هذه باقة من الأبيات الشعرية اقتطفتها من (ابتهالات شاعر في حب الله ورسوله) و(تائية الخطيب في سيرة المصطفي الحبيب) وهما من مؤلفات والدي السيد عبدالحميد الخطيب المدرس بالمسجد الحرام، والسفير الأسبق للمملكة العربية السعودية في الباكستان. عليك سلامُ الله يا سيد الورى ومن قدْرُه عند الإلهِ عظيمُ ومن خصَّه المولى بإسراء جسمه إلى سدرةٍ فوق السماءِ تقيمُ إلى موضعٍ جبريلُ أمسك دونهُ وقال مُقامي ها هنا معلومُ تقدَّمْ رسولَ اللهِ وارق لمُنتهَى عوالمنا فاللهُ ثَمَّ رحيمُ تقدَّم ونَلْ فَخْرَ الوصولِ لموضعٍ يخصك بالتكليم فيه كريمُ إن رُمتَ تَعلمُ من عنيت فإنهُ هو أحمد المكتوبُ في التوراةِ ومحمدُ مَن نص في الإنجيلِ عنه بأنه سيجئ بالخيراتِ وهو الأمين وفاتح الأبواب من سُمي نبي اللهِ والرحماتِ من جاء للدنيا ليهدي الناس للمولى ويُنقذهُم من الظُلماتِ اللهُ أكْرَمهُ وأعلى ذِكْرَهُ وحباه منه العلم والحكمات وقضى علينا أن نصرح باسمه كاسم الإله بأفضل الكلماتِ وإذا ذكرناه ذكرنا عبدهُ مَنْ قد هدانا أقوم الطرقاتِ بل ليس يقبلُ ربنَا الإيمانَ من أحدٍ يقرُ بمالك الميقاتِ إن لم يقِرَّ لأحمدٍ برسالةِ عن ربه في السر والجهراتِ وكذاك أوجب أن يُحَبَّ كحبه حُبًّا يُجاوزُ أعظمَ الدرجاتِ حُبًّا يفوق محبة الآباء والأبناء بل والروح والمهجاتِ بِحياتهِ دُونَ ابن آدم أقْسَمَ المولى وذا مِنْ أعْظَمِ الميزاتِ إذ قال إنهم (لعمرك يعمهون) لأنهم في سَكْرَةِ الغفلاتِ واللهُ قد أخذ العُهود على جميع الأنبياءِ بِسابقِ الأوقاتِ أن يؤمنوا بنبيَِّه الأُميِّ ثم يُناصروه بِأكملِ النُصراتِ وهو الذي بالحقِ أُرْسِلَ رحمةً للعالمين وملجأ لنجاةِ يَومَ الزحامِ إذا تناكرت النفوسُ ولم يعُدْ في الناسِ ذو سلطاتِ وهو الذي للناسِ أُرْسِل مُنذرًا ومبشرًا بالخلدِ والجناتِ ولقومه سُبُلَ الهداية يرتجي دومًا ولا ينفكُ عن دعواتِ ويدلهم جمعًا إلى المولى ويهديهم إليه بأبسطِ النظراتِ ولأحْسَن الأديانِ يُرشِدُهم ويدعوهم إلى الإيمانِ بالمُهجاتِ والله أرسله يُتمَّ مَكارمَ الأخلاقِ يدعو الناس للخيراتِ فغدا يعلمُ قَومَهُ طُرُقَ الهدى ويقودهم للمجدِ والعِزاتِ واللهُ قد أعطاهُ وعدًا صادقاً في مُحْكم التنزيلِ بالآياتِ َأنْ سوفَ يُعطيهِ تعالى منه ما يرضى به من أكملِ الرغباتِ ولقد نفى الإيمان عمَّنْ حَكَّموهُ فما ارتضوا في السر بالحكماتِ ولسوف يمنحه كوعدٍ سابقٍ منه الشفاعة دُونما ريباتِ وبسجدةٍ لله يُلهِمُ حِمْدَهُ وثناءه فيها العلي الذاتِ سَيُقالُ (سَلْ تُعْطَ) الذي ترجو وقم (واشْفَعْ تُشّفَعْ) هذهِ الساعاتِ فيقولُ (رَبِّي أُمتي) فيقولُ أدخل منهم في عالي الجناتِ وهو الذي في الحشر يرجو منتهى ما يبلغ المخلوق من رفعاتِ أعني الوسيلة وهي أعلى منزل لا ينبغي لسواهُ في الجناتِ أ. د. ياسر الخطيب - جامعة الملك عبدالعزيز