أسدل الستار أمس على فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27)، بعد 14 يوما من الفعاليات والنشاطات التراثية والفنية والشعبية المختلفة التي عكست القيم العربية الأصيلة للمجتمع السعودي، عبر أجنحة 13 منطقة إدارية بالمملكة، وعشرات الأركان من القطاعات العامة والخاصة، وسط تفاعل منقطع النظير من الجماهير الغفيرة التي أتت إليها زائرة من كل حدب وصوب، نساء ورجالا، شيبا وشبانا، أطفالا ورضّعا، حتى اكتظت بهم ميادين الجنادرية وجنباتها صباحا ومساءً. وعبّر الأمير متعب بن عبدالله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان عن سعادته بهذا التفاعل الجماهيري الكبير من قبل مرتادي «جنادرية 27»، مشيرًا إلى أن إحصائية المهرجان تشير إلى أن عدد الزوار بلغ حتى نهاية هذا اليوم (أمس) أكثر من تسعة ملايين وخمسمائة ألف زائر، استمتعوا خلالها بما احتواه هذا الكرنفال الثقافي من نشاطات شعبية وفنية مختلفة تعكس عمق التاريخ السعودي التليد. وأشار سموه إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمهرجان الجنادرية على مدى 27 عاما مضت، والأهمية الكبيرة التي يوليها للتاريخ التليد والثقافة العريقة للمملكة متمسكين بعقيدتنا الإسلامية وثوابتها، يزيد من حرص الجميع في الحرس الوطني على الاهتمام كل عام في دعم هذا المهرجان بكل جديد يخدم فكرة القيادة الكريمة في إبراز التراث العريق في البلاد. ولفت سموه النظر إلى أن 14 يوما من عمر مهرجان «الجنادرية 27»، كانت كفيلة ولله الحمد بأن تختزل الزمان والمكان على المتابع والمهتم بشؤون المملكة في الداخل والخارج لأن يرى عن كثب هذه البلاد ويروي شغف اطلاعه عنها، إلى جانب قراءة تاريخها الذي يؤكد التحام الشعب مع قيادته منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. وقال: الجنادرية لم تقف في مجهوداتها على نشر الثقافة الشعبية للشعب السعودي فقط، بل منحت الزائر مُتسعًا كبيرًا من الوقت لرؤية كيف حظيت المملكة بالمكانة الرمزية والمعنوية لمسلمي العالم، علاوة على مكانتها الإسلامية والسياسية والاقتصادية المرموقة، التي جعلتها محل تقدير واهتمام دول العالم. وكشف سموه، عن أن المهرجان المقبل للجنادرية سوف يشهد بإذن الله فعاليات جديدة تزيد من رونق هذا المهرجان الكبير الذي يتابعه الملايين في الداخل والخارج.