ظل الشباب السعودي في بحث دائم عن موطء قدم له في المحافل والمهرجانات التي تقام في وطنه، حيث يتعالى صوته باحثًا عن دور يلعبه، وتكليف يؤديه من إحاساه بالواجب الوطني.. ولم تستثن هذه المطالبات مهرجان الجنادرية، فقد تعالت أصوات الشباب مطالبة بمشاركة فاعلة في هذا المهرجان الوطني، وقد وجدت مطالبة الشباب تعضيدًا من قبل عدد من المثقفين الذين دعوا إلى ضؤوؤة الالتفات الى فئة الشباب وذلك من خلال اشراكهم في برامج مهرجان الجنادرية بدلاً من الاقصاء المتعمد لهذه الفئة، مؤكدين ضرورة تواجدهم وحضورهم بوصفهم عناصر فاعلة في البرامج المعدة بدلا من أن يكون متفرجين.. تهميش ونرجسية وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد الثبيتي أستاذ التخطيط بجامعة تبوك: للأسف الشديد لا زالت آفة التكرار تنخر في جسد الواقع.. هذا الواقع الذي يتعايش مع تفاصيله فئة هُمش دورها جراء النرجسية التي يُمارسها من تسيِّد المشهد الثقافي رُدهة من الزمن - وبعيداً عن الأحقية والأهلية لهذا المكان - إلا أنه لا زال يمارس التهميش في تعامله مع الأصوات الشابة التي تعي خلفيات احتياجاتها أكثر من الشخص الذي انفصل عن هذا المجتمع ، وبدَّله بالإنكفاء على ذاته في برجه العاجي . ويضيف الثبيتي: وتأتي الجنادرية كأحد المنابر الهامة في الحراك الثقافي في بُعده المحلي؛ إلا أن القائمين على تشكيل الفعل الثقافي له يُغردون خارج سرب استقطاب الجيل الصاعد من المُبدعين، ومنحهم تأشيرة الظهور الإعلامي؛ بهدف تجديد الخطاب الثقافي، وضخ دماء جديدة في شرايين الجسد المُتكلس من الإقصاء المُتعمد.. إضافة إلى حقهم في إثبات ذواتهم من خلال منجزهم الإبداعي المحكوم عليه بالموت قبل أن يرى النور . ويختتم الثبيتي بقوله: لقد آن الآوان لوقف هدر الطاقات البشرية المُبدعة، وتجاهل الكوادر - التي يُعوُّل عليها - قيادة المشهد الثقافي في المُستقبل القريب عن طريق توجيه الدعوات لهم، ومشاركتهم الفاعلة في مشارب النشاط الثقافي للجنادرية، وعدم الاكتفاء بحضورهم كمتفرجين يسمعون طرحاً مكروراً، بقدر ما يكون تواجدهم فاعلاً من حيث الإدارة والإلقاء . نتمنى جنادرية شابة ... بعد ربع قرن من حضورها الجميل في مشهدنا الثقافي. مكتب تنسيقي ويشارك الدكتور حسن الشمراني أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك سعود بقوله: إن الطريقة المثلى لاستقطاب الشباب، في تصوري، يفترض أن تبدأ في كل مدينة من مدن المملكة، بحيث يكون هناك جهة ممثلة لمهرجان الجنادرية أو مكتب تنسيقي من مهامه فتح الباب لمشاركة المواهب الشابة وتشجيعها، وذلك عبر لقاءات إعدادية يسفر عنها في النهاية اختيار مجموعة من الشعراء أو المواهب الأخرى. وإن كنت أرى أن التركيز يفترض أن يكون على المهتمين بالتراث كتابا وشعراء وفنانين، وذلك حتى تتناسب إبداعاتهم مع أهداف الجنادرية. بهذه الطريقة سنجد كل عام مجموعة ممتازة من الشباب تتاح لهم الفرصة في مهرجان الجنادرية للتنافس في مجالات الإبداع المختلفة، ميزة هذه المجموعة أنها ممثلة لجميع مناطق المملكة، وهذا بدوره سينعكس على توجهات الشباب المستقبلية، حيث سينافسون ويبذلون ما في وسعهم للمشاركة مادام أن الجائزة هي التتويج بالجنادرية. ثمرات قليلة ويرى الشاعر أحمد الشدوي أن الموضوع بحاجة للطرح الآن اكثر من أي وقت مضى، في ظني أنه يجب أن يكون واضحًا لدى المنظمين أن المهرجان الوطني في الجنادرية إن لم يكن مستهدفا الشباب في الدرجة الأولى فستكون ثمراته قليلة وليست ذات جدوى، يجب أن توجه الدعوات لهم، وتصاغ البرامج والفعاليات لهم، يجب أن يشتركون في إقتراح البرامج والفعاليات، يجب أن يدعى المهتمون بمثل هذا النوع من برامج الشباب، وان يطلب من المشاركين الأدباء وغيرهم ان يكون ذلك في صميم مشاركاتهم، لا بد أن يكون الشباب من ضمن اللجنة المنظمة. ثروة الوطن ومن جانب يقول الدكتور محمد ناجي آل سعد رئيس الجمعية السعودية للإدارة في منطقة نجران: في ظل تواجد العديد من فئات الشباب والذين يتوافدون من جميع مناطق المملكة أقول: إن الأمر بكل بساطة يعود على التخطيط للمهرجان وهل من ضمن أهدافه استثماره لاستقطاب الشباب وتوجيه فعالياته نحوهم، إذا كان الأمر كذلك فيبقى الموضوع متعلقا بكيفية التنفيذ من حيث دعوة الشباب وإعطائهم مساحة في التفاعل مع البرامج الثقافية المنوعة، وإن لم يكن كذلك فينبغي على القائمين على المهرجان أن يضعوا في الحسبان وضمن خططهم المستقبلية استقطاب أولئك الشباب والتركيز عليهم، فهم أمل الأمة وهم الذين من أجلهم ينبغي أن تكون أغلب فعاليات الجنادرية التراثية والثقافية ليرتبطوا بماضيهم وتشحذ هممهم للرقي بمستقبلهم بعد أخذهم للدروس المستفادة من الماضي، وفي اعتقادي أن التنويع مطلوب فالتكرار لذات النسخة يقلل من الإقبال على المهرجان ويجعله مملا للشباب بالذات لأنهم لا يرغبون في تكرار ذات الشيء وقد لا يقبلون عليه، صحيح أن المهرجان في الأصل يخدم القضايا الثقافية في البلد ويهدف فيما يهدف إليه إلى نقل صورة للعالم الآخر عن تراث المملكة وهذا أمر جيد لكن لا ينبغي أن نغفل شبابنا من توجيه عدد من البرامج والفعاليات إليهم لأنهم ثروة الوطن وهم من سيحمل الأمانة وينطلق بالبلد إلى آفاق أرحب. مشاركة مشروطة ويقول حسن الشيخ العضو السابق بأدبي الشرقية: لا شك أن مهرجان الجنادرية من المهرجانات العربية الكبرى في عالمنا العربي . والتوجه الى فئة الشباب والفتيات ضرورة اجتماعية وثقافية معا. فمن حيث المبدأ، نحن مع مشاركة الشباب والفتيات في مناشط الجنادرية، وهم يشاركون في تحريك مفاصل الجنادرية، في مجالات الإدارة والتنظيم والحركة بل يتعدى ذلك إلى مشاركتهم في العديد من الفنون الشبابية مثل الفن التشكيلي. نعم هناك ربما بعض القصور في استقطاب فئة الشباب والفتيات في مجال الندوات الثقافية والشعرية، وهنا أدعو الى عدم اشراك الشباب في هذه البرامج الثقافية العليا باعتبارهم شبابا فقط، بل اشراكهم بالنظر الى قدراتهم وامكانياتهم. فمن تؤهله امكانياته للقيام بعمل ثقافي كبير على مستوى الجنادرية يجب اشراكه في هذا البرنامج. اما اشراك الشباب والفتيات فقط لكونهم شبابا، رغم ان فعاليات الجنادرية وحضور الجنادرية على مستوى العالم العربي ويحضرها كبار الكتاب والمبدعين والشعراء، فيستحق هذا الحضور برنامجا مميزا. كما عودتنا الجنادرية. ويمكن ان نشرك الشباب ضمن جدول ثقافي مدروس مع فئات الشباب القادمة من الدول العربية او من مناطق المملكة ، لا ان يزج بفئة الشباب ضمن البرنامج العام للجنادرية ، لان الجنادرية كما اشرنا اصبحت مقياسا ، للادب والادباء في عالمنا العربي. القاص خالد المرضي يقول لا أعتقد أن على الشباب أن ينتظروا دعوات رسمية تحتفي بهم , فبعيدا عن المنابر الرسمية والندوات وكل الصبغات التي تهتم في غالبها بالشكل وبفلاشات العدسات , يمكن للشباب وبفعل للأدب والادباءان يستغلوا هامش الملتقى على غرار ذلك المقهى الذي أقامه الراحل العظيم الطيب صالح والقاص الكبير سعيد الكفراوي في جنادرية 1414 ه , ففي جانب من حديقة الفندق كان المقهى في شكله البسيط يحفل بحرارة الحوار وتجاذب الشعر والسرد والنقد , كان هناك نسيج من الكبار والشباب حيث تكاثف الحضور واندلقت الاسئلة حينها ,حلقت القصائد على أجنحة الابداع , حضرت القصة والرواية , سقطت حواجز الرسمي وه وبدا التفاعل بين الحضور ,كان ذلك المقهى علامة فارقة ,اشبه بخلية نحل يغترف من عسلها كل من حضر , في رأيي هذا ما يجب ان يحرص عليه الشباب , لكن هل سنجد امثال العملاقين في تحقيق معنى الادب , في قيمة التواضع ومنح الاخرين معنى ان يكون هناك تفعيل لكلمة الادب في شقيها الفني والخلقي , اتمنى ذلك نحن هنا النحات سلطان العسيري قال: اقترح ان يكون هناك شعار (نحن هنا) يتم فيها اختيار شباب من المتفوقين دراسيا ومن وذي الخلق الحسن لعمل جماعة اسوة بشباب جدة ايام سيول جدة وكذلك الشباب الذين قاموا من انفسهم بالعمل علي تنظيف المساجد وكانوا من اهل جدة ايضا، فهناك شباب ايجابي يحتاج من يصل اليهم ويستغل الطاقه المخزونة لديهم، فلماذا لا يكون هناك تقرير عن مسيرة الشاب منذو بدايته الدراسية عن ميوله وما هي المواد التي يتقنها وهوايته حتي يسهل علي من حوله استخراج كنوزة المدفونة، وكل شاب ايجابي يتم تكريمة وتقديم الدعم له حتي يحذو حذوه المقصر.