مشروع اختبار القدرات المنبثق عن المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، من المشاريع المكتسبة من الدول المتقدمة التي خاضت تجارب عديدة للوصول إلى نتيجة محققة لرفع مستوى أبنائها التعليمي حتى وصلت إلى مراحل متقدمة، فهيأت الأجيال للأخذ بأجدر النتائج التي ترفع من المستوى التعليمي، فتولدت القناعة التامة لمجتمع تلك الدول للأخذ بهذا المشروع، ولا بأس من الاستفادة ممن سبقنا في تجارب ناجحة تعود على الفرد والجماعة للوصول إلى أفضل الأساليب لتخريج أجيال مسلحة بالعلم النافع الذي يجعلها في مقدمة الركب، إلا أن المعنيين أقروا تطبيق هذا المشروع في المملكة العربية السعودية قبل تهيئة أبناء الوطن ومعلميهم من حيث الوقت والتوعية للاقتناع بهذا المشروع ونتائجه المستقبلية وتوفر عناصر نجاحه، ولكن ما أشبه اليوم بالأمس تم تطبيق المشروع مثله مثل مشروع «ساهر» الذي ولد فجأة ليقتنص زبائنه حتى أفرغ بعض الجيوب من رصيدها بوقت سريع، إلا أن المال يمكن تعويضه، ولكن تخريج أجيال متتابعة خالية الوفاض وأصبح نسبة كبيرة منها عالة على الوطن لعدم تسلحهم بسلاح العلم المفترض من التعليم العام والجامعي بسبب اختبار القدرات الذي أعطى فرصة كبيرة لضمان الطالب على نسبة 30% فقط من حصيلة دراسة سنتين متتاليتين مما سحب هيبة المعلم والإدارة المدرسية إضافة إلى تواري «سوط» المدرسة في الفناء والفصل، فأصبح الطالب بعد ذلك لا يعبأ بتعليمات المدرسة والالتزام بوقت الدوام والانصراف، وأما التحصيل المعرفي فهو في أواخر اهتماماته؛ لقناعته سلفًا أنه مهما بذل من جهد يؤهله للالتحاق بركب التعليم العالي لم يتحقق له ذلك ما لم يجتز اختبار القدرات والاختبار التحصيلي الذي يعتمد على معطيات تخمينية كخبط عشوائي قد لا يصل. ولا ينكر أحد أنه مشروع ناجح ماليًا بما فُرض على الأسرة الغنية التي لا تتضرر من صرف أي مال، وعلى الفقيرة التي تُقتّر من مصروفها اليومي لتسديد رسوم اختبار القدرات. ولتدارك تدهور التحصيل العلمي عند أبنائنا في التعليم العام والعالي بسبب حصر التحصيل المعرفي إلى هذه النسبة المتدنية وفقدان هيبة المدرسة، ولتضرر الأُسر الفقيرة من دفع الرسوم التي قد تصل إلى 400 ريال لتكرار اختبار القدرات وهم أحوج لها، أقترح ما يلي: 1- رفع نسبة التحصيل العلمي في المرحلة الثانوية إلى نسبة لا تقل عن 70% حتى نضمن استفادة الطلبة والطالبات مما تحويه المناهج في التعليم العام من فوائد علمية يؤهلهم للالتحاق في التعليم العالي إذا فُسح لهم المجال. 2- التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لدفع رسوم اختبار القدرات للطلبة والطالبات الذين ظروفهم لا تمكّنهم من دفع الرسوم وذلك على غرار مشروع كسوة الشتاء وغيرها من المعونات التي اعتمدتها الدولة لمساعدة الفقراء. 3- إعادة النظر في تعزيز هيبة المدرسة. والله المستعان...