بينت دراسة نشرها مركز «أسبار» أن معدلات الجرائم الأخلاقية في المجتمع السعودي بدأت في الازدياد وقد أظهرت الدراسة أن الغالبية العظمى من المبحوثات ينتمين إلى الفئة العمرية من «20 إلى أقل من 25» حيث بلغت نسبتهن 30%، وذوات تعليم منخفض «متوسطة أقل» بنسبة 40%، ومتزوجات بنسبة 80% وربات بيوت بنسبة 50%، «الرسالة « ناقشت قضية زيادة معدلات الجرائم الأخلاقية في المجتمع السعودي أسبابها وماهي سبل العلاج للحد من هذه الظاهرة ، وغيرها من المحاور في ثنايا هذا التحقيق.. زيادة معدلات الزنا فمن جانبه بينّ المحامي والمستشار القانوني فهد بن محمد أبو حسن أسباب زيادة معدلات الزنا فقال: «من اهم الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الجرائم والحدود التي حرمها الله الا بالحق، وهي قلة الوازع الديني لدى العامة من الناس، إضافة إلى انتشار الكثير من الثقافات الغربية والتي أباحت الكثير من الأمور المؤدية إلى هذا الأمر، إضافة إلى إنه من واقع عملنا بالمحاماة لفترات طويلة اتضح لنا بأن الخلافات الزوجية، وبغض النظر عن الأسباب تدعو المرأة سواء أو الرجل بالبحث عن البديل الذي يغطي الكثير من الجوانب الفارغة لدى الطرف الآخر في العلاقة، وإما أن يكون الجانب المادي أو الجانب العاطفي أو أي جانب آخر، وأيضا الإهمال وعدم الاهتمام بالزوجة والعكس من جانب الزوجة أيضا تجاه زوجها لدائما تجعل من الآخر الحصول على الكمال المنشود في هذه الحياة ولكنه غير موجود، لحكمة من رب العالمين، وأيضا من الأسباب التي وجدناها الحاجة، فقد تضطر بعض النساء إلى الزنا لقضاء حوائجهن في هذه الحياة الصعبة وقد حصل أن سمعت ذلك من خلال احد الأصدقاء الثقات بما حصل معه، ولولا انه رجل دين لما صدقته، ولكن في نهاية الأمر كان المطلب من ذلك الفعل هو الحاجة، والأسباب مازالت ولا تزال في ازدياد مع كل ما يحصل من متغيرات الحياة الطبيعية، ولكن الحل الأمثل لهذه الأمور هو الرجوع الى الله بالتوبة وطلب المغفرة، والتقيد بما في كتاب الله وسنة نبيه، وليس أفضل من كتاب الله وآياته يحفظ الإنسان من مفاسد هذه الحياة « خلوة غير شرعية واسترسل أبو حسن مبيناّ التعامل القانوني مع قضايا الزنا فقال:» تكاد تكون أصلا قضايا الزنا شبه معدومة وذلك لأن الزنا لا يثبت إلا بالاعتراف أو بأربعة شهود رأوا الفعل مباشرا امامهم ومن حكمه رب العباد أن جعل لإثبات الزنا من أشد البينات شرعاً أربعة شهود ففي القتل يكفي شاهدين ولكن في الزنا لا يكفي اثنين ولكن لابد من وجود اربعة شهود ، ولذلك تكاد تكون معدودة مثل هذه القضاياً ، ودائما ما تكون القضايا تلك هي قضايا خلوة غير شرعية ، وفي بعض الأحيان من باب الستر تترك المرأة ويعاقب الرجل على الخلوة ، أو الاصطحاب أو خلافة من هذه القضايا والتي كثرت في الآونة الأخيرة ، هذا وعلى الرغم من الدور العظيم التي تؤديه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون التطرق لأي تجاوزات فردية، فإن دورها لحفظ الدين يثنى عليه، ولابد من دعمه والشد على أيديهم لمحاربة مثل هذه الجرائم التي يعاقب عليها الشرع قبل النظام « صديقات السوء وبدوره يرى المستشار النفسي د. عبد الله الشمراني أهم اسباب زيادة معدلات الزنا عند النساء في عدة نقاط فقال:» ضعف الوازع الديني، وضعف تقدير الذات لأن من تزني تكون لا تشعر بقيمة ذاتها، وضعف رقابة الأسرة ومؤسسات المجتمع، والحرمان العاطفي من قبل الأب والأم أو ضعفه في فترة الطفولة والشباب، والحرمان العاطفي من قبل الزوج بعد الزواج واهمال تحقيق الرغبات الغريزية من قبله، وصديقات السوء الذين يسهلون هذا الأمر عليها حتى تشعر أنه أمر عادي، والحاجة للمال أحيانا يدفع المرأة لتكون من بائعات الهوى، وانخفاض قيمة الشرف في النفس» وأوضح طرق العلاج في قوله :» تقوية الارتباط بالله من خلال التربية الأسرية والمجتمعية، تنمية الشعور بعظم هذه الجريمة واستقباحها في السلوك الاجتماعي والفردي، والبعد عن رفاق السوء، والعناية بالاحتياجات العاطفية من قبل الأسرة، وتحمل الزوج لمسؤوليته والوفاء بما يجب عليه، وتعزيز مفهوم الثقة بالنفس وتقدير الذات، والبعد عن منتجات الاعلام بكافة الصور التي تثير الغريزة بشكل غير مباح وتهون على المشاهد ممارسة الزنا « الانفتاح الثقافي ومن جهة أخرى عزا عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف د. نجم الحصيني أسباب زيادة معدلات الزنا في عدة أسباب فقال:» ضعف رقابة الوالدين وأولياء الأمور، الانفتاح الثقافي على الحضارات الأخرى، تعدد وسائل التواصل الاجتماعي التي أسيء استخدامها، غلاء المهور، وتفشي العنوسة « أما طرق العلاج فقد حصرها الحصيني في قوله :» غرس الوازع الديني في نفوس الشباب والفتيات، والعمل على تيسير الزواج، وتوفير بيئة لتفريغ نشاط الشباب والفتيات» الفراغ العاطفي ومن جهة أخرى بينت الناشطة الاجتماعية د. نوف المطيري أبرز أسباب زيادة معدلات الجرائم الأخلاقية فقالت :» الجرائم الاخلاقية كالزنا والسفاح «زنا المحارم» في ارتفاع رغم حدوثها في مجتمع اسلامي ومحافظ كالمجتمع السعودي ومن أهم الأسباب :التفكك الأسري ،ضعف الوازع الديني، تأثير القنوات الهابطة وجماعة الأصدقاء، وتدني الحالة الاقتصادية للأسرة، غياب التوجيه الأسري، وتأخر سن الزواج، والبطالة، والمجتمع السعودي كغيرة من المجتمعات العربية شهد جملة من التغيرات سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع من حيث تأخر سن الزواج وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع معدلات الطلاق وكذلك انتشار الفضائيات التي تبث معظمها لقطات مخلة وتثير الغرائز الجنسية ,وفي دراسة حديثة عن السجينات في السعودية وجد أن 86% من النساء المسجونات بقضايا أخلاقية في المملكة، بسبب «الفراغ العاطفي»، وليس البحث عن المال وتحدثت الدراسة عن وقوع حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق في البلاد. وهو امر خطير على المجتمع، وهذه الأيام نشهد زيادة في حالات هروب الفتيات وبعضهن تنخدع بالكلام المعسول وتهرب مع الحبيب لمدينة أخرى وتعيش معه لشهور وينتهي بها الحال للاغتصاب والعمل في الدعارة. وما يوجد في سجلات الشرطة وما يصل للقضاء والسجون نسبة بسيطة والكثير من تلك الجرائم تبقى حبيسة الصدور والجدران خوفا من الفضيحة والانتقام « حلول وأضافت المطيري :»الحلول تأتي حينما نتعامل مع الأسباب التي دفعت بالرجل أو المرأة لارتكاب الجرائم الأخلاقية سواء الزنا أو السفاح «زنا الأقارب « أو حتى الدعارة حتى لا تزداد الأوضاع سوءا ونقع في مشاكل اجتماعية وامنية تساهم في هدر الطاقات البشرية والمادية، يجب تشجيع الزواج المبكر للشاب والفتاة وتحصين الشباب وخاصة في ظل انتشار المغريات والفتن وتوجيه الشباب للانخراط في دورات تهتم بتعليم أسس ومفاهيم الحياة الزوجية للحد من الطلاق، دور الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني مهم حتى يتم سد تلك الثغرات من خلال نشر التوعية بخطورة تلك الجرائم وخاصة جرائم الاعتداء الجنسي على المحارم مثل وسائل الإعلام وأجهزة التربية والمدارس والجامعات والمساجد وتشجيع الأسر على التعامل مع تلك الجرائم والتبليغ عن مرتكبيها، وعلينا التنبيه والتحذير دائما من الدور السلبي لبعض وسائل الإعلام المتمثلة في القنوات الهابطة والتي تساهم في هدم القيم والاخلاق بما تبث من برامج وأفلام تنشر الرذيلة والسلوكيات المنافية للعقيدة الإسلامية والأخلاق، وسائل الإعلام تتحمل الجزء الأكبر في نشر التوعية المتعلقة بالجرائم والانحراف من خلال عمل برامج توعية وعرض القضايا ومناقشتها مع المختصين والخبراء»