بدت الوحدات السكنية المخصصة للنازحين في جازان، كهدية من خادم الحرمين الشريفين، شبه جاهزة لإطلاق المرحلة الأولى من المشروع من خلال العمل حاليًا على تسليم 2000 وحدة سكنية من أصل 6000 وحدة سكنية خلال الشهر المقبل. وكشفت جولة «المدينة» في مواقع المشروعات في كل من الحصمة ورمادا في محافظة أحد المسارحة، والسهي والخارش في محافظة صامطة، وروان في محافظة العارضة، عن أنها ليست مجرد وحدات سكنية فحسب بل هي مشروعات عملاقة تجاوزت حدود الطموح لدى أبناء المنطقة فشكلت مدنًا حضارية شكلتها جودة الإنشاء وجدية العمل وحسن التخطيط . لقد شكل أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الوحدات السكنية للنازحين إبان زيارته للمنطقة في الثاني من ديسمبر من العام 2009 م منعطفًا تاريخيًا ليس لدى النازحين من أبناء القرى الحدودية فقط بل لدى كافة أبناء المنطقة، فتلك المشروعات بدت الآن واقعًا رسمته أيادي الملك البيضاء وتحولت حضارة ماثلة للعيان يترقبها أبناء جازان الشهر المقبل . ولم تكن «القعادة» الجازانية إلا رمزًا لأصالة جازان ومكانتها لدى الملك القائد الوالد، فذلك الكرسي الخشبي الذي ينتصب متباهيًا الآن في تلك الوحدات السكنية ينبئ بجلاء أن الأصالة والحضارة يمضيان جنبًا إلى جنب في تلك الوحدات . ويشكل مشروع (إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي) بالمنطقة نقلة نوعية حقيقية فالمدارس والمساجد والجوامع وكافة الخدمات والمرافق تم تهيئتها وفقا لمعايير عالية من الجودة والإتقان وروعة التصميم وحداثته فهي ستشكل حتمًا بيئة مثالية لأبناء الأسر المستفيدة من المشروع بل وستشكل نقلة نوعية متميزة لأبناء المنطقة، فوجود مثل هذه المدن الحضارية من شأنه أن يكون له مردودًا إيجابيًا على الحياة في جازان بكافة أشكالها اقتصاديًا واجتماعيًا. وفي مشروع الإسكان بالحصمة وقف العم «يحي شار بكري» متكأً على عكازه يراقب مشروعات الإسكان العملاقة المحاذية لبيته العتيق، داعيًا بلهجته البسيطة «الله يعز الدولة» وأشار إلى وحدة سكنية حديثة تم تجهيزها له خصيصًا كونه مجاورًا لمشروع الإسكان، هناك سيكون بمقدور صبية العم يحيى قريبًا أن يتركوا بيتهم العتيق ليعيشوا في تلك الوحدة السكنية الحديثة. إنها قصة الانتقال الحديث الذي سيعيشه عما قريب أبناء كثير من الأسر المستفيدة من مشروعات الإسكان فعوضًا عن حياتهم السابقة في بيوت قديمة ستنتقل تلك الأسر عما قريب إلى هذه المدن الحضارية ليبدءوا عهدًا جديدًا من الحياة في مسيرة النماء المتواصلة في وطن ينعم بالخير في ظل قيادة وضعت نصب أعينها خدمة إنسان هذه الأرض . وفي ميدان المشروعات السكنية تلفت النظر حركة دءوبة من قبل العاملين فهناك الآلاف من الأيدي العاملة والمهندسين المختصين الذين يعملون بجد لإنجاز المشروع. ويقول المهندس حسن فقيهي إن تصميم المشروعات يتم بجودة عالية وكفاءة متميزة ليكون هذا المشروع واحدًا من المشروعات العملاقة، مشيرًا إلى التصاميم المتنوعة للوحدات السكنية والتي روعي فيها عدد كل أسرة بما يضمن الراحة لساكني الوحدات. ويضيف المهندس سيد محمد فارس في موقع الوحدات السكنية بالخارش في محافظة صامطة أن العمل يجري وفق الخطط الموضوعة حيث ستنتهي المرحلة الأولى من المشروع في فترة قريبة، وسيتم تسليمها خلال الشهر المقبل . فيما أكد كل من المهندس بشير عثمان والمهندس أشرف عصام والمهندس ممتاز حسين جودة التصميم للوحدات السكنية والذي يشكل علامة متميزة في منطقة جازان.