القصبي يكشف نمو السجلات التجارية بالمدينة المنورة بنحو 33%    وزير النقل والخدمات اللوجستية يطّلع على القدرات التشغيلية في مطار بوخارست الدولي    "سلمان للإغاثة" يوزع مساعدات إغاثية متنوعة لمتضرري الزلزال في محافظة غازي عنتاب بتركيا    محافظ الطائف يعزي العصيمي    الاتفاق يوقع مع العليان    يايسله يًصر على رحيل لاعب الأهلي    45 جهة لرصد ومراقبة جودة المياه السطحية والجوفية    القبض على 6 مخالفين هربوا 120 كلجم قات    21 موقعا للأحوال المدنية المتنقلة    نائب أمير منطقة عسير يلتقي مدير عام معهد الإدارة العامة    القرية الحجازية تثري زوار بيت حائل    132 محطة و6 مسارات لحافلات طيبة    المفتي يستقبل العتيبي    لائحة لنظم الترميز والتصنيف الطبي    هل ينجح الوسطاء في إبرام الصفقة ووقف الحرب على غزة ؟    الأمير محمد بن سلمان يُعزي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ علي عبد الله السالم المبارك الصباح    طلبة الرياض يحققون 19 مركزا متقدما في مسابقة المهارات الثقافية    استمراء الكذب    الحجاب والسويد يحتفلان بزواج عبدالله    اتهامات متبادلة بين أوكرانيا وروسيا.. قتلى وجرحى في هجمات على كييف    أمير الرياض يصلي على سلطانة بنت سعود بن عبدالعزيز    مدينة القهوة المنتظرة تتشكل في الباحة    11 مليار ريال تكلفة 65 مشروعا بيئيا ومائيا وزراعيا في المدينة    خلال استضافته بجامعة كامبريدج.. العيسى يستعرض الرؤية الإسلامية في مضامين «وثيقة مكة المكرمة»    سعود بن بندر يستقبل رئيس وأعضاء نادي الخليج و يكرم المشاركين في حملة "وعيهم مسؤوليتنا    المرور: سداد المخالفة خلال 30 يوماً للاستفادة من التخفيض    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيرلندي علاقات البلدين ويناقشان خطر توسع الصراع في المنطقة    النفط ينخفض والذهب قرب أعلى مستوى    الطب الاتصالي يعيد قلب مريض إلى الحياة    ماكرون يرفض استقالة رئيس الوزراء ويطلب منه البقاء في منصبه    مشروع العويمري للمياه العذبة تغذي هجر وقرى جنوب حائل    محافظ الخرج يطلع على منجزات وخطط الجمعية السعودية للفنون التشكيلية    المختبر الاقليمي بالشرقية يفحص أكثر من 186 ألف فحص خلال نصف العام الجاري    بلدية ابانات تنفذ 20 جولة اصحاح بيئي    الصناعة تصدر 86 ترخيصاً صناعياً في أبريل ب 2.2 مليار ريال    "هيئة العقار" تختتم أعمال ملتقى الإعلام العقاري بنسخته الأولى    "مهرجان الدار" يفتح أبوابه بقرية الموسى التراثية    فريق T1 الكوري يحقق لقب " ليغ أوف ليجيندز " ثاني بطولات كأس العالم للرياضات الإلكترونية    آل الشيخ: رؤية ولي العهد تُراهن على الشباب بصناعة المحتوى    رياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من الشرقية وطريق مكة - جازان    التعاون يواصل التأهب في معسكره في سلوفينيا    «عكاظ» ترصد التخصصات العالمية ال10 الأكثر طلباً في العالم    أمير تبوك ل«الشؤون الإسلامية»: اهتموا بالجوامع وهيئوها للمصلين    «العالمي» يبدأ الإعداد في البرتغال.. وينتظر رونالدو    ثقافة التخلي السينمائية    موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد.. أميرة قوية حكمت عُمان    تشهير.. شجار وقضايا ثم تنازل.. لعنة حسام حبيب هل دمرت شيرين ؟    5 سلوكيات تقي الرجال من الإصابة بالسرطان    كيف تحمي قلبك من الإجهاد الحراري ؟    أمين الرياض يعلن إطلاق برنامج الامتثال البلدي " مُثل "    مدرب البرازيل: لم نقدم ما نطمح له وافتقدنا لمهاجم    تجسيداً للعناية السعودية قيادة وشعباً بأقدس المقدسات.. الكعبة المشرّفة تتوشح بهاء الكسوة الجديدة    هل يُقاس معوجّ بمعتدل؟    المملكة تُدين قصف الاحتلال لمدرسة الأونروا    سحالي «الغونا» تحمي الأغنام    خطة أمريكية لإعدام نصف مليون بومة    ولكل عام.. مع التحية    استقبل السديري والسفير الجزائري.. أمير الرياض يطلع على البرامج الجامعية للبحث والابتكار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قم بَس قم.. يا تَاجر القمقم ..!
نشر في المدينة يوم 31 - 01 - 2012

أتَى عَلى النَّاسِ دَهْرٌ في السّعوديّة؛ كَانوا يَهتمّون فيهِ بأخبَار أفغَانستان وكَشمير، والصُّومَال والمَالديف وجُزر القَمَر، واستمرّ هَذا الاهتمَام حتَّى جَاءت فَاجعة سبتمبر، ولاحَظ السّعوديّون أنَّهم اصطَدموا بالجدَار، وأنَّ أعمَالهم كَانت كُلّها عبَارة عَن قَذف خَارج رَحم النَّجاح والبنَاء والتَّطوير..!
لقَد نَسي السّعوديّون أنفُسهم لأكثَر مِن رُبع قَرن، والآن جَاؤوا يَركضون لتَطوير ذَواتهم، ولَكن مثلمَا أخطَأوا في إهمَال أنفُسهم سنين طَويلة، هَا هُم الآن يَرتكبون نَفس الخَطأ، بحيثُ صَاروا يُقبلون عَلى كُتُب تَطوير الذَّات، مِن غَير تَدبُّر ولا تَأمُّل؛ حَول مَا يَحتاجونه مِن هَذه الكُتُب، ومَا لا يَحتاجونه، والغَريب في الأمر واللافت فيهِ أيضاً؛ أنَّ بَعض المُحرّضين عَلى الجهَاد الأفغَاني، والاهتمَام بقضَايا كَشمير، وضَخّ الفِكر الأُمَمي مُقابل إلغَاء الوَطن، هُم أنفُسهم الآن مَن يَطرحون الأفكَار لتَطوير الذَّات..!
وحتَّى نَعرف مقدَار الاستهتَار؛ دَعونا نَتأمَّل أنَّ بَعض وعّاظ الأمس هُم أسَاتذة تَطوير الذَّات اليَوم، وكَأنّ المَسألة فَوضَى، بحيثُ يَخرج الإنسَان مِن تَخصُّص إلى تَخصُّص، وكَأنَّه يَنتقل مِن غُرفة نَومه إلى مَجلس الطَّعام..!
إنَّ تَطوير الذَّات أمرٌ بَديع، وسلوكٌ رَفيع، ولَكن أن يُوكل إلى هَؤلاء فهَذه كَارثة، لأنَّ مِثل هَؤلاء الوُعّاظ تَخبّطوا سنين، وضَاعوا وضيّعوا أعمَارهم بتَحريم هَذا مَرَّة، وتَحليله مَرَّة أُخرى، والتَّشتُّت في اختيَار الطُّرق، لذلك هُم لَم يَنفعوا أنفُسهم، فكَيف يَنفعون غَيرهم..؟!
إنَّ أهل المَعرفة يُدركون أنَّ بَعض أصحَاب النَّصائح المَجانيّة، والوصَايا الجَوفاء، والوَعظ السَّطحي، هُم مِن أصحَاب السَّوابق؛ مِن الذين يَشعرون بالذَّنب، فيَتّجهون إلى النُّصح والوَعظ والوصَايا، حتَّى يُكفِّروا عَن أفعَالهم، ويَشعروا بالتَّوازن الدَّاخلي بَين تَاريخهم السَّابق ووَعظهم اللاحِق، كمَا أنَّ بَعض هَؤلاء الذين يُمارسون الوَعظ والوصَاية هُم أبعَد النَّاس عَن تَطوير ذَواتهم، أو تَطبيق نَظريّاتهم، فمَثلاً تَجد أحد هَؤلاء الوُعّاظ في «تويتر»؛ يُزعج النَّاس بادّعاء التَّواضُع وحُسن الخُلق، ولَكن تَواضعه هَذا ادّعاءٌ فَجّ، فهو لا يَردّ السَّلام عَلى أحَد، ولا يُناقش أحَداً، وكُلّ هَمّه أن يَتقيّأ الفِكرة التي في رَأسه، ثُمَّ يَلوذ إلى نَفسه، وكَأنَّه خَطيبٌ في مَسجد، ومَا عَلِمَ أنَّ مَوقع «تويتر» -كَما صَنّفه أهله في الغَرب- هو مَوقع تَواصُل اجتمَاعي، أو بمَعنى آخَر «Social Media»، ولَكن نَحنُ هَكذا نُسيء إلى الأشيَاء والمُخترعات مَرّتين، مَرّة بعَدم فَهم مَعناها، ومَرَّة في استخدَامها في غَير مَوضعها، وقَد ظَننتُ أنَّ المُلهِمة «مي زيادة» كَانت ممَّن يَغشون «تويتر»، رَغم أنَّها رَحلت عَن دُنيَانَا قَبل زَمنٍ بَعيد، حِين قَالت: (ورَاء الشَّرقيين إرثٌ عَظيم: إرث الأديَان والنبوّات، لذَلك يَتصوّر بَعضهم أنَّ الكَاتِب لا يَكتب، وأنَّ الخَطيب لا يَخطب إلَّا ليُعلِّم ويُهذِّب)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ هُناك عبَارة مُضحكة؛ تَجدها تَتردّد عَلى أفوَاه بَعض أصحَاب الوَعظ والوصَايا في «تويتر»، وهي عبَارة: «أطلق القمقم في دَاخلك»، أو «أيقظ العملاق في طمُوحك»، والسُّؤال الذي أطرَحه ولا يَطرح نَفسه: إذَا كَان هَذا العملاق عملاقاً، كَيف لا يُوقظ نَفسه ويَنطلق ذَاتيًّا؟! ولَكن يَبدو أنَّه عملاق مِن وَرق، وقمقم مِن خرق..!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.