السائل (خليل أحمد) يقول: قرأتُ في تنويه لأحد الباحثين يقول فيه: لا يجوز جمع (نادٍ) على نوادٍ؛ لأنه لم يُسمع؟ الفتوى 4: لغة العرب واسعة سَعَة الدنيا، والقياس فيها ركن من أركانها الكبرى، وسماع كل ما نطقت به العرب، ونقله كلّه متعذِّر، والقياس فيما سألتَ عنه، وفي باب الجمع خاصّة كالسماع أو أقوى منه. ومن ذلك: ما ورد على وزن (فاعل) لما كان لمذكر غير عاقل ذاتًا أو وصفًا، نحو: كاهل وكواهل، وحاجب وحواجب، وشارع وشوارع، وطابق وطوابق. وكذلك إذا كان وصفًا لمؤنث كحائض وحوائض، وحامل وحوامل. وجمع فاعل على فواعل بالقيود المذكورة لا شذوذ فيه لدى اللّغويين، ولم يستثنوا من ذلك إلاّ لفظًا واحدًا، وهو (وادٍ)؛ لأن أوّله واو، فكُرِه جمعه على (وَوَادٍ). وأحيلك في هذا إلى شروح ألفية ابن مالك، عند قوله في باب (جمع التكسير): فواعِلٌ لفَوعَلٍ وفاعَل وفاعلاء مع نحو كاهل نعم، لم يُسمع عن العرب في جمع (نادٍ) إلاّ أندية، ولكنه غير كافٍ في المنع، فإمّا أن يكون ممّا تكلمت به العرب ولم ينقل، أو يكون ممّا يجوز لمن بعدهم منهم أن يسلك طريقتهم وقياسهم الصحيح. لكن الشّاذ في هذا هو جمعهم (الندى) بمعنى المطر على (أندية)، والقياس جمعه على (أنداء)، كبطل وأبطال. والحاصل: أنّه يجوز لك أن تقول في جمع (نادٍ): أندية، ونوادٍ. وإثبات الياء في التنكير جائزٌ، كما أن حذف الياء في المعرّف جائز، كلاهما ثبتت به القراءة الصحيحة. [email protected]