كشفت مصادر فلسطينية ل «المدينة» أن تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، سببه رفض إسرائيل إجراء انتخابات بالقدسالشرقية، إضافة إلى تعطيلها الانتخابات بالضفة الغربية من خلال استهداف مرشحي حركة حماس. وتمرّ ولادة الحكومة المعنية بفترة مخاض عسيرة، منذ توقيع إعلان الدوحة في السادس من فبراير الماضي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ شهدت الفترة الماضية تبادلاً للاتهامات بتعطيل الحكومة بين حركتي فتح وحماس. وقالت المصادر: إن أبو مازن لا يريد أن يرأس الحكومة بدون إنجاز المهام المكلفة بها، وعلى رأسها إجراء انتخابات الرئاسة، والانتخابات التشريعية، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وطالما لا يوجد بوادر لإجراء الانتخابات سيظل تشكيل الحكومة معطلاً. وأضافت: إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت السلطة الفلسطينية أنها لن تسمح بإجراء انتخابات في القدس للفلسطينيين، كما أنها لن تسمح بإجراء انتخابات في الضفة، قد تقود نتائجها لإلحاق الضرر بأمن إسرائيل على حدّ قولها، في إشارة لمشاركة حركة حماس في تلك الانتخابات. وأشارت المصادر إلى أن أبو مازن ومشعل اتفقا على طلب ضمانات من المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية الدولية تلزم إسرائيل بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس، وعدم عرقلتها بالضفة الغربية، قبل تشكيل حكومة التوافق الوطني حتى لو استغرق ذلك وقتًا طويلاً. من جهة أخرى، اقترب أبو مازن من الانتهاء من إعداد رسالتين للحكومة الإسرائيلية، والمجتمع الدولي يطرح فيهما الرؤية الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام، وحلّ الصراع، وأول بنود هذه الرؤية هو وقف الاستيطان خاصة في القدس. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف ل»المدينة»: إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعًا اليوم الأربعاء بمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله برئاسة أبو مازن لمناقشة تلك الرسائل في صورتها النهائية، التي قد تسلم بحلول الأسبوع المقبل. وكشف أبو يوسف عن أن الرسالتين ستتضمنان مطالبة المجتمع الدولي بدور في الضغط على حكومة إسرائيل لتوقف الاستيطان، والاعتراف بحدود الرابع من يونيو عام 1967، والمرجعية الدولية لعملية السلام، وصعوبة العمل على تطبيق خيار الدولتين في ظل التعنت الإسرائيلي، وعدم التزامه بقرارات الشرعية الدولية، مع التأكيد أن المفاوضات لم تخرج بأية نتائج. وأشار إلى أن الرسالتين ستطرحان الموقف الفلسطيني الثابت من استناد أي مفاوضات مقبلة، وقال إن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تم تجربتها أكثر من مرة، ولم تسفر عن مسار جدّي، فيما لم تحقق لقاءات عمان التي جرت منذ مطلع يناير الماضي أي نتائج ملموسة؛ ممّا أدّى إلى انغلاق الأفق السياسي؛ بسبب التعنت الإسرائيلي.