لا هدف للقرار الملكي من رفع قيمة قرض الصندوق العقاري من 300 ألف ريال إلى 500 ألف ريال إلاّ تقريب المواطن من بناء بيته بعد أن حال بينهما موجٌ كالجبال من الغلاء الفاحش، لكن للأسف، لا الصندوق، ولا هوامير العقار، ولا تُجّار مواد البناء، ولا المقاولون، ارتقوا إلى هذا الهدف الملكي النبيل!. أبدأ بالصندوق، فهو فصّل في القرض الجديد، رغم أنّ القرار لم يُفصِّل فيه البتّة، والشيطان يكمن في التفاصيل، وكانت التفاصيل في اشتراط منْح القرض كلّه للمواطن إذا، وفقط إذا، تجاوزت مساحة وحدته السكنية 200 متر مربّع، وإلاّ مُنِحَ القرض بقيمة أقلّ، هي حاصل ضرْب المساحة الفعلية في 2، وهذا تفصيل ملائكي لو كانت أسعار العقار الفعلية في حدود 500 ألف ريال، لكنها تجاوزت ذلك بالضِعْف أو أكثر، ولوحدات بمساحة أقلّ من 200 متر مربّع، خصوصًا في المدن، فما ذنب المواطن؟! هل جاء يفرح بقرار مليكه المحبوب فما لقى مطرح؟! وهل وقع بين مطرقة الصندوق وسندان غلاء أسعار العقار فطحنتاه طحنًا كما يُطحن الشعير هذه الأيام؟! ولماذا تُفصّل الجهات دائمًا ضدّه؟! جهة واحدة، لله يا مُحسنين، يتمنّاها أن تُفصِّل لصالحه، لكن ما كلّ ما يتمنّاه يُدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي سفينته، ويا خوفي في البحر تغرق! أمّا هوامير العقار وتُجّار مواد البناء والمقاولون، فهم، إلاّ من رحم ربّي، أبعد ما يكونون عن الوطنية، ولا همّ لهم سوى الربح الفاحش على حساب المواطن الغلبان، ووالذي نفسي بيده إنّ بعضهم ليربح 300% أو 400% أو 500% أو أكثر، ولو عثروا على فرصة للمزيد لما فرّطوا فيها، واللهم لا حسد، لكن هكذا.. حتى قرض النصف مليون لا يكفي المواطن، فهل بلّغت؟ اللهم فاشهد!!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain