انتهى مقالي السابق بسؤال مهم، وهو: ماذا يجد أطفالنا في جهاز الآيباد، وما الطريقة العملية لحمايتهم؟! أكاد أجزم بأن الأخطاء العظيمة التي وقفت عليها، يجهلها الكثيرون وخاصة الأمهات، اللواتي يمكثن ساعات أطول مع الأبناء، يقول الكاتب إنه: (بمجرد أن يذهب الطفل إلى قسم التطبيقات، أو متجر البرامج، فإن عالمًا كاملًا سيفتح أبوابه له بخيره وشره، حيث إن تسلسل ظهور البرامج للمتصفح يكون إما بحسب شعبيتها عالميًا أو حسب تاريخ إنتاجها، أو بالترتيب الأبجدي، وهذا ما يجعل البرامج تتدفق أمامه دون أي قيود أخلاقية. ويعطينا الكاتب خلاصة تجربة قام بها، يمكن لكل أب أو أم أن يقوم بها، ليعرف خطر الجهاز الذي يضعه وهو يبتسم بين يدي ابنه. فيذكر أنه بالتصفح العادي لمكتبة البرامج، وليس بالبحث المباشر عنها، وجد في الصفحة الرئيسة للبرامج برنامجًا مخصصًا لمن هو فوق 12 عامًا، يحتوي على ذكر للمشروبات الكحولية والقمار، كما وجد لعبًا وبرامج كثيرة لذات الفئة العمرية، وتحتوي إضافة إلى ما ذُكر على مواضيع ومشاهد إباحية وعنف، وهناك برامج (التشات الذهبي المجاني)، وهو برنامج عربي، وبرامج تتيح لأي شخص مجهول على الإنترنت التواصل مع الطفل مهما كانت أغراضه ودوافعه، ومن ذلك برنامج للمواعدة للمثليين.. ولعل الخطير في الأمر تلك الطريقة الماكرة اللئيمة التي يتم عن طريقها جذب الطفل، إذ قد تكون صورة البرنامج لرسمة يابانية كرتونية، فيعتقد الطفل أنها لعبة مخصصة للأطفال، ما يدفعه للاستمرار في عرض صفحات أخرى وأخرى من البرامج، مما يعرضه لمزيد من المحتوى الذي لا يناسبه. هذا عن البحث في البرامج باللغة الإنجليزية، أما الأشد خطرًا فتلك البرامج التي يكون البحث باللغة العربية، فإن طريقها أيضًا ملغوم بالمخاطر المدمرة، فبمجرد ما يكتب الطفل كلمة (لُعبة) أو (طفل) أو أي كلمة عربية، تقوم مكتبة البرامج بعرض ما لديها بشكل عشوائي، أي أنها تعرض كل ما هبَّ ودبَّ، حتى البحث بكلمة (قرآن) يُظهر لك أفلامًا ممنوعة من العرض، وأفلامًا خاصة بالكبار، ولولا عموم المقام، والتزام المقال بمساحة مُخصَّصة لسردت لك تلك الكلمات، وأسماء البرامج. وعلى العموم يمكن لأي أب أن يُجرّب بنفسه، ويكتب أي كلمة عربية في مكان البحث، ويشاهد النتائج التي تظهر له، ويدخل ضمن هذه البرامج الخطرة متصفح النت، واليوتيوب، بل هي أشد خطرًا لعدم اعتمادها تصنيفًا واضحًا لمناسبة المحتوى للمراحل العمرية المختلفة، إضافة إلى طريقته التي تشد الزائر بعرض مقطع تلو آخر بلا توقف، إلى جانب ما تحويه مكتبة اليوتيوب من أفلام كرتون للكبار يظنها الطفل أنها موجهة له. إذًا ما الحل؟!.. الحل يكمن في خدمة القيود التي وفرتها شركة آبل، أو (Restrictions) في أجهزتها، ليتمكن الأهالي من التحكم في الآيباد كما يريدون، وسألخص لك أخي القارئ الطريقة التي ذكرها صاحب المقال، لعلها تفيدك في حماية أطفالك: ابدأ بالدخول على الإعدادات (Settings، ثم عام (General)، فتجد بند القيود (Restrictions)، والتي ستجدها في الأصل معطلة، عدا أول أمر في الأعلى والمتعلق بتفعيل القيود، مكتوب عليه (تمكين القيود)، فتظهر نافذة إدخال كلمة سر للقيود، ثم تأكيدها.. وكلمة السر هذه تختلف عن كلمة السر الخاصة بفتح الآيباد نفسه لمن يستخدمها، وبعد تأكيد كلمة السر ستجد كل خيارات القيود متاحة أمامك، والقيود هنا مكونة من أربع مجموعات بها العديد من البنود. غير أن البنود المهمة في صفحة القيود، هي: متصفح الإنترنت، والخيار الأمثل هو تعطيل متصفح الإنترنت، لأنه من الصعب أن يكون الطفل تحت الرقابة الدائمة، وكذلك اليوتيوب، أما الآيتونز (I Tunes)، إذا كان الحساب متعلقًا بالواجهة السعودية فلا خطر فيه، وإن كان متعلقًا بالمتجر الأمريكي أو البريطاني الذي يفضله الكثيرون لاحتوائه على مزايا أكثر، فإن الطفل سيتعرض لمحتويات خطيرة، خاصة من البودكاست، لذا فمن الأفضل إغلاق هذه الخاصية، أما خاصية تثبيت التطبيقات (Installing Apps) وهي التي ترتبط مباشرة بمتجر البرامج، وهي الخاصية الأكثر استخدامًا والأكثر خطورة، فإن الخيار الأمثل هو تعطيلها. وقد يلجأ بعض الأهالي إلى تعطيل شبكة الواي فاي فقط، غير أن هذه العملية غير كافية، فقد تتسرب كلمة السر إلى الطفل فيعاود الاتصال بالشبكة، أما خاصية القيود فإنها أكثر فعالية في أي مكان. ومن الصعب تسرب كلمة السر التي تكون بين الوالدين. وأخيرًا أليست هذه مؤامرة تهدف إلى هدم أخلاقيات الأطفال وتهتك براءتهم؟ ألا يجب علينا أن نراجع أجندتنا التربوية ونعيد صياغتها من جديد، بما يكفل لأبنائنا مسايرة جيلهم، ويكفل لهم أيضًا حماية دينهم وأخلاقهم؟!.