يأتي اختبار القدرات التابع للمركز الوطني للقياس والتقويم ليضيف عقبة جديدة لعقبات كثيرة تقف في وجه الطلبة والطالبات للالتحاق بالجامعات، ففي الوقت الذي تشجع فيه دول العالم قاطبة طلبتها للإلحاق بالجامعات ومواصلة التعليم، نجد أننا نبدع ونجتهد في إيجاد الكثير من الطرق والأساليب ليس للتوسع في قبول أكبر عدد ممكن من الشباب للالتحاق بالجامعات، بل وللأسف لتضيق الفرص المتاحة لالتحاق خريجي وخريجات الثانوية العامة بالجامعة وهذا حق مشروع لهم تكفله لهم جميع الأنظمة و القوانين. لقد فرحت الجامعات لدينا أيما فرح ! _ باختبار القدرات لتتنصل عن أية محاولات جادة في التوسع لقبول أكبر عدد ممكن من طلبة الثانوية! أليس من الأجدى أن يتم التحاق من نجح في الحصول على النسبة الموزونة المطلوبة بالكلية المطلوبة مباشرة ومن لم يحصل على النسبة المطلوبة أن يلتحق بالسنة التحضيرية وهناك تتم الغربلة أو الفرز فمن اجتاز السنة التحضيرية يحق له الالتحاق بالكلية المطلوبة ومن لم يجتز السنة التحضيرية يلتحق بأي من الدبلومات الجامعية. إن على الجامعات لدينا أن تدرك بأن اختبار القدرات لا يعني تنصل الجامعات من مسؤوليتها في تحقيق رغبات من لم يحالفهم الحظ في اجتياز الاختبار من خريجي وخريجات الثانوية في الالتحاق بالجامعة، إن المركز الوطني للقياس والتقويم إذا ما أراد أن يلعب دورا مهما ومساعدا في تحقيق رغبات طلبة الثانوية في الالتحاق بالجامعات أن يقوم بتحليل نتائج الاختبارات ليس فقط لإعطاء نسبة القبول في الجامعة من عدمها بل يتخطى هذا الدور الذي يمكن لأي جامعة أن تقوم به، إلى تقديم خطة علاجية لمن حصل على نتائج ضعيفة في بعض المهارات والقدرات ومن ثم تقويتها في السنة التحضيرية، بمعنى أن يتم قبول جميع من أدوا اختبار القدرات في الجامعات، الذي اجتاز الامتحان وحصل على النسبة الموزونة المطلوبة يلتحق بالكلية المطلوبة مباشرة والذي لم يجتز يتم قبوله وفق برنامج السنة التحضيرية وفي هذا يتم تحقيق مبدأ المساواة والعدالة في قبول خريجي الثانوية في الجامعات. للمعلومة إن غالبية الجامعات في الدول المتقدمة لا يوجد بها اختبار قدرات يحدد نسب للقبول في الجامعات، فالجامعات هناك تقبل أي خريج ناجح من الثانوية بأي نسبة كانت، فدور الجامعات ليس فقط قبول من يمتلكون المهارات والقدرات العالية، بل يتعداه لتقوية وإكساب وإعداد الآخرين ممن لديهم ضعف معرفي أو مهاري، وهذا هو دور الصروح العلمية الواعية بمهمتها ودورها في المجتمع. فايز إبراهيم أبولبن جدة