السائل (سلمان محمد): أودّ منكم إفادتي عن شيءٍ سمعته من أحد المهتمين باللّغة، يقول فيه: لا يجوز أن نقول (الأمّهات) إلا لأمّهات الناس، وأمّا ما عداهم فنقول: أمّات، ما صحة ذلك، أفيدوني؟ الفتوى 30: ما قاله لك ذلك القائل قد قاله بعضُ أئمة اللّغة كالأزهريّ في (تهذيب اللّغة)، قال: (تجمع الأمّ من غير الآدميات على أمّات، بغير هاء). والصحيح الذي أقرّه كثير من اللّغويين الجواز، فلك أن تقول: (الأمّهات أو الأمّات السّت)، بل ورد في أشعار العرب إطلاق (الأمّات) على الآدميات، وإطلاق (الأمّهات) على غير الآدميات، ومن الأوّل قول السّفاح اليربوعي: قوَّالُ معروفٍ وفعّالُه عقّارُ مثنى أمّهاتِ الرِّباع ومن الثاني قول جرير: لقد ولد الأخيطل أم سوءٍ مقلدةً من الأُمَّاتِ عارا قال ابن درستويه: (وهي لغةٌ ضعيفة، والفصيح في الآدميات: أمّهات)، ذكر ذلك الزّبيديّ في (تاج العروس)، وبه يتضح أن إطلاق (الأمّهات) على العاقلات وغيرهنّ جائزٌ، ولو لم يجوّزه النقل لجوّزه المجاز. السائل (فايز العتيبي): هل دوابّ ممنوعة من الصّرف، مع التعليل؟ الفتوى 31: دوابّ وصوافّ وكوافّ وجوادّ، جمع دابّة وصافّة وكافّة وجادّة، ونحو هذه الألفاظ ممّا كان على وزن (فعالِل) ممنوعة من الصّرفِ؛ لأنها على صيغة مشبهة لصيغة منتهى الجمع، كمساجد ومعابد ومفاتيح ومصابيح، وهذا ما عناه ابن مالك في الخلاصة بقوله: وكن لجمعٍ مشبهٍ مفاعِلا أو المفاعيلَ بمنع كافلاَ وما يشبه (مفاعل) هو فعالِل وفواعل وفعائل، ونحوها، وما يشبه (مفاعيل) كقراطيس ومناديل. وكلمة (دوابّ) ممّا يشبه مفاعل، ومفردها (دابّة) على وزن فاعلة، ووزن الجمع (فعالِل). وفي كتاب (المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية) للشاطبي: (وزنُ دوابّ مفاعل)، ذكر ذلك مرّتين في باب (ما لا ينصرف) عند شرح البيت المذكور، وهو خطأ يبعد أن يكون من المؤلّف، إلاّ أن يكون مراده إدخاله تحت ما يشبه (مَفاعِل) من الجمع المتناهي.