تعتبر مكافحة الفساد بتعدد أوجهها وطرق إفسادها لسبل معيشة المواطنين همّ سعودي قديم يعود إلى ما قبل 85 عامًا، حيث يعرض جناح هيئة مكافحة الفساد في مهرجان الجنادرية 27 للتراث والثقافة لافتة ضخمة لبلاغ رسمي صادر من الديوان العالي بتاريخ 1347/12/29 لتنظيم الدولة للشكايات وطرق تقديمها مقروء بنصه: «جاءنا من الديوان العالي البلاغ الآتي: إن صاحب الجلالة الملك يعلن للناس كافة أن من كان له ظلامة على كائن من كان موظفاً أو غيره كبيراً أو صغيراً ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه وان من كان له شكاية - فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك - فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق وليثق الجميع انه لا يمكن أن يلحق المشتكي أي آذى بسبب شكايته المحقة من أي موظف كان، وينبغي أن يراعي في الشكايات ما يأتي: 1 - ينبغي تجنب الكذب في الشكاية ومن ادعى دعوى كاذبة جوزي بكذبه. 2 - لا تقبل الشكاية المغفلة من الإمضاء ومن فعل ذلك عوقب على عمله. وليعلم الناس كافة أن باب العدل مفتوح للجميع على السواء والناس كلهم كبيرهم وصغيرهم أمامه واحد يبلغ الحق مستقره والسلام». وأشار المشرف العام على الجناح الدكتور موسى بن عيسى العويس أن اللافتة أثارت اهتمام كافة زوار جناج الهيئة منذ أول يوم افتتح فيه المهرجان، وأدت إلى توقف الكثير منهم لقراءة البلاغ بصيغته كاملاً، لافتًا إلى أن المعرض يشتمل على العديد من مطبوعات الهيئة التي توضح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والنشرات التوعوية والتثقيفية إضافة إلى فيلم وثائقي يحكي الانجازات التي تحققت خلال هذه الفترة إلى جانب وسائل توعوية شاملة ، بالإضافة لنماذج من البلاغات التاريخية في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.