسط من القصر بنيت في عام 1346ه ومقدمتها مطلة على شارع القصر الملكي حيث تتميز بتصميمات هندسية ذات طابع إسلامي في المعمار. وأضاف ان القصر يعد المقر الرئيسي في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود حين ضم الحجاز واستمر مقرا رسميا في البلاد حتى عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز مشيرا الى أن حي المعابدة يعد آنذاك أحد الأحياء البعيدة عن المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف وكان ذلك من سياسة الملك عبدالعزيز في بناء قصور الحكم بحيث لا تشكل عبئا وازدحاما على الحياة اليومية للمواطنين كما هو الحال في القصور الملكية في حي الزاهر والتي بنيت خارج النطاق العمراني في مكةالمكرمة.