أبدت عدد من المشاركات في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري الذي اختتم في حائل يوم أمس الخميس سعادتهن بهذه المشاركة، مشيرات إلى أن هذا اللقاء أتاح لهن الفرصة لطرح آرائهن بصورة شفافة وواضحة، مشيدات كذلك بنهج الطرح في هذا الملتقى الذي اتسم بالتنوع والتباين، مؤكدات أن اختلاف الآراء المطروحة في الملتقى عامل إثراء وليس بذرة خلاف، وأن هذه التباين سيكون له أثره الإيجابي في تنوع الآراء والأفكار بما يحقق الحراك الثقافي والاجتماعي المنشود.. طرح جريء وواقعي عميدة كلية البنات بجامعة اليمامة بالرياض الدكتورة سلوى سليمان نقلي: قالت الحوار لابد وأن يأتي بنفع على مستوى ما، حتى وإن تطلب ذلك إجراء حوارات أخرى وكثيرة وفي نواحٍ مختلفة، ففي نهاية المطاف ستكون هناك فائدة في تحديد الروايات والأهداف، والأهم من ذلك في صياغة إستراتيجية تستفيد منها مؤسسات الدولة المختلفة ويعود نفعها على أبناء هذا الوطن، والحوار غايته أن يقرّب من وجهات النظر، وأن يعطي الفرصة لسماع كل من لديه ما يساهم به لتحديد الرؤية سواء كان تجربة أو معرفة أو فكرة تساهم في فهم الأمور وتعطيها مستوى قد يساعد في إيجاد الحلول، أو التركيز على محاور قد تكون غائبة، ولذلك فإن الحوار لابد وأن يأتي بنتائج فعّالة وأكيدة. وتضيف نقلي: حوار هذا العام اتسم بالاحترام المتبادل بين جميع المشاركين، على الرغم من اختلاف وجهات النظر، وقد كان هناك طرح جريء وواضح وواقعي عن الإعلام الحالي الجديد أو البديل، ومن الواضح أن هذا الكم الكبير من المشاركين من مختلف القطاعات في الدولة والقطاع الخاص والتجارب العديدة والمتنوعة للمشاركين ومن الطرح الصريح والجريء لواقع الأمور الحالية بالنسبة للإعلام فإنه ستكون هناك رؤية جديدة له والتعاطي معه ومع الدور الجديد والخطير الذي أصبح بيد كل من لديه حساب على التويتر أو الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو اليوتيوب أن يستخدمه بأي وجهة يشاء، فقد أصبح سلاحًا سهل الاقتناء مدمرًا في تأثيره، ولذا كان من الضروري أن يطرح مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هذا الموضوع في محاولة لإيجاد المقترحات والحلول في الإعلام. تميز المرأة أما الإعلامية دنيا بكر يونس فتقول: إن ما تقدمه المرأة اليوم من تميز جعلها تأخذ موقعًا في الإعلام، وتعرف كيف تتناول متطلبات المجتمع وكل ما يتصل بالمحتوى ونوعية البرامج، فالإعلامية عليها أن تلامس الكثير من أحوال المجتمع، فالعمل في الإعلام بحاجة للرصانة والمصداقية، أتوقع أن الأخوات الإعلاميات اليوم استطعنا والحمد لله إثبات الذات. الحوار مطلب الحياة عضوة هيئة التدريس بجامعة حائل الدكتورة منيرة المرعب شاركت بقولها: أتصور أن هذا الاجتماع المبارك سوف يحقق الكثير من الفائدة، لأن مبدأ هذا المؤتمر يرتكز على الحوار، فالحوار مطلب مهم في الحياة، وهو قيمة إسلامية دلت عليها شريعتنا الإسلامية؛ بل إن دعوة أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام قائمة على الحوار، ففي القرآن الكريم حوارات عدة وبأساليب مختلفة، كما أن في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم شواهد متنوعة تؤكد أهمية الحوار، وتمثل لنا قدوة حسنة في تعاملنا وحوارنا، ففي وقتنا الحاضر الذي يواجه فيه مجتمعنا تحديات متنوعة تتطلب فتح قنوات التواصل وتسيرها بعضها مع بعض، كما أن التنوع في الآراء والأفكار أو حتى الاختلاف بين أفراد المجتمع وفئاته سنة الله في خلقه؛ بل إن التنوع والاختلاف في حدود ما سنه الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام مصدر قوة المجتمع، إذ يؤكد احتواء جميع أفراد المجتمع بأطيافه وتوجهاته المختلفة، كما أنه مطلب للحراك الثقافي والاجتماعي، كما قال أحد العلماء (اختلاف الأئمة رحمة للأمة). وتختم المرعب بقولها: إن اجتماعاتنا هنا لا تعني بالضرورة أن يقتنع كل واحد منا برأي الآخر؛ ولكن يعني التواصل فيما بيننا وتبادل الآراء والأفكار والاستفادة من الخبرات واحترام رؤى الآخرين فيما يخدم مجتمعنا ويحقق المصلحة العامة. تباين مثرٍ الإعلامية مريم محمد الغامدي تحدثت عن انطباعها حول مشاركتها في هذا الحوار بقولها: سعدت كثيرًا بتواجدي في هذه المناسبة الثقافية الوطنية الفكرية للمشاركة في الحوار الوطني، وكإعلامية وكاتبة شاركت كمواطنة مهتمة بقضايا الوطن عن طريق أعمالي الإذاعية والتلفزيونية والصحفية.. والمحاور التي طرحت تناولت قضايا ومفاهيم إعلامية تهمني، وهي مثرية للجلسات التي جمعت أطروحاتها بين المتعة والفائدة من نخب المجتمع مختصون في الإعلام ومن الأكاديميين ومن أطياف مؤسسات الإعلام، والأجمل تمثل في التباين في وجهات النظر بما يفيد ويثري الطرح الثقافي والإعلامي والذي يصب في مصلحة الوطن وتطوره إعلاميًا، إن جمعنا باختلاف تخصصاتنا لنشارك بإخلاص ومحبة في دفع عجلة التقدم والتنمية والارتقاء للوطن الحبيب حافز للتفاؤل والإبداع. وتقول وكيلة جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتورة ابتسام العليان: لقد اتسم لقاء «الإعلام السعودي.. الواقع وسبل التطوير» بالشفافية والصراحة، ومناقشة المحاور بموضوعية وخاصة تناول محاور مهمة مثل (الحرية / العلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية ومسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية)، والإعلام بوسائله المتطورة أصبح أقوى أدوات الاتصال المعاصر الذي يُمكن المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه، ومن الضروري أن ندرك أن الإعلام أصبح له دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام وبناء الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.. ولهذا على الإعلام أن يكون ناقلا أمينًا لإنجازات الوطن وليس مسوّقًا أو مروجًا لها، مع مراعاة تأثيره الكبير على متخذي القرار وتوجيه الرأي العام وترقية الوعي المجتمعي.