منذ قديم الأزل والتراث أو الموروث الفني السعودي من شعر غنائي أو كلمات مغناة أو فلكلورات شعبية محلية .. هي المتسيّدة ونتوارثها جيلا بعد جيل وقد كانت نقطة ارتكاز صلبة أستمد منها التراث الفني الحديث من كلمات وأغنية وألوان شعبية تمثل بيئة محلية وإرث تاريخ.. حتى في مجال الأغنية وليس للاقتباس المشروع في العرف الفني فقط.. بل تنسب كاملة إلى المؤدي الذي يؤديها وكاتب الكلمات. وهذا السطو الفني على أعمال فنية قديمة بذل أصحابها جهداً وفكراً مضنياً في تقديمها للمتلقي دون عوائد مادية أو معنوية.. سوى المواهب التي دفعتهم لهذا الإبداع الخالية أوالميدان الفني..من المراقب او الناقد.. حالياً الذي يقف في وجه هؤلاء بقوة ويرد عنهم من التسلق غير المشروع.. وهذا المراقب الفني أو المؤرخ او الناقد منعدم حتى على مستوى الجهات الرسمية.. كوزارة الاعلام.. وجمعيات الثقافة والفنون.. لتحمي ابداعات اشخاص رحلوا.. أو اجبرتهم ظروفهم المرضية او غيرها في المكوث في منازلهم. وكان هناك اشخاص وهم كمؤرخين او تسميهم مراقبين عاصروا تلك الفترة من جيل الرواد من اهل الفن والكلمة والموروث. كانوا يتصدون او يخدشون من خلال الصحف ووسائل الاعلام المختلفة وتوضيح الخلط الفني او التخبط وكانوا كثيرين.. ولكنهم تلاشوا للوفاة.. او ظروف أخرى. وكانوا يمثلون جهات غير رسمية.. إلا أنهم.. كانوا يمثلون جهات غير رسمية.. إنهم كانوا يؤدون واجب الضمير والأمانة في توضيح الحقائق على مرتكبي السطو والسرقة على الغناء القديم والموروث والشعر الغنائي القديم. ومن هؤلاء أساتذتنا رحمهم الله هاني فيروزي ومحمد رجب وجلال أبوزيد وغيرهم الكثير.. وأيضًا على مستوى كتّاب الكلمة.. نجيب بطيش.. وتتذكّر من المراقبين أو المؤرخين ايضا حمدان صدقه.. وكمّ كثير إذا لم يتسع المجال هنا لذكرهم، وهؤلاء لم يكتفوا بالمراقبة أو إيضاح الحقائق فقط بل قدموا للمكتبة العربية والمحلية كتبًا فنية وتاريخية لحفظ التراث.. ومنهم محمد رجب رحمه الله الذي قدم كتاب "متعدّي وعابر سبيل" عن فوزي محسون، ونتذكّر من هؤلاء أيضًا أستاذنا المعتزل حاليًا عبدالعزيزصيرفي الذي يمتلك كنوزًا من الموروث وهو أيضًا كان من المتصدين لأهل السطو الفني وهو آخر الاجيال الذهبية الذي يعد ابتعاده خسارة للساحة وقدم من خلال سنوات طويلة في مجال الصحافة الفنية كثيرا من الإنجازات ولديه مخزون فني كبير بعضها نشر والبعض الآخر لا زال في أدراجه منه ديوان فني عن عبدالحليم حافظ وهذا يمثل إضافة جيدة للمكتبة العربية لو أُطلق سراحه.