• حملة التغيير وإعادة البناء التي يشهدها نادي الاتحاد حاليًا والذي يقودها رئيسه اللواء محمد بن داخل لن استغرب إذا صادفت اتحاديين كانوا ينادون بالتجديد، يتخذون الآن موقفًا معاكسًا لأننا أولاً وببساطة مجتمع عاطفي يخشى التغيير ويصر على استمرار القديم حتى وهو يدرك أن التغيير مطلب وضرورة ملحة، وثانيًا لأننا أدمنا سياسة الاصطفاف وفي لحظة ننقسم ودون تفكير إلى معسكرين مؤيد وآخر مخالف.. وفي أوضاع كهذه يصبح من الواجب أن نثمن ونقدر لابن داخل شجاعته وجراءته وتحمله تبعات مرحلة التجديد وإعادة البناء بعد أن تجاهلها الكثير من قبله. • يعتبر الأمير طلال بن منصور المنقذ الأول في تاريخ الاتحاد بعد أن أدت عوامل ومؤثرات خارجية وأيادٍ خفية إلى انهيار النادي إلى أن حضر أبو منصور، فأعاد الروح للعميد بعد أن ظن الجميع أنه انتقل إلى مثواه الأخير. • لن أبالغ إذا اعتبرت اللواء بن داخل المنقذ الثاني مع اختلاف أنه أنقذ النادي في هذه المرة من بعض أنصاره الغارقين في وهم أن فريقهم الحالي لا زال يملك القدرة على مواصلة انجازاته التي حققها على مدارالسنوات العشرالأخيرة، والتي طرزها بعددٍ من البطولات المحلية والإقليمية ووصل إلى العالمية، وكوضع طبيعي فقد تراجعت المستويات المتميزة التي كانت تقدمها فرقة النمور لدرجة أنها حققت فقط بطولتين من مجموعة 22 شاركت في منافساتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفي آخر موسمين يلاحظ المتابع أن الاتحاد جاء في وصافة الدوري بعد الهلال ولكن بفارق نقطي كبير فأين هي المنافسة. • حتى لا يفسر كلامي هذا خطأ فوصفي لابن داخل بأنه المنقذ الثاني في تاريخ العميد، لا يعني أني أتجاهل جهود وعطاءات رجال مخلصين لهم أيادٍ بيضاء وسجلٍ حافلٍ من الدعم المادي والمعنوي، بدأت بالرئيس الذهبي طلعت لامي الذي أعاد الاتحاد إلى طريق البطولات عندما حقق الثلاثية ثم أحمد مسعود بطل الرباعية ومنصور البلوي عراب الاتحاد في العصر الحديث، أخيرًا يقف على رأس القائمة عاشق الاتحاد الكبير الداعم عبدالمحسن آل الشيخ الذي سجل بما صرفه على الاتحاد على مدار 15 سنة رقما قياسيا قد يكون على مستوى العالم في ظل أن النادي حكومي ولا يخضع لأنظمة تجارية تكفل للداعمين عوائد ومكاسب استثمارية، ولهذا يأمل الاتحاديون أن يتواصل دعمه. • أثق وغيري كثيرون أن نتائج ومخرجات نهج بن داخل في التغيير وإعادة البناء ستأتي ثمارها متى ما توفر للرجل العوامل التي تساعده على النجاح، وأكمل فترته الرئاسية التي تقدر بأربع سنوات، فطبيعة التغيير تتطلب الوقت والجهد والتضحية وقد تصاحبها مجموعة من الأخطاء والتعاقدات الفاشلة والقرارات الحاسمة، والتي قد تكون قاسية ومؤلمة في بعضها، ولكن كل هذا يهون عندما يعود الاتحاد قويًا ورقمًا صعبًا في الكرة السعودية بواسطة الوجوه الشابة الواعدة من أبنائه فما حك جلدك مثل ظفرك.