مباراة الهلال والفريق الإيراني كشفت بجلاء أسباب ابتعاد الأندية عن البطولات، وخروجها خالية الوفاض كل موسم من أي إنجاز، وهو ببساطة انها تبني آمالها على نجوم ليسوا من صنع النادي أو أبنائه الذين ولدوا على حبه وترعرعوا بين جنباته، تدفع لهم ليعملوا فقط، موظفون في النادي، وهل كل الموظفين مخلصون؟ لا أظن، وواقع الحياة يثبت ذلك في المجالات العملية كافة. نجوم تلقي الأندية على عواتقهم مسؤوليات جسام، وقد لا يكونون أهلاً لها، لأنهم باختصار نتاج الاحتراف الذي يلغي الميول والحب للنادي إلى الولاء للمادة فقط، ومن يدفع أكثر هو الحب الأول والأخير، لذا لا تنخدعوا بمن يقبل الشعار عندما يسجل هدفاً، أو يتجه للرئيس ويحييه، لأنه لا يعني أكثر من شكر ولي نعمته على ما أسبغه عليه من ملايين زاد به رصيده وأمن مستقبله. إن فاز فريقه فبها ونعمت، وإن خسر فلن ينقص ذلك من حسابه شيء وكل ما يفعله هو رفض الحديث للإعلام (يعني إني زعلان ومتأثر)، فيما الحقيقية تقول (والله ما جاب خبر). أبناء النادي الخلص من عشقوه من الصغر بالتأكيد ليس هذا شعورهم، ولن يكون ذلك رد فعلهم، فعندما تلوح بوادر الهزيمة تجدهم أكثر من يحاول التغيير وشحذ الهمم، تحس باحتراقهم من الداخل وينعكس ذلك على لعبهم وآدائهم داخل الملعب، فيما غيرهم يسحب قدميه كأن الأمر لا يعنيه. أعلم أن ما أقوله سيغضب جماهير النجوم، ولكن ما حدث في مباراة الهلال والفريق الإيراني يثبت أن محمد الشلهوب وحسن العتيبي فقط هما من احترق من أجل الهلال، أما البقية فلا تعليق لأن الكل شاهدهم منتهى البرود، وقمة اللامبالاة. تذكرت حينها محمد نور بعد خسارة الفريق الاتحادي في مباراة نهائي آسيا أمام بوهانج الكوري عندما كان يبكي بحرق على خسارة اللقب فيما الأمر كان عادياً عند البقية، وإن حاولوا إظهار عكس ذلك، فلم يا ترى ؟ هل كان نور يخشى ضياع مكافأة الحصول على اللقب؟ أم يبكي لأجل الاتحاد؟ أظن أن السبب أوضح من أن يكتب، وهو يثبت أن أبناء النادي في الملمات والنوائب مختلفون تماماً مع احترامي للبقية، وقديماً قالوا: «ما حك جلدك مثل ظفرك». [email protected]