تم الإعلان عن اعتماد إنشاء بوابات للمدينة المنورة، وذلك من قبل سمو أمير منطقة المدينة المحبوب رئيس هيئة تطويرها، واللافت في التنويه أن هذه البوابات ستكون متوافقة مع طبيعة المدينةالمنورة وستقدم خدمات متعددة للزوار، وهي خمس بوابات سيتم البدء في تنفيذ ثلاثة منها قريباً حيث تم طرحها لوضع التصاميم بحسب الصديق العزيز المهندس محمد بن مدني العلي الأمين العام للهيئة وتم تخصيص المبالغ المالية لها. وقد استوقفني هذا الخبر البهيج والذي طال زمن انتظاره؛ فقد سبق لهذه الزاوية طرح هذا الموضوع مراراً، والمطالبة بهذه البوابات بحيث يشعر القادم أنه دخل المدينة، كما تمت المطالبة بوضع لوحات ترحيبية بالقادمين، ووضع مجسمات جمالية في بداية الدخول وداخل شوارع المدينةالمنورة. فمن غير المحبذ أن يدخل الزائر إلى مدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فلا يجد أمامه شيئا يشعره بدخولها، حتى أن البعض يتساءل: هل وصلت طيبة؟! ومن المأمول تعميم هذا الأمر على جميع مدن ومحافظات بلادنا؛ فالقادم يفترض أن يبصر ما يوحي باقترابه، ثم يشعره بأنه قد وصل إلى المنطقة التي قصدها، وعلاوة على ذلك فإن من التخطيط السياحي وجود خدمات متعددة في هذه البوابة كتقديم الخرائط للمدينة أو المحافظة ووجود دليل سياحي لأهم الأماكن التي يمكن للسائح زيارتها والاستمتاع بها أثناء إقامته، وهو التنشيط السياحي الذي نتمنى التخطيط له بالفعل . أما القائم حاليا فهو على خلاف ما نأمله؛ فأنت تصل إلى أي مدينة أو محافظة فلا تجد أحيانا مجرد لافتة ترحب بك وتوحي إليك أنك قد أوشكت على دخول ذلك المكان، وهذا أمر لا يخدم السياحة ولا يجذب السائحين بطبيعة الحال. وأقترح أن يتم التنسيق بين الهيئة ووزارة الحج ووزارة الداخلية في هذا الجانب، لتؤدي البوابات أدواراً جانبية بالإضافة إلى الجانب الأمني، كما يرجى أن تقدم البوابة خدمات إلكترونية راقية تواكب التقدم التكنولوجي الذي يعيشه العالم، واستخدام وسائل التقنية الحديثة من شاشات عرض وخلافه أمر تفرضه معطيات العصر الحديث. وبنظرة إلى وضع الحجيج فمن المستحب أن يجد الحجاج والمعتمرون كل ما يطمحون إليه من مواد معرفية وتثقيفية وسياحية، فمن المناسب أن يزور المسلم المدينةالمنورة مثلاً ثم يتنقل بين أفيائها العطرة ومآثرها الغنّاء ليستشعر سيرة نبيه العظيم عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام، والحال ذاته ينطبق على مكةالمكرمة شرّفها الله. كم كنت أتمنى أن تضطلع هيئة السياحة بهذا الدور منذ فترة، فالمواطن والمقيم عندما يزور مدينة أو محافظة يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه؛ فلا يعرف أين يتجه، وليست لديه فكرة عما تكتنزه تلك المنطقة من أماكن أثرية وسياحية وترفيهية، والسبب عدم توافر معلومات كافية على مدخل المدينة أو المحافظة بحيث ترشد السائح إلى أماكن السياحة والآثار والترفيه، وحتى لا يكون السائح عرضة للوقوع فريسة للمتربصين وبخاصة أولئك الذين يرومون الأماكن الأثرية. إن المؤمل أن نجد بوابة تستقبلنا عند مدخل كل مدينة ومحافظة، والطموح أن تكون حديثة وفعّالة بحيث تحوي لوحات الكترونية وتقدم الإرشادات وتوزع الأدلة والخرائط، وحينها يكون المرء على بصيرة من أمره. وبهذه المناسبة فأني أجدها فرصة لمناشدة هيئة السياحة بقيام شركات سياحية وطنية داخلية، تهدف إلى تقديم خدمات للقادم أيا كان، كاصطحابه في جولة للأماكن الأثرية وأخرى للترفيهية.. وهكذا، وبذلك نحمي السائح أولا ثم نقطع الطريق على الانتهازيين الذي لا غاية لهم إلا سلب ما في جيوب الآخرين بأي وسيلة، خاصة وأن شريحة الحجاج والمعتمرين والزوار تتوق لمشاهدة المآثر النبوية وزيارة الأماكن الأثرية. إن بوابات المدن باتت مطلبا ملحا، وبخاصة في ظل التوجه لتنشيط السياحة في بلادنا، وهي التي تستقبل الملايين، وأصبح من المتحتم تقديم الخدمة اللائقة لهم من خلال معْلم يضاف إلى كل مدينة ومحافظة، وهو الأمل المنشود والحلم المنتظر الذي يراود كل محب لهذه البلاد، وها هي الاستجابة تلوح بوادرها في الأفق، وإن غدا لناظره قريب!